اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > انطولوجيا العمارة العربية المعاصرة

انطولوجيا العمارة العربية المعاصرة

نشر في: 8 يوليو, 2011: 07:43 م

د. خالد السلطاني معمار وأكاديمييطمح غالبية المعماريين العرب، ويشاطرهم في هذا الطموح كثـر من المثقفين والمهتمين إلى أن يقرأوا كتاباً مطبوعاً يتضمن "مختارات" من المنجز المعماري العربي المعاصر، كما يتطلعوا إلى ان يروا فيه لوحات مصطفاة لتلك النماذج التصميمية،
 وان يرافق ذلك شروحات عن نوعية المبنى المختار وأسماء مصمميه، بالإضافة الى تضمين تلك "المختارات" دراسة موسعة تتعاطى مع طبيعة هذا المنجز الفني، المهم ثقافيا وحضارياً، وتشير إلى خصائصه التكوينية – الفضائية؛ اي، باختصار، كل ما تنطوي عليه اية "انطولوجيا" جادة. وبحسب ظني، فان نشاط النشر العربي وفعاليته، لم يهتما كثيرا في هذا الجانب. ولهذا فلا يوجد مطبوع جاد ومهني صادر بهذا الشأن. رغم انه توجد إصدارات مقننة تكفل في نشرها أشخاص او مؤسسات محلية، رصدت النشاط المعماري المعاصر في هذا البلد او ذاك، في هذه المدينة او تلك. عدا ذلك، يكاد يكون فضاء النشر العربي، خالياً تقريبا مما يمكن ان تكون فعالية ضرورية لوجود مطبوع شامل ونافع مهنياً. والحال، ان عدم وجود مثل هذا المطبوع، لا يعني البته، بان المنجز المعماري العربي  المعاصر، غير جدير نقدياً، او ان وضعه الحالي، يسوّغ مثل ذلك التغاضي، المتصف بعدم الاكتراث. بالعكس انه انجاز مهم ومرموق، وفق كل المعايير النقدية الصارمة،  وعدم وجود "انطولوجيا" له، في الوقت الراهن، يقع في باب النقص المعرفي ليس الا، والذي يمكن تجاوزه لاحقاً، ذلك لان وجود مثل هذا المطبوع سيضيف الكثير الى الذخيرة المعرفية للمعماريين العرب، وسيغني تجاربهم، مثلما سينوع مقارباتهم المعمارية. فالقضايا التصميمية وإشكالاتها تكاد تكون ذاتها في كل بلد من البلدان العربية تقريباَ، ما يجعل من الاطلاع على تجارب الأشقاء، أمراً حيوياً وأساسياً، سواء كان ذلك بدافع متطلبات الممارسة المهنية، أم بسبب التطلعات الثقافية الشخصية. في حين يفضي غياب هذا النشاط المعرفي الى الجهل بما يجرى في "الورشة" التصميمية الشقيقة؛ فهي التي لا نعرف، مع الأسف، الكثير عن مشاغلها وعن انجازاتها في الوقت الحاضر. نشهد بين فترة وأخرى، محاولات للخروج من هذا المأزق "المعرفي"، بإيلاء النشر المتخصص اهتماماً يليق بمكانته. لكن غالبية تلك المحاولات التي نراها متحققة في المشهد، لم تصدر من مؤسسات محلية، أو إقليمية، وإنما عالمية: أوروبية على وجه الخصوص، التي دأبت بعض مؤسساتها الثقافية، في الوقت الراهن، الدفع باتجاه توسيع مجال اهتمامها بـ "الآخر"، الآخر المختلف، ولكن بعيداً، الآن، عن مفهوم ما يسمى بـ "التمركز الأوروبي" Eurocentric ، الذي هيمن، بتبعاته السلبية، على الخطاب ردحاً طويلاً من الزمن. وكتاب "تصاميم عربية" Arabian Design، يمكن له ان يكون، مثالا لا حصراً، على تلك المحاولات. نحن نتكلم عن الكتاب الصادر في عام 2007، عن دار نشر "داب" daab الالمانية، بـ 384 صفحة، وبالقطع المتوسط. صحيح انه يتناول بمجمله موضوع "التصميم الداخلي" للمباني المنفذة أخيرا في دول عربية مختلفة، لكننا، مع هذا يمكننا، ان نتابع من خلاله نوعية العمارة المصممة بالسنين الأخيرة في تلك الدول المختارة. لا يورد الكتاب جميع أنواع Types  الأبنية التي اشتغل على تصاميمها المعماريون العرب، كما لا يغطي تصاميم كل البلدان العربية. فالكتاب يتناول، تحديداً، تصاميم البلدان الآتية: مصر، والإمارات، والمغرب، والبحرين، والأردن ولبنان؛ ويفرد إلى البلدين الآخيرين معظم نماذجه المنشورة. وبهذا الاختيار، فقد ظل أكثر من نصف العالم العربي بعيداً عن موضوعة "تصاميم عربية"؛ وهو أمر يبعث من جديد، إشكالية نشاط المكاتب الاستشارية العربية، ودورها في "تسويق" نفسها إلى الجمهور، والى "الميديا"، هي التي، الآن، لا يمكن تجاوز منافعها او التغاضي عن تأثيراتها، بأي حال من الاحوال.وكما أشرنا، فان الكتاب يتعاطى مع الثيمة التي اختارها وهي "التصميم الداخلي" في العمارة العربية المعاصرة. ويشير في مقدمته المتواضعة (لا تتجاوز 450 كلمة)، إلى ان المصممين العرب يتمايزون عن الآخرين، بكونهم يولون اهتماماً كبيراً الى الموروث التقليدي، وتشغلهم كثيراً إشكالية الهوية. كما يولون قدرا من الاهتمام، لمعالجة التأثيرات المناخية القاسية. في النماذج المنشورة بالكتاب، نشاهد طيفاً من المقاربات التصميمية التي يتعاطى معها المعماريون العرب اليوم. وهي تشكل مروحة عريضة تمتد من اتجاهات ما بعد الحداثة مرورا بالحداثة، إلى ان تصل الى ما يسمى بالعمارة الشعبية Vernacular Architecture، التي مافتئت توظف في تكويناتها ذات العناصر المحددة والمعروفة في العمارة الإسلامية، مثل القبة والعقد والعمود، والفناء الوسطى، فضلاً على الاستخدامات الكثيفة للون، وحتى في استثمار "تكنيك" الإنشاء "الشعبي" واستخدام المواد الإنشائية التقليدية، ولكن بنكهة حديثة، تتماشى مع التطورات التكنولوجية ومزج

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram