TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > بعد التطبيقات الخاطئة لها.. لماذا هذا الحنين الى الاشتراكية؟

بعد التطبيقات الخاطئة لها.. لماذا هذا الحنين الى الاشتراكية؟

نشر في: 11 يوليو, 2011: 07:35 م

طارق الجبوريفي وقت يشهد العالم يومياً تغييرات كبيرة ومتسارعة طالت حتى المفاهيم السياسية التي ظلت سائدة قرابة اكثر من قرنين واستحوذت على اهتمامات المفكرين والمثقفين في العالم  وألهمت  قادة الحركات والاحزاب السياسية النظريات والمبادئ التي تربعوا بها على سدة المجتمع .. في هذا الوقت الذي يدعي البعض انتهاء عصر الأيدلوجيات، متجاهلاً عن قصد حقيقة ان ما يجري في العالم لايمكن ان يؤسس إلا من خلال استنباط نظريات وأفكار جديدة أو انه ولد من رحم نظريات أريد لها ان تزول وتنمحي من الذاكرة بقصد مبيت.. في هذا الوقت هل تجدي محاولات البحث والدراسة عن الاشتراكية ومفاهيمها وما آلت إليه التجارب التي طبقت فيها هذه النظرية؟
 وهل حقاً فقدت الاشتراكية معناها ومبرراتها، وبالتالي فان الحديث عنها  يخلو من أي معنى؟ وأين هي مكامن قوتها وضعفها.. في  تركيز البعض على تفسيرها من الجانب المادي فحسب،أم في محاولات البعض من وقت مبكر إبعاد التعامل مع  الافكار الماركسية الاشتراكية بصيغ القوالب الجامدة  ؟ ولماذا ما زال الكثير يحن إليها ويتمنى لو أن عقارب الساعة تعود  لتصحيح مواقف أساءت للإنسانية عندما شوّهت هذا المفهوم وابعدته عن جوهره ؟ كيف ينبغي ان نفهم الاشتراكية الآن وما الذي تعنيه لدى الغالبية المسحوقة في كل أنحاء العالم ومنها مجتمعنا العربي الذي اضاع كما يقول المثل الشعبي (المشيتين) أي الطريقتين، فلا هي اشتراكية على وجه ولا هي رأسمالية، سواء في البلدان التي شهدت انقلابات عسكرية ورفعت شعارات (اليسار والثورية) أم غيرها التي بقيت بحسب المصطلحات السياسية محافظة ؟ ابتداءً لابد هنا من الإشارة إلى أنّ الكثير من الكتاب والمنظّرين  إن لم نقل جميعهم اتفقوا على أهمية القضية الاجتماعية  في الحياة كونها مرتبطة بشكل مباشر بالإنسان وحاجاته  وقدرته على ممارسة واجباته، وبالتالي فإن هذه القضية وما يتفرع عنها من مفاهيم مرتبط بلب حقوق الانسان وكرامته،وعليه فان ما من رسالة سماوية ولا مبشّر أو مصلح منذ أن وجدت الخليقة إلا وجعل من مسألة توزيع الثروات وتقسيمها بعدالة في رأس مهامه  لتسير جنباً الى جنب مع بقية القضايا الاخرى . ومراجعة سريعة وعابرة لنصوص التوراة والانجيل والقرآن ولأفكار الرسل والأنبياء والمصلحين، توضح أهمية الجانب المادي في المجتمع وتطوره،لكنهم لم يفصلوها عن مجمل العوامل الاخرى المؤثرة في كل مجتمع، لذا كانت نظرتهم مستجيبة لحاجات مرحلة وطبيعة مجتمع في آن معاً ،وحتى ماركس لم يسع ،كما حاول ان يروج البعض ،الى الربط القسري لكل الظواهر بالجانب المادي فحسب،بل ان أفكاره جاءت لتعبر عن ضرورات املتها أوضاع أوروبا في زمان ومكان محددين . ومنذ وقت مبكر جداً تنبه انجلز الى خطورة التعامل بالأفكار الماركسية بشكل جامد ومقدس وفرق بين الالتزام الواعي لتلك النظرية والمتفهم لحاجة المجتمع والمستجيب له وبين الآخر الذي جعل منها نصوصاً مقدسة غير قابلة للاجتهاد،كما إن  عدداً من المفكرين السوفيت الشيوعيين دفعوا منذ وقت مبكر ثمناً باهظاً لآرائهم خاصة في الفترة الستالينية التي تعرضت لكثير من النقد والمراجعة في مؤتمرات الاحزاب الشيوعية الأممية، لكنها لم ترق الى شجاعة تؤهلها لاعتماد مبدأ التجديد  .  غير أن أسباباً كثيرة ربما من بينها حدة المواجهة مع الرأسمالية والافكار المعادية للاشتراكية ،دفعت الأحزاب الشيوعية في الغالب، خاصة في المعسكر الاشتراكي، الى الابتعاد عن ابرز ما يفترض ان يتميز به الفكر العلمي وهو التعامل  بواقعية مع الاحداث ،دون ان يعني ذلك ممالاة الافكار الراسمالية الأخرى، كما ان المواجهات الساخنة والخطيرة دفعت هذه الأحزاب إلى اعتبار كل موقف يدعو الى تصحيح مسارات التجارب الاشتراكية موقفاً معادياً للاشتراكية، ومن دون أن نجعل من هذه الاسباب مبررات لتلك الاخطاء   ،نقر بموضوعية أنّ تلك المواقف المنغلقة كانت احد ابرز الاسباب التي أوقعت المعسكر الاشتراكي  بأخطاء كارثية أفقدته وجوده في العالم وألحقت أفدح الضرر بالحركات اليسارية وتاريخها،حيث استخدمته الرأسمالية كأمضى سلاح في المواجهة مع المعسكر الاشتراكي عندما جعلت أنظار مواطني المعسكر الاشتراكي وافئدتهم تتجه نحو (فردوس الرأسمالية). وإذا عرفنا أن أبرز ما ميز الفكر العلمي الاشتراكي ومن اساسياته هو تحقيق العدالة والمساواة باسمى صورها، والذي جعل الغالبية من الناس تتطلع اليه كمنقذ لما تعانيه من تعسف واستغلال وامتهان للكرامة،لتأكد مقدار ما اصاب هذا الفكر من ظلم على يد الكثيرين، وبالأخص من حمل شعلة هذا الفكر ونادى بها سنين طويلة دون فهم حقيقي لروحه. ورغم ما حملته تجارب التطبيق الماركسي للاشتراكية من أخطاء،عندما مسخت إرادة الاكثرية من مواطنيها و( جيرتها ) لصالح وجهات نظرها بشأن السلطة  والحفاظ عليها بأي شكل حتى ولو كان بمصادرة انسانية المواطن وحقه بالتعبير عن رأيه بحرية  فابتعدت عن الديمقراطية كلازمة في كل فعل انساني ،وقفزت على أعز ما يحرص عليه الانسان وهو حريته،وهو ما دعا عدد من المفكرين  ومن ابرزهم  المفكر الفرنسي الشيوعي روجيه غارودي  عام  1969 وما بعده بشكل خاص  الى التصدي بجرأة الى  هذه الظاهرة تحت عناوين من بينها ( ماركسية القرن العشرين)، والدعوة الى ضرورة التجديد ومسك روح المبادرة التي  منحت مجاناً مع الاسف

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram