دهوك  /آكانيوز  ذكر عضو في الهيئة الاستشارية للمجلس الروحاني الايزيدي الأعلى أمس الخميس، ان الايزيديين احيوا  ليلة (شف برات) في معبد لالش وفي مناطق سكناهم هذه الليلة، مضيفا ان معبد لالش استقبل العشرات من أبناء الطائفة ممن يرغبون بإحياء الليلة هناك.
وقال كريم سليمان لوكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) ان "الايزيديين سيحيون ليلة (شف برات، الشبيهة بليلة القدر) وذلك وفقا للتقويم الشرقي"، موضحا ان "ليلة الـ (شفت برات) هي مناسبة دينية واجتماعية في الوقت نفسه، ويستقبلها الايزيديون في عموم مناطقهم بالفرح، ونسبة كبيرة منهم يحيونها ويسهرون لحين انبلاج الفجر".وأشار إلى ان "الاحتفال في معبد لالش كان يقتصر في السابق على رجال الدين من بابا شيخ وبقية الجوق، مع عدد من المتعبدين حيث تؤدى مراسيم دينية خاصة بهذه المناسبة، لكن الكثير العوائل الإيزيدية تحيي المناسبة الآن في المعبد أيضا".ورجح سليمان ان يستقبل "معبد لالش عشرات العوائل الايزيدية أسوة بالأعوام الماضية، والذين يفضلون قضاء ليلة شفت برات في المعبد، وخاصة من أبناء البلدات القريبة مثل شيخان، باعذرى، بعشيقة وبحزاني وغيرها".ويعد معبد لالش (45 كم شمالي الموصل) المعبد الوحيد لأتباع الديانة الايزيدية.وبحسب باحثين، تعد الديانة الإيزيدية من الديانات الكردية القديمة، لان جميع نصوصها الدينية تتلى باللغة الكردية في المناسبات والطقوس الدينية الإيزيدية.ووفق إحصائيات غير رسمية يبلغ عدد الايزيديين نحو نصف مليون نسمة في العراق ومن ضمنه إقليم كردستان، ويقطن غالبيتهم في محافظتي نينوى ودهوك الواقعتين 400و470 كم شمال العاصمة العراقية بغداد.وعن طقوس إحياء المناسبة، أوضح سليمان "بعد غروب الشمس يقوم المحتفلون بالعيد بحرق فتائل قطنية (اسرجة) في ساحة بوابة المعبد المسماة كرديا (سوكا معرفتي) أي سوق المعرفة، في هذه الليلة مع التمني بتحقيق أمانيهم"، مبينا ان "المحتفلين يواصلون طقوسهم مع التراتيل الدينية طوال الليل والى ان ينبلج الفجر".وحول الاحتفالات في المناطق الايزيدية، أفاد بالقول "جميع فئات المجتمع الايزيدي تحتفل بهذه المناسبة، مع الإشارة إلى ان هناك تباين بين منطقة وأخرى مع تغييرات جرت على الاحتفالات في السنوات الأخيرة لأسباب عديدة"، وتابع بالقول "العوائل والأقرباء يتبادلون الزيارات، ويحتفي الشباب بهذه الليلة، فضلا عن ان الأطفال يمارسون ألعابا تساعدهم على السهر إلى حين شروق الشمس لليوم التالي".يذكر ان بعض المناطق الايزيدية سابقا كانت تحتفي بهذه المناسبة بعقد الدبكات الكردية على أنغام الطبل والمزمار كأحد الطقوس الاجتماعية في هذه المناسبة، وبعد شروق الشمس يتوجه كل من أحيا هذه الليلة إلى المزارات الدينية، كل في منطقته، لأداء مراسيم الزيارة قبل ان يتوجه للنوم.من جانبها، قالت خالدة حسين (من أهالي بعشيقة) لـ (آكانيوز) "ستتوجه عائلتي عصر اليوم إلى معبد لالش لإحياء ليلة شف برات، وهذه هي المرة الأولى التي سنحييها هناك".. وزادت بالقول "بعض الأقرباء ممن قضوا ليلة العام الماضي هناك، اعتبروا ان الأجواء هناك رائعة بين الجبال ورائحة البخور والفتائل التي تضيء داخل وخارج المعبد."