بغداد/ متابعة المدى جدد رئيس أساقفة كركوك للكلدان المطران لويس ساكو أمس الاربعاء مطالبته مسيحيي العراق بعدم ترك البلاد، مشيرا في الوقت نفسه إلى انه برغم الهجمات التي تعرضت لها الطائفة المسيحية مؤخرا فان هناك "أملا" في العيش المشترك مع المسلمين.
ويقول رجال دين مسيحيون غير عراقيين إن وضع الطائفة المسيحية في العراق لا يزال صعبا ولم تتلق الحماية الكاملة من قبل السلطات العراقية.ونقلت صحيفة "زنيت" الايطالية الناطقة بالفرنسية عن المطران لويس ساكو قوله "لا يزال هناك الكثير لفعله. مازال هناك امل رغم الاحداث المتفرقة. المسيحيون في العراق مستهدفون".وكان ساكو يتحدث بعد تدشين كنيسة كاثوليكية كلدانية في كركوك هي الأولى منذ سنة 2003، وقد افتتحت بحضور مسؤولين محليين ورجال دين مسلمين.وتشكل كنيسة "القديس بولس" جزءاً من مجمع يضم نحو 200 مسكن جديد معد لاستقبال عائلات مسيحية مهجرة من بغداد ونينوى.وفي آواخر العام الماضي ومطلعه، تزايدت الهجمات ضد المسيحيين في العراق وبخاصة في بغداد ونينوى منذ الهجوم الذي شنه تنظيم القاعدة على كنيسة "سيدة النجاة" في أواخر تشرين الأول/ أكتوبر من العام المنصرم، وهو أسوأ ما عاشته الطائفة المسيحية منذ الغزو الأميركي للعراق في العام 2003.وبحسب منظمات دولية فإن استمرار العنف ضد الأقليات أجبر الكثير منها على مغادرة العراق نحو الدول الغربية ومناطق أخرى طلبا للامان.وبعدما اشارت الصحيفة الايطالية الى أن الكنيسة الجديدة تعد "رمزا للرجاء"، اضافت ان تدشينها يعيد التأكيد على أهمية المسيحيين في موطنهم ويشجعهم على البقاء في البلاد.وتنقل عن ساكو القول "اناشد مجتمعنا (المسيحي) وأحثه بقوة على عدم ترك البلد. عليهم أن يعبروا عن إيمانهم بثقة وشجاعة".وقال "لا نستطيع أن نكون معزولين. لا يمكن أن نعيش وحدنا. العزلة هي الموت البطيء. لابد من الحوار. يتعين أن تتجدد الحياة والنمو من خلال الحوار".واضاف ساكو "الدليل واضح. لقد شارك المسلمون بفرح عظيم في القداس الذي تم بعد افتتاح الكنيسة (قبل نحو اسبوع). لقد صلى الجميع من أجل السلام في كركوك وفي كل العراق".ووفق إحصائيات فإن عدد المسيحيين في العراق، الذين يمثلون ثلاث طوائف رئيسية هم الكلدان والسريان والآشوريون، كان يقدر قبل عام 2003 بنحو مليون ونصف المليون نسمة، لكن الرقم تناقص حاليا إلى نحو 700 ألف نسمة.وكانت جهات مسيحية عديدة طالبت مؤخرا بالموافقة على إقامة محافظة خاصة بالمسيحيين في سهل نينوى بينما دعت جهات أخرى المسيحيين إلى مغادرة البلاد حفاظا على حياتهم.ويقول محللون إن مطالبات المسيحيين بإقامة محافظة خاصة بهم جاءت بعد سلسلة الهجمات التي استهدفتهم في الموصل وبغداد، ويقول بعضهم إن انشاء محافظة سيجبرهم على البقاء في العراق ويسهم في عودة من هاجر إلى مناطق أخر.
رجل دين مسيحي يحث المسيحيين "بقوة" على البقاء في العراق
نشر في: 13 يوليو, 2011: 06:01 م