 بغداد/ إياس حسام الساموكأثار احد المقاولين العراقيين، جدلاً واسعاً بين الأوساط السياسية، للاشتباه بتورطه بمشاريع فاسدة في جنوب البلاد.وكانت وزارة الدولة لشؤون الأهوار قد خصصت مبلغا ضمن تخصيصات إنعاش الأهوار لبناء مجمع سكني يضم 3000 وحدة في مناطق الأهوار الشرقية للمحافظة،
 إلا أن المشروع والذي كلفت شركة طلعت حسام الدين بانجازه تجاوز السقف الزمني المحدد وبات في عداد المشاريع المتلكئة.وتشكك الحكومة المحلية في نزاهة حسام الدين، لكنها تلقي بالمسؤولية على حكومة بغداد باعتبارها الجهة المتعاقدة معه، ويعتبر مدير الشركة احد المقاولين المهمين في البلاد، ويتوقع أن تقوم جهات حكومية عالية المستوى بدعمه وحمايته.ويقول احد المسؤولين المحليين في ميسان والذي فضل عدم الكشف عن اسمه لـ"المدى" أمس "إن حسام الدين ومن خلال تعامله معنا ليس بالشخص العادي، دائما ما يظهر لنا عضلاته من خلال كلماته التي تدل على وجود جهات سياسية رفيعة المستوى خلفه، مما يجعله يجادلنا بأسلوب غير عادي، يلقي من خلاله بالمسؤولية تارة على وزارة الدولة لشؤون الأهوار، ووزارة الإسكان تارة أخرى".وبدأت الحكومة المحلية في ميسان تنظر بشكوك كبيرة حول مشروع حسام الدين، حيث يعرب المسؤول المحلي عن أسفه لـ"إعطاء هذا المشروع إلى مقاول ليس لديه تجربة في المحافظة وبالتالي فأن الأمر يدل على وجود اتفاقات في غرف مظلمة عقدت بينه وبين مسؤولين مهمين في بغداد".وبالرغم من توفير كامل الإمكانات فأن المقاول المشكوك بنزاهته لم ينجز المشروع رغم مرور مدة طويلة على المباشرة به، ويقر المسؤول المحلي "لا نستطيع محاسبته لأنه تعاقد مع حكومة بغداد"، كما قال "إن الأطراف المتعاقدة استغلت الفوضى التي كانت تمر بها المحافظات في السنوات الماضية في تمرير هذا العقد بعيدا عن الحكومة المحلية والتي كانت ضعيفة قبل انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة".بالمقابل امتنعت لجنة الإعمار والخدمات في مجلس النواب عن الإدلاء بأي تصريحات صحفية حول الموضوع لغاية اكتمال التحقيق.رئيسة اللجنة فيان دخيل قالت لـ"المدى" أمس "إن قضية المقاول حسام الدين ستتم مناقشتها داخل لجنة الخدمات خلال الفترة المقبلة"، كاشفة عن امتلاك لجنتها الكثير من الأدلة والحقائق ستناقشها مع ذوي الاختصاص من خلال استدعاء المعنيين بالأمر إلى البرلمان، إلا أنها قالت "الموضوع طي الكتمان حاليا ولا يمكننا التصريح به عبر وسائل الإعلام دون الانتهاء من كامل الإجراءات التي تقوم بها اللجنة ومعرفة ملابسات الموضوع والجهة المقصرة".إلى ذلك، لم تستبعد مصادر مقربة من رئيس البرلمان أسامة النجيفي، أن يكون حسام الدين مرتبط بأجندات سياسية رفيعة المستوى في الدولة العراقية.وأضافت المصادر لـ"المدى" أن البرلمان يعتزم استجواب وزير الدولة لشؤون الأهوار باعتباره الجهة المشرفة على الموضوع، وبالتالي سيتعرف الرأي العام على طبيعة الأمور وما جرى في ميسان، موضحا "أن تورط جهات سياسية عالية المستوى بات أمرا طبيعيا في هكذا قضايا، لاسيما بعد اكتشاف أن المتورط بقضية مقتل مدير الاسمنت العراقية تاجر يعيش في الأردن، ملكيته تفوق ما تملكه العائلة الحاكمة في عمان، ولديه شركات استثمار في العراق، كما أن لديه عصابات تستطيع قتل أي شخص يقف بوجهه ويهدده بفضح ملفات الفساد التي عليه".وحصل تراشق في التصريحات بين وزير الدولة لشؤون الأهوار حسن الساري، والنائب في ائتلاف العراقية حيدر الملا على خلفية اتهام الأخير الوزارة بوجود ملفات فساد مالي وإداري ضمن مشروع لبناء خمسة آلاف وحدة سكنية في محافظتي ميسان والبصرة وصرف (197) مليار دينار على بناء (20) هيكلاً فقط.إلا أن الساري اعتبر ما قاله الملا عاريا عن الصحة لأنّ ما تم صرفه من الأموال المرصودة لهذا المشروع هو (13%) فقط وباقي المبلغ هو في عهدة رئاسة الوزراء. وأضاف أنّه "لا يمكن صرف أي مبلغ من المال دون المرور بسلسلة موافقات من قبل رئاسة الوزراء".وأشار الى أنّ "مشروع الإسكان الريفي يعد من المشاريع الشفافة لاشتراك أكثر من جهة فيه حيث تشترك في تنفيذه الى جانب وزارتنا رئاسة الوزراء ووزارة الإعمار والإسكان".وتابع الساري "نحن الآن بصدد رفع دعوى قضائية ضد النائب الملا بتهمة التشهير بالشخصيات السياسية دون وجود إثباتات". من ناحيته، المشاور القانوني في شركة حسام الدين للمقاولات العامة محمد الطائي قال إن الشركة تواجه ظرفا استثنائيا، وان معظم العاملين فيها من العراقيين والأجانب لم يتسلموا مستحقاتهم لأسباب تتعلق بالحكومة العراقية وبإدارة الشركة، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستشهد انفراجا ماليا.الغريب في الأمر، أن لجنة النزاهة في مجلس النواب لا تعلم شيئا عن تفاصيل المشروع، بل أنها طلبت الملفات الرسمية من الجهات المعنية بعد حرب في التصريحات بين الملا والساري.مقرر اللجنة خالد العلواني قال "لم نناقش الموضوع في لجنتنا لأننا لا نملك المعلومات الكافية عليه وبدأنا التحرك على الجهات ذات العلاقة بعد التراشق الك