ينتمي الشيخ محمود الحفيد إلى أسرة دينية كبيرة في مدينة السليمانية، هي اسرة البرزنجي التي حظيت بصفة مقدسة في مناطق كردستان المختلفة، غير أن الشيخ محمود أضاف إلى منصبه الديني الرفيع، صفة سياسية جسيمة لزعامته الحركة الكردية المطالبة بالحقوق نفسها التي طالبت بها القوميات المنفصلة عن الدولة العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى ومنها حق تقرير المصير. بدأت حركات الشيخ الحفيد عام 1919 ضد القوات البريطانية التي احتلت العراق في سنوات الحرب العظمى،
وأعلن استقلال كردستان، فسيرت له سلطة الاحتلال قوات كبيرة استطاعت إخماد ثورته واعتقاله ونفيه خارج العراق وتعيين احد الضباط الانكليز حاكما مطلقا على كردستان. واثر نشوب حركات كردية محلية ووقوع بعض الاضطرابات في عدد من مدن كردستان، وخشية بريطانيا من تزايد التدخل التركي، عادت واستدعته إلى موطنه وأعيد تنصيبه حاكما على المنطقة الكردية بعد أن قضى نحو عامين في المنفى، غير أن خيبة أمله من الوعود التي قدمت له إبان احتدام الصراع العراقي التركي حول ولاية الموصل، وغياب الحقوق الكردية في معاهدة لوزان الجديدة بعد القرار الدولي بإلحاق الموصل بالدولة العراقية الناشئة، دفع الشيخ محمود الحفيد إلى إعلان ثورته من جديد في مثل هذا اليوم من عام 1923، بعد انسحاب القوات البريطانية ، وما أن حاول توسيع سيطرته، حتى عادت الطائرات البريطانية الى عملياتها وارغمته على التقهقر ثانية الى مركز المدينة .وقد استمرت الحركات إلى عام 1926 ، وترك بعدها العراق مع اسرته الى ايران ثم عاد اليها عام 1930 ، واستأنف حركاته بعد الاضطرابات التي شهتها السليمانية عند اعلان معاهدة الجديدة، فساقت السلطة اليه قوات كبيرة تمكنت من إخماد الحركة الجديدة واعتقاله ونفيه إلى جنوب العراق وفرض الإقامة الإجبارية عليه.إعداد / رفعة عبد الرزاق محمد
فـي مثل هذا اليوم 11 تموز..ثورة الشيخ محمود الحفيد الثانية
نشر في: 10 يوليو, 2011: 08:31 م