TOP

جريدة المدى > تحقيقات > هل تعرف مَن هو: عبد الكـريـم قـاسـم؟

هل تعرف مَن هو: عبد الكـريـم قـاسـم؟

نشر في: 12 يوليو, 2011: 08:07 م

بغداد/ سها الشيخلي عدسة/ أدهم يوسف من هو عبد الكريم قاسم؟ سؤال ربما يبدو ساذجا بالنسبة لنا نحن الصحفيين لأننا بالتأكيد نعرف ان عبد الكريم قاسم هو مفجر ثورة 14 تموز التي تحلّ ذكراها الـ 53 هذه الايام ، وهو الذي ترأس الحكومة العراقية منذ عام 1958 وحتى عام 1963 حيث قتل في انقلاب غادر
قامت به قوى فاشستية وبدعم من اطراف عربية واجنبية ، ونعرف نحن معشر الصحفيين ان الزعيم عبد الكريم قاسم كان مثالا للنزاهة ، لم يسرق مال الدولة ولم يرتش ولم يعين أقاربه في مناصب كبيرة ولم يقرب الاحباب والأصدقاء، ظل يعيش حتى آخر يوم في حياته عيشة الكفاف ، بعد موته نسج البسطاء عنه حكايات واساطير كثيرة ،حتى ان البعض ظل يتصور سنوات ان صورة الزعيم انطبعت على وجه القمر فأخذ العراقيون يراقبون القمر من على سطوح البيوت علهم يحظون بمشاهدة صورة زعيمهم المحبوب ، كانت النزاهة ميزته التي ظلت عالقة معه حتى اليوم.  ‎شاعت قصص كثيرة عن عبد الكريم قاسم حتى اعتقد البعض انه سيعود لينقذ البلاد من طغيان البعثيين.يقول المؤرخ رشيد الخيون: " سمعت مِن أحد زوار الإمام الرِّضا بأنه سمع بوجود عبد الكريم قاسم هناك، وقصص اخرى لا تعد ولا تُحصى، وكلُّ هذا مِن أسباب الحب، فليس لدى الفقراء سوى الآمال". ويذكر العقيد  محسن الرُّفيعي أن الزَّعيم اصطحبه في جولته الليلية إلى خلف السَّدة وكانت ليلة ماطرة فقال له: «انظر يميناً ويساراً، هل يمكن لبشر أن يعيش وسط هذه الأجواء، والله لأسكنهم في دور عامرة مجهزة بالماء والكهرباء وتتصل ببغداد بطرق معبدة ،وبالفعل شرع بذلك، وأسكن أهل الصَّرائف بدور تليق بالإنسان.‎ويقول المعماري الكبير  محمد مكية، أطال الله بعمره ناهز الآن الخامسة والتسعين، أن دُعي إلى مقابلة الزَّعيم بمقر وزارة الدِّفاع، فطلب منه تناول الغداء معه، وإذا به يفتح السِّفرطاس، المحمول مِن بيت شقيقته أو شقيقه، ولا يزيد على ما حمله السِّفرطاس مِن طعام .اليوم بعد مرور ما يقارب من خمسة عقود على استشهاد عبد الكريم قاسم، هل يتذكره الجيل الجديد ، وهل يعرفون من مؤسس جمهوريتهم؟ هذا السؤال حملناه معنا ونحن نجري هذا الاستطلاع حيث قمنا بطرح سؤال واحد على معظم الذين التقينا بهم وهو.. هل تعرف من هو عبد الكريم قاسم؟، طبعا خرجنا من جولتنا بأجوبة طريفة ولكن المحصلة النهائية كانت في الاجماع الذي حصل عليه الزعيم الراحل من حب ومن تقدير واشادة بنزاهته التي أصبحت اليوم يضرب بها المثل ويقارن الناس بينها وبين سياسيين ومسؤولين لم يعودوا يفرقون بين اموال الدولة وأموالهم الخاصة!   أحد قادة عمليات بغداد! جولتنا في شوارع وساحات بغداد اشرت لنا الكثير عن وعي وثقافة الشباب من هذا الجيل، ففي شارع السعدون وقفنا امام بائع بسطية (حاجة بربع) الشاب لؤي قاسم البالغ من العمر 20 سنة وسألناه: هل يعرف من هو عبد الكريم قاسم؟ قال ببساطة: لا اعرفه ولم اسمع باسمه، إلا أنّ  شريكه في العمل المدعو فائز البالغ من العمر 18 سنة بعد ان فكر قليلاً قال ها لقد عرفته.. انه احد قادة عمليات بغداد وهو ممتلئ الجسم ووجهه مدور واسمر اللون ( يقصد اللواء  عبد الكريم خلف).بائع السكائر احمد البالغ من العمر 35 سنة احتج على عدم معرفة جاره بائع البسطية بالزعيم عبد الكريم قاسم وصرخ ، ( لك اكو واحد ما يعرف مفجر وقائد ثورة 14 تموز ؟) وتابع احمد: صحيح أنني لم أكن قد ولدت في تلك الفترة الذهبية من تاريخ العراق إلا أنني قرأت عنها الشيء الكثير وعندما سألنا احمد عن شهادته قال بحسرة انا خريج معهد التكنلوجيا إلا أنني لم احصل على فرصة عمل فوقفت في الشارع في بسطية لبيع السكائر! بائع قناني الماء والمشروبات الغازية طه خريج الدراسة المتوسطة والبالغ من العمر 18 سنة قال: أنه لا يعرف شخصا بهذا الاسم ابدا ، ولم يقرأ عنه ابدا ، صباغ الاحذية رائد البالغ من العمر 19 سنة خريج الدراسة المتوسطة انكر هو الآخر معرفته بزعيم ثورة 14 تموز الزعيم عبد الكريم قاسم ، ودخلنا مقهى صغيرة كانت تضم مجموعة من الذين نال منهم حر تموز وهواؤه اللاهف فجلسوا يروون عطشهم بشرب قناني الماء البارد والمرطبات قال احدهم ، اسمي عبد العزيز الفريجي (قاص) عمري 63 سنة لم اعاصر ايام الثورة فقد كنت صغير السن إلا أنني في حيرة من امر هذه الثورة التي يطلق عليها احيانا بالانقلاب العسكري واحيانا اخرى بالثورة التي غيّرت النظام من الملكي الى الجمهوري ، ووصف الفريجي عبد الكريم قاسم بالقائد الوطني وقال: منذ رحيله وإلى الآن والعراق يعيش ازمة القائد الوطني حيث لم نجد شخصية وطنية تماثل شخصية الراحل عبد الكريم قاسم ، عبد الامير البدران قاص وأديب من مواليد 1937 وجدناه من ضمن رواد تلك المقهى الصغيرة وعند سؤالنا عن عبد الكريم قاسم قال البدران : - عبد الكريم قاسم هو الرجل الوحيد الذي اعطى للعراق الكثير ولم يأخذ شيئاً مقابل ذلك ، وهو السياسي الذي احرج الاستعمار بالقانون رقم 80 ، والذي كان السبب في القضاء عليه ، وتمت محاصرته إثر  تشريع ذلك القانون ، وقال  قاسم انني لا ابيع النفط إلا بالدينار العراقي وه

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

تضاربات بين مكتب خامنئي وبزشكيان: التفاوض مع أمريكا خيانة

حماس توافق على وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى

البرلمان يعدل جدول أعماله ليوم الأحد المقبل ويضيف فقرة تعديل الموازنة

قائمة مسائية بأسعار الدولار في العراق

التسريبات الصوتية تتسبب بإعفاء آمر اللواء 55 للحشد الشعبي في الأنبار

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟
تحقيقات

حملة حصر السلاح في العراق: هل تكفي المبادرات الحكومية لفرض سيادة الدولة؟

 المدى/تبارك المجيد كانت الساعة تقترب من السابعة مساءً، والظلام قد بدأ يغطي المكان، تجمعنا نحن المتظاهرين عند الجامع المقابل لمدينة الجملة العصبية، وكانت الأجواء مشحونة بالتوتر، فجأة، بدأت أصوات الرصاص تعلو في الأفق،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram