بغداد/ المدىهدد ناشطون مدنيون يطلقون على أنفسهم تسمية "من اجل الوند"، في قضاء خانقين بمحافظة ديالى، أمس السبت، بأنهم سيقدمون على منع دخول الزوار الإيرانيين إلى العراق عبر منفذ المنذرية الحدودي لحين إطلاق سلطات بلادهم مياه نهر الوند،
وناشدوا أهالي القضاء كافة المشاركة في الفعالية الجماهيرية وللتعبير عن "مطلب إنساني لرد الظلم عن هذا النهر". وقال سلام عبد الله، وهو من ناشطي المجموعة إن "قطع مياه نهر الوند، يعد جريمة لا ينبغي السكوت عليها"، مشيراً إلى أن "المجموعة عبرت عن استنكارها لما يقوم به الجانب الإيراني من انتهاك للمعاهدات الدولية وحقوق المواطنين العراقيين مراراً وبطرق مختلفة".وأضاف أن "المجموعة سبق أن رفعت لافتات سوداء على مقدمة الجسر المقام على نهر الوند تعبيراً عن حزنها لتجفيف مياهه"، مضيفاً أن "المجموعة قدمت أغاني حزينة على الجسر، للسبب ذاته". وتابع "يبدو أن الجانب الإيراني لا يبالي بهذه النشاطات"، مؤكداً أن "أعضاء المجموعة سيكونون الأحد المقبل عند بوابة المنذرية الحدودية لمنع دخول أي زائر إيراني من مواصلة السفر لحين إطلاق مياه الوند".إلى ذلك أصدرت مجموعة "من اجل الوند"، بياناً تحت شعار "معاً نقطع الطريق عن حركة السير بين العراق وإيران حتى وصول ماء نهر الوند إلى خانقين"، تلقت "السومرية نيوز" نسخة منه، قالت فيه، إنه "برغم كل النداءات والنشاطات والاحتجاجات السلمية الأخوية في السنوات الماضية لعدم قطع انسيابية مياه نهر الوند، إلا أنها تجد نفسها مرغمة ثانية على رؤية التعامل الوحشي مع الإنسان والبيئة في صورة فاجعة ومريرة، تمثلت بقطع مياه النهر والتسبب بتجفيفه ومصرعه"، بحسب التعبير الوارد في البيان. وأضافت المجموعة في بيانها، أن "جمهورية إيران الإسلامية تسجل بهذا العمل اللا إنساني خرقاً لنحو 300 معاهدة أو ميثاقاً دولياً بشأن حقوق الدول المتشاطئة"، مبينة أن "تجفيف نهر الوند يتسبب بأزمة ماء وتدمير الزراعة والبساتين وهجرة الطيور والإضرار بالبيئة في عموم المنطقة".وينبع نهر الوند من الأراضي الإيرانية، ويدخل العراق جنوب شرق مدينة خانقين، ويتجه شمالاً مقسماً المدينة إلى شطرين، قبل أن يلتقي بنهر ديالى شمال مدينة جلولاء، ويبلغ طول النهر نحو 50 كيلومتراً، ويعتبر شريان الحياة لمدينة خانقين لأنه المصدر الرئيس والحيوي للأنشطة الزراعية كافة، وتقع على طول ضفتيه الأراضي الزراعية المشهورة بزراعة الشلب والرقي والبطيخ والخضراوات الأخرى والبساتين الغنية بأشجار الحمضيات والنخيل وبقية أنواع الفواكه.ودعت مجموعة "من أجل نهر الوند" في بيانها، الذي وزع على نطاق واسع، وعبر المواقع الالكترونية، سكان خانقين كافة بغض النظر عن الانتماء الحزبي أو الطائفي أو القومي، إلى ضرورة "العمل بكل ما وسعهم لإنقاذ ملكهم المشترك المتمثل بنهر الوند، وإعادة الحياة إليه، من خلال أخذ زمام المبادرة الجماهيرية للتعبير عن مطلب إنساني علاوة على إظهار مشاعر الحزن والغضب والحب، لرد الظلم عن هذا النهر".وحثت المجموعة في البيان، الأهالي على "المشاركة الفاعلة في الاحتجاج الجماهيري اليوم الأحد عند بوابة المنذرية لمنع دخول أي زائر من إيران وعدم تمكينه من مواصلة السفر حتى إطلاق ماء الوند".ويعاني نهر الوند من انخفاض مناسيبه خاصة في فصل الصيف بسبب تحكم الجانب الإيراني به، الأمر الذي يهدد الواقع الزراعي والاقتصادي والاجتماعي في خانقين بالخطر، فقد كانت مناسيب النهر عالية في ثمانينيات القرن الماضي التي كانت تصل في موسم الفيضان إلى 10 أمتار مكعبة في الثانية، لكنها تراجعت إلى أقل من متر مكعب في الثانية، قبل أن تقطع. يذكر أن أزمة الجفاف تفاقمت في العراق خلال السنوات السابقة في أنحاء العراق، بسبب قلة سقوط الأمطار وسوء استعمال المياه في السقي وانخفاض مناسيب مياه نهري دجلة والفرات، اللذين يعانيان انخفاضاً شديداً بنسبة بلغت الثلثين على مدى الـ25 عاماً الماضية، علاوة على قطع إيران مياه الأنهر الواصلة إلى العراق.وكان ناشطون مدنيون من خانقين، ناشدوا المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني، نهاية آب 2009، لإيجاد حل للأزمة، بعد فشلهم في جعل الجانب الإيراني يستمع لمطالبهم خلال تظاهرة سلمية نظموها أمام منفذ المنذرية الحدودي. يذكر أن نائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، وصل بغداد الأربعاء الماضي، على رأس وفد رسمي واقتصادي كبير، وتمخضت الزيارة عن توقيع ست اتفاقيات مع العراق في مجالات متنوعة.لكن جهات سياسية عديدة، على رأسها القائمة العراقية والتحالف الكردستاني، قاطعوا الوفد الإيراني، وطالبوا الحكومة بمواجهته بعدد من القضايا الخلافية، لاسيما قصف القوات الإيرانية المتواصل لمناطق من إقليم كردستان العراق.
خانقين تهدد بقطع طريق المنذرية أمام الإيرانيين: المياه أولاً
نشر في: 9 يوليو, 2011: 09:35 م