اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > طريقة فـي الغناء.. تلويحة ٌ للصبيّـة الناحلة

طريقة فـي الغناء.. تلويحة ٌ للصبيّـة الناحلة

نشر في: 12 يوليو, 2011: 07:58 م

محمود النمر توحي دلالات اسم مجموعة الشاعر ريسان الخزعلي الجديدة  (طريقة في الغناء) إلى اعتبارات كثيرة فيها انزياحات تخص ابن الجنوب العراقي ،وخاصة  أولاد  الريف المولعين بالغناء في الحقول ،وهي إشارات مشفـّرة مابين شباب الفلاحين والفلاحات ، وهي طريقة للتواصل السري واستشعارات موحية بالوجود في ذلك المكان  ،أو ربما هي وعود  تعـّين مكان أو زمان معلومين ،وتزداد هذه الطريقة الغنائية
الموحية في منطقة الاهوار المتاخمة  جدا من قرية – الهدام – التابعة لمحافظة العمارة وهي  مسقط ضوء الشاعر وصرخته الاولى في الاحتجاج على الوجود ، في  قرية الهدام  ذات حقول الرز والقمح والمراعي، هناك تكونت أولى الأغنيات في تلك الواحات الخضر، وهناك تكتسب الأنثى القبلة الاولى من  الشاعر   الذي سحرها بطريقة الغناء، هذه القرية هي المستقر الاول للخزعلي وهي المستقر الاخير في اعماق الشاعر .في مدن الجنوب/ يكون النهار أوضح/ والليل أعمق ../ والماء في المستقر الاخير . ص7 ، هنا سقوط الضوء على اليابسة يخترق جمجمة صبي الماء فيصاب بهوس التوحد المكاني ، ولايمكنه ان يقطع الحبل السري الذي يربط  ما بينهما ، فبقي مرتبطا   الى  ذلك العمق المائي . لذلك  يتساءل في قصيدة   - مباهج التقويم اليومي -  عن هذا الإرث الضارب في جذوره عبر  ستين عاما  من هذا العمر حين تفضح التجاعيد عين الشاعر ،انها الاسئلة التي طرحها الشاعر في هذا المكان منذ عشرة آلاف  سنة ، حين كان كلكامش يطرح نفس السؤال ويبحث عن عشبة الخلود/    وماذا ورثنا ../ غير أسئلة وعمر من الحب .../ ينصت لاهثا ً لنبض الجذور ..؟/ فما من تلويحة خطرت .../  وما من مجيب .! ص13في حانة سرجون التي كانت ملاذ الشاعر ريسان الخزعلي حينما كانت الافكار الماركسية تشطر نواة العقول اليقظة التي تؤمن بحتمية هذا الفكر وتسطو على سلم القصائد في الحلم ،كان عقل الشاعر لايرى إلا نور الحقيقة فيتعمّد به ويبدو اكثر اشراقا  /  كم كانت الاحلام تطيح بالسماء ../ في جمرة الكأس ..وكم كان الطريق يضيق ..؟!/ في سرجون ../ شممنا رائحة/ السلمان/ ../ تلصق بالاصابع الناحلة .ص  21 ، إنهم يعلمون ان هذا الدرب سوف يوصلهم الى –  نقرة السلمان –  وهي طريقة نفي مؤجل الى الموت ! .  أما  قصيدة (طريقة في الغناء)  وهي عنوان المجموعة  فإنها تأخذني الى اسئلة مشتبكة في محاولة تفكيك النص الذي يمنح القارىء إيحاءات كثيرة وشفرات ملغومة بالتفاسير والإحالات، والقصيدة  من 23 كلمة  ولكنها (فوهة بركان) في كشف  عالم  مشحون بالمعنى وضخ إيماضات في النص تربك القارىء في التحليل المختبري اذا جاز التعبير  ،وتثير لدى القارىء فضولا استكشافيا واسئلة تومض بالشك ..  وهذا ما أعطى النص قيمة استثنائية في طريقة طرح الفكرة المتمردة والقابلة  لجميع طرح التناقضات في فهم النص، انها قصيدة تختزل فكرة الحياة الكبيرة ،وتعطي معاني  فيها غرائز  تثير جدلية وجود بشري    / .. مرة/ حل الغجر ُفي قريتنا .../ وأشاعوا طريقة ًاخرى في الغناء /  وهكذا ../ استبدل الرجال ُ عاداتهم في  الوصال/ وقالت الامهات : إن الاجنّة َ يسمعوننا شيئا غريبا ً..!! ص 39 الخزعلي يبارك طفولة  المياه  التي ينتمي اليها لذلك  يبلغ به الزهو الشعري  ويتعطر بتلك  الطفولة وهو يبلغ عتبات متقدمة  فيمنح نفسه دون ان يعلم سمة النهر/ من أعارك هذه الفضة الراكضة ../ وأنت في متحف الانهار ../ متكيء على الظلام ..؟/ كيف استدار الموج تجاعيد تحت .. هدب العين والتصقت ظلال الماء ../ في خدين من حنطة ..؟ ص 50       في سجن  ابي غريب كان الشاعر ريسان الخزعلي محكوما عليه بتهمة الشيوعية الذي استلهم افكارها وهو لم يبلغ الحلم ،ولكن عقله كان بسعة  حلم الشاعر الذي كان يعشق وهوفي زنزانته حين يرى تلك الصبيّة في  المواجهات ،هي التي كانت  الضوء الذي  يقدح  في الذاكرة رغم تقادم السنين/  تلويحة للصبيّة الناحلة/ في السجن ../ وحدك ../ توصل نبضها قرب الوسادة الناصية/ وكان النعاس رفة خصرها ./ أنت َمسكت الخصر قبل الحقيبة ../ فكيف ارتضيت الوداع ..؟ص77 يطرح الشاعر الخزعلي  الاسئلة  في القصائد  ويمنحها صفة الإشارة ويترك للقارىء مهمة تحليل تلك الاشارات المطروحة في النص ، وهي علامة مميزة في هذه المجموعة المحتدمة  بالعلامات  ، كما هي محاكاة  الى ذلك الشاعر الذي يمثل  محور القصيدة ، وفيها اعتبارات مشتركة بينهما توحي  انهما من البيئة نفسها فهي علاقات بيئية مشتركة  / طوق م

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تركيا.. إقرار قانون لجمع الكلاب الضالة

تقليص قائمة المرشحين لخوض الانتخابات مع كامالا هاريس

وزير التعليم يخول الجامعات بمعالجة الحالات الحرجة في الامتحان التنافسي للدراسات العليا

اليوم..مواجهة مصيرية لمنتخبي العراق والمغرب

تعرف على الأطعمة التي تحفز نشوء الحصى في الكلى

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram