صبيح الحافظ بعد الأزمة التي أثارتها دولة الكويت وعزمها على أنشاء ميناء مبارك في جزيرة بوبيان القريبة من الحدود العراقية ، وإذا ما تم أنشاؤه سوف يغلق نصف الممر المائي وبالتالي تعطيل دور ميناء الفاو الكبير والعراق بحاجة إليه مع العلم أن دولة الكويت ليس بحاجة إلى إنشاء ميناء جديد ، إذ أن سواحلها المطلة على البحر تحوي الكثير من الموانئ والمراسي الصغيرة والمتوسطة إضافة إلى الميناءين الكبيرين الشويخ والأحمدي وهذان يعملان بكل كفاءة في مجال الشحن والتفريغ ،
وقد ذكرت في موضوع سابق أن هدف الكويت من إنشاء هذا الميناء هو هدف سياسي للضغط على العراق للموافقة والاعتراف بالحدود البرية التي تم ترميمها عام 1991 من قبل الأمم المتحدة ومن طرف واحد وبتأييد وتواطؤ دول إقليمية ودولية حيث كان النظام السابق في وضع ضعيف جداً ومغلوب على أمره بعد اندحاره في حرب عام 1991.أما الأزمة الجديدة الثانية والتي أثارتها الكويت وتناقلتها وكالات الأنباء هي عزم دولة الكويت على إنشاء مفاعل نووي في جزيرة وربة وبمسافة اقل من نصف كيلو متر عن الحدود العراقية ، وفي هذا السياق صرح رئيس مجموعة مراقبة الخليح العقيد الركن المتقاعد الدكتور محمد العجيبي أن لا بديل لميناء مبارك إلا مفاعل وربة بديلاً عن الميناء الذي اعترض العراق على إنشائه. وقد أدهشنا فحوى هذا التصريح وبدورنا نتساءل ما علاقة ميناء مبارك بالمفاعل النووي ؟ فالميناء مهامه تجارية تتمثل في تفريغ وشحن السفن والبواخر بالمواد التجارية ، أما المفاعل النووي فله أهداف ومهام أخرى تختلف تماماً عن أهداف الميناء ، ولا ندري ماذا كان يقصده الدكتور محمد العجيبي بقوله (( لا بديل لميناء مبارك إلا مفاعل وربة)).إن قيام دولة الكويت بتشييد مفاعل نووي في مكان قريب جداً من الحدود العراقية في جزيرة وربة والتي لا تبعد عن ميناء أم قصر بمسافة اقل من نصف كيلو متر فقط ، وهذا يعني إخلاء نصف مليون عراقي من مدينة أم قصر وليس من الميناء فقط بل يؤدي الى إجلاء سكان خور الزبير حفاظاً على سلامتهم إضافة إلى إيقاف أي نشاط زراعي في هذه المنطقة التي سيتم إعلانها منطقة محظورة بسبب تلوثها بالإشعاعات الذرية ، في حين نرى أن المفاعل يبعد بمسافة أكثر من (30) كيلو متراً عن اقرب مجمع سكني كويتي بعيد عن الإشعاعات النووية.ونتساءل أيضاً: " لماذا تقوم دولة الكويت بمشاريع كبيرة ومكلفة في قرب الحدود العراقية، في حين هناك مناطق شاسعة في الكويت كمنطقة الفحيحيل والصلبيخات مثلاً وغيرها وهي مطلة على الساحل الكويتي يمكن أن ينشئ فيها مثل هذه المشاريع.إننا نعتقد ان هدف الكويت من أنشاء مشاريع كبيرة على الحدود العراقية الجديدة هي لتثبيت هذه الحدود وإقرارها من قبل العراق كونها أصبحت فيها مباني ومشاريع ضخمة لا يمكن التخلي عنها ، وتضع العراق أمام أمر واقع جديد.إن التجاوزات والانتهاكات التي تقوم بها الكويت تجاه العراق والإضرار بمصالحه قد تكاثرت منها: إنشاء ميناء جديد هو في الحقيقة لا حاجة لها به ، كذلك قيامها بحفر آبار نفطية مائلة باتجاه الأراضي العراقية وأخرها نيتها في إنشاء مفاعل نووي لا يبعد عن الحدود العراقية بأقل من نصف كيلو متر، أن هذه التجاوزات لا تصب في مصلحة الشعب الكويتي مطلقاً بل العكس هو الصحيح ولا تؤدي إلى استقرار الكويت أو استقرار المنطقة.إن مبدأ حسن الجوار ومراعاة المصالح المشتركة بين البلدين بعيداً عن التجاوزات التي تضر باقتصاديات العراق وأمنه يجب أن تسود بين الشعبين الشقيقين والابتعاد عن أفكار البعض من قصيري النظر اللا متسامحين الذين يفكرون بعقلية الثأر متناسين أن العراق باق في شمال الكويت إلى الأبد وان الكويت باقية جنوب العراق إلى الأبد أيضاً ، وأخيراً وليعلم البعض أن من يزرع بذور الحقد والكراهية والفتنة سوف يقطف ثمارها الأبناء وأبناء الأبناء من كلا الطرفين.
أزمة جديدة... مفاعل وربة النووي
نشر في: 9 يوليو, 2011: 09:06 م