اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > استذكاراً لصراحة (أبو كاطع)..فلوس احميّد وأصفار الدنانير!!

استذكاراً لصراحة (أبو كاطع)..فلوس احميّد وأصفار الدنانير!!

نشر في: 8 يوليو, 2011: 07:21 م

إحسان شمران الياسري( 2 - 2 )أعلن الدكتور سنان الشبيبي – محافظ البنك المركزي العراقي عن نية البنك المركزي استبدال العملة العراقية، برفع ثلاثة أصفار من العملة الحالية.. وهذا خبر مهم تتناقله العامة والخاصة من الشعب العراقي.. وفور سماع تلك الانباء، تذكرت ما ورد في رواية (فلوس احميّد)، وهي الجزء الرابع من رواية أبو كاطع الرباعية التي صدرت لأول مرة عام 1972. وسيرى القارئ العزيز زخم وعمق المدلول الاقتصادي والاجتماعي لتغيير العملة.. وسيرى دور (المُوامنه) الذين كانوا يجوبون الريف العراقي كرجال دين، ويعيشون على تجهيل الناس و(النصب) عليهم.
ورغم طول الفصل الذي تناول هذا الحدث، فقد التمستُ الصحيفة ان تُبقيه كما هو، فبالاضافة الى اهمية الحدث الذي تنوي السلطة النقدية القيام به، وأهمية تنبيه الناس للتعامل معه بوقت مبكر، فهو عبارة عن كشف بارع لزيفِ من يدّعون (العمل) بالدين، وامتهانه بالأحرى على حساب حدود الوعي عند البسطاء في الريف. وإذ نستعير في هذا العمود بعض ما كتبه الراحل (شمران الياسري- ابو كاطع) قبل أكثـر من ثلاثة عقود، فان ما كتبه إذاك، لم يُخطئ حتى يومنا هذا !!وقد اخترنا العنوان من اسم الرواية وقرار رفع الأصفار:rnانتهى العذاب.. وأثمرت المتاعب راحة :- لو وُضِعَتْ همومي قبل اليوم على ظهر بعير لقَصَمَتْهُ. لكنني تحملتُها بشجاعة. وساعدني الله على اجتياز المحنة. أرَأيتم - لابد من أن أقولها - أرَأيتم عاقبة الصبر يا أولادي؟ لقد رست على شاطئ الأمان. وقلت لكم ذات يوم إن جميع الأحزان تمحوها ساعة فرح واحدة.. من حقي أن أخاطبهم مزهواً بحسن تدبيري وشجاعتي.. ولكن قبل هذا وبعده يتوجب عليّ شكر الله وحمده.. لقد كنت في مركز اهتمامه.. كم أنا محظوظ ليبذل الباري معي هذا الجهد. والآن يجيء دور الوفاء بالنذور وصدق الوعود.. أولها وأكثرها أهمية تعلّم فروض الصلاة.اعترفَ للسيد الكربلائي ولصاحبه: بأنه وعد الله أكثر من مرة، أن يتعلم الصلاة ثم اخلف وعده، لكثرة مشاغله.. وحين وجد نفسه بلا مشاغل عزّ عليه من يُعلمهُ الصلاة.. وها إن الله سبحانه يتساهل معه، مرة أخرى، ويبعث إليه من يعلمه الصلاة في عقر داره. أجابه السيد بلهجة تتناسب وجلال الموقف: آمنت بالله يا صالح انه رؤوف رحيم.. لا تيأس ولا تحزن ولا تحمل هماً لتعلم الصلاة سوف أعلّمك إياها.. ويقوم الشيخ الجليل (شيخ محمد رضا) بتلقينك ملحقاتها.. إنه واجبنا يا (صالح).. من اجل هذا نتحمل متاعب السفر.. لقد نذرنا أنفسنا لخدمة الدين الحنيف.. تكلم (صالح) بخشوع: لقد استجاب الله لدعائي يوم أحاط بي اليأس من كل جانب.. وإلا فكيف أفسر مجيئكما إليّ في هذا المكان المنعزل؟ تحملان البشارة بالخلاص.. وتعلماني الصلاة.. لقد حق عليّ أن أدفع لكما فدية عن كل فرد من أفراد عائلتي.. سوف أجزل العطاء، فالرزق كثير. إن خيري كثير ولله الحمد.. أنا متعطش للصلاة يا مولاي.. وقد عَزَمْتُ على أن لا أبرح داري هذه إلا بعد تعلّم الصلاة.. فكم من الوقت يلزمني لتعلمها؟ وأريدها صلاة جيدة.. وليست من نوع صلاة (الغنامة). أجابه الشيخ محمد رضا: نُعَلِمُكَ صلاة لا يعرفها فلاح ولا غنّام.. نعلمك صلاة العلماء.. مثلما أصلّي أنا ويصلّي السيد حسن - أعزه الله- أما مسألة الوقت فهي وقف على جهودنا.. ومدى استجابتك.. ضاق الشيخ محمد رضا بأسئلة مُضيّفه، فهمس لصاحبه:- (ستيجة نيدي. سل هيدي. سرط خيدي؟. سعست نيدي) (نتيجة هالخرط؟.. نعّست).ثم تمدد على فراشه واغمض عينيه، فاغتنمها (صالح) فرصة وأطفأ الفانوس. وضع رأسه على الوسادة ليخطط مشاريع المستقبل السعيد بعد أن زالت الغمة. كذلك فعل أهل بيته، كل على طريقته الخاصة.. وإنها الليلة الأخيرة من ليالي العذاب وآخر العهد بالسجن الانفرادي الطويل. نهق الحمار، فحاكاه آخر، ثم ثالث ورابع.. حتى ضجّ المكان بنهيق الحمير. استيقظ أهل البيت.. واشتعلت النيران في الموقد والتنور والربعة.. صلّى السيد وصاحبه. وقف صالح يمسح وجهه قبالة الشمس، لما تشرق بعد، مردداً دعاءه الأثير، الذي لا يحسن سواه:- أصبحنا وأصبح الملك لله.. اليوم يومك ياعلي.. ثم أضاف إليه فقرة مبتكرة:- اشلون يوم رحماني؟ يا نعمتك يا ربي.. يا نعمتك يا ربي!قال لولديه بعد الفطور:- افرشوا للسيد والمومن بالمشراكَه.. ولما خلت له الربعة، كشف التراب عن حفرة صغيرة، دفن فيها مئة دينار لا غير.. أخذ منها ثلاثين.. ثم أهال التراب على البقية: قد لا يتصور السيد إنني أدفع له مثل هذا المبلغ الضخم! كانت عادته السنوية ثلاثة دنانير.. الأفضل ان يستقر المبلغ في جيبه ليزداد حماسه، ويبذل جهداً أكبر في تعليمي فروض الصلاة وملحقاتها.. لمح السيد الكربلائي وصاحبه أطراف الأوراق النقدية بين أصابع (أبو البينة) فتعلّقت عيونهما بالمبلغ.. أعد كل منهما مجموعة أدعية.. وعبارات ثناء.. توجه (صالح) الى السيد الكربلائي وقال:مولاي.. رد السيد على عجل، دونما انتظار لما يقوله (صالح):- نعم أبو عبد المهدي!!- تكَولون خر بر عجله.. مدري خير برا عجله.. - تقصد خير البِرِّ عاجِلُهُ.. - أي نعم.. عاجلوه.. عاجلوه.. آنه هم رايح اسويها عاجلوه.. هاي ثلاثين دينار اكراميتكم.. لهوج السيد وصاحبه، بالتتابع، يدعون بالخير لصالح أبو لبينة وأهل بيته:- ثلاثين دينار؟ الله يوفقك.. - ثلاثين..؟ الله يزيد خيرك.. - ثلاثين؟ الك كَبالها ثلاثين الف يوم القيامة!- الك كَبالها ثلاثين مليون انشاء لله.. - الله يحسن عاقبتك.. - الله يخلي ولدك .. - الله يستر عائلتك.. - الله.. - الله.. تَجَمّدَ الدُعاء الأخير على طرف لسا

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

العدل تعلن اعداد النزلاء المطلق سراحهم خلال شهر تموز

القضاء يحكم بالاعدام والسجن المؤبد بحق 30 تاجر مخدرات

السوداني يحذر من خطورة الاستخفاف بسيادة الدول

ميسي ضمن التشكيل المثالي لكوبا أميركا

أسعار الدولار في بغداد.. سجلت ارتفاعا

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram