متابعة/ المدىاعلن مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في العراق ايد ميلكرت ان صندوق الأمم المتحدة للسكان قدم خلال ثلاثة اعوام سبعة ملايين دولار لدعم الجهاز المركزي للاحصاء في اجراء التعداد السكاني. وقال ميلكرت في كلمة القاها خلال احتفال الهيئة العامة للتعداد السكاني العام لمناسبة يوم السكان العالمي ان الهدف من هذا الدعم المالي كان تقديم معونة تقنية الى الجهاز المركزي للاحصاء ومساعدته على اجراء التعداد السكاني العام,
ولكن المسؤول الدولي اعرب عن أسفه لعدم اجراء التعداد السكاني برغم ما أُنفق من موارد على تهيئة المستلزمات الفنية واللوجستية والادارية ، بما في ذلك ملايين الأمم المتحدة. وخاطب ميلكرت المعترضين على التعداد السكاني قائلا: انهم ينبغي ألا يعتبروه اداة لنيل حقوق أو مستحقات, فالتعداد تصوير للواقع في برهة معينة. واضاف: ان القضايا المتعلقة بمن ينتمي الى أين ومن يذهب الى أين ينبغي ان تُعالج على مستويات أخرى. وكانت السنوات الماضية شهدت تأجيل التعداد السكاني مرات عدة منذ عام 2007. وكانت الأسباب تتعلق بالاوضاع الأمنية في بعض الحالات وبخلافات بين الكتل السياسية في الفترة اللاحقة وخاصة بشأن ما يُسمى المناطق المتنازع عليها في كركوك ونينوى.عضو مجلس النواب عن ائتلاف الكتل الكردستانية شريف سليمان اكد موافقة المحافظات التي كانت ترفض التعداد على اجرائه الآن معربا عن الأسف لما أُهدر من المال العام حتى الآن.ونقل النائب سليمان عن وزير التخطيط علي الشكري تصميمه على اجراء التعداد في غضون الأشهر المقبلة.عضو مجلس النواب عن التحالف الوطني شاكر الدراجي اشار الى ما سماه تخوف بعض الكتل مما قد يكشفه التعداد بشأن التركيب السكاني لبعض المناطق المختلطة.واكد الناطق باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي ان الأجواء الحالية مشجعة وقد تتيح امكانية تحديد موعد لاجراء التعداد بعد المبادرة التي قدمها وزير التخطيط مبينا اسباب التأجيل في الفترة السابقة وخاصة الخلافات السياسية بخصوص المناطق المتنازع عليها في كركوك ونينوى وديالى.استاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد حميد فاضل قال: ان الخلافات السياسية القت بظلالها على عملية تقنية واقتصادية بحتة.وقد أُجري آخر تعداد سكاني وطني عام 1987 اعقبه تعداد عام 1997 لكنه لم يشمل المحافظات الثلاث التي تشكل اقليم كردستان.وأعلنت وزارة التخطيط عن احصائية شاملة اظهرت ان عدد سكان البلاد تجاوز الـ31 مليون نسمة, وبدأت الوزارة قبل مدة عبر الجهاز المركزي للاحصاء بعملية حصر وترقيم الدور والمباني في الاماكن الريفية والحضرية.واظهرت الاحصائية أن عدد البنايات الحكومية والاهلية في العراق بلغ خمسة ملايين و877 الفا و955 بناية، منها ثلاثة ملايين و961 الفا و 604 بنايات في المناطق الحضرية، ومليون و916 الفا و351 بناية في الريف, في حين بلغ عدد المباني الهامشية مثل الصرائف وبيوت الشعر والكرفانات والأكواخ 67082 بناية توزعت على المناطق الحضرية بواقع 24068 بناية والمناطق الريفية والصحراوية فعددها 43014 بناية. وفي ما يتعلق بالمساكن فوصل عددها إلى اربعة ملايين و810 آلاف و555 مسكنا في جميع مناطق العراق وبواقع ثلاثة ملايين و435 الفا و43 مسكنا في المناطق الحضرية ووصل العدد في المناطق الريفية الى مليون و375 الفا و512 مسكنا.وبحسب ما قاله المتحدث الرسمي باسم وزارة التخطيط عبد الزهرة الهنداوي فان عدد السكان في تلك المساكن وصل إلى 31 مليونا و664 الفا و466 نسمة يتوزعون في المناطق الحضرية بواقع 21 مليونا و844 الفا و413 نسمة وفي المناطق الريفية وصل العدد إلى تسعة ملايين و820 الفا و53 نسمة.ويعاني العراق نقصا كبيرا في المساكن مقارنة بعدد السكان ويحتاج على الاقل إلى أكثر من مليوني وحدة سكنية لمواجهة الأزمة. واظهرت الاحصائية أن عدد الأسر في العراق بلغ اربعة ملايين و696 الفا و265 اسرة تتوزع في المناطق الحضرية بواقع ثلاثة ملايين و440 الفا و700 اسرة، وبلغ العدد في المناطق الريفية مليونا و255 الفا 565 اسرة. وتعد هذه الارقام مجرد احصائية لكن العراق بحاجة اليها كثيرا وتساعده في موضوع الاستثمارات والاقتصاد وبناء المساكن. ويحاول رئيس الحكومة نوري المالكي إقناع الكتل السياسية لاجراء التعداد السكاني قبل نهاية العام الحالي، ويرى ان ذلك مهما لوضع خطط ستراتيجية لحكومته. وتقول اللجنة العليا للتعداد السكاني إنها سترفع كتاباً رسمياً إلى مجلس الوزراء يقضي بضرورة اجراء التعداد السكان قبل نهاية العام, وتأجل الاحصاء السكاني في العراق اكثر من مرة بسبب الخلافات السياسية وبخاصة في وضع المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل. وكان من المقرر ان يجري التعداد السكاني في العام الماضي. وتعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس الأول بإيجاد التوافقات لتنفيذ التعداد العام للسكان. فيما دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق معارضي التعداد السكاني إلى عدم اعتباره أداة لإيجاد حقوق ومستحقات، مؤكدة أن البلد يحتاج إلى تطوير سياساته واستراتيجياته للسكان. وقال المالكي في تجمع بوزارة التخطيط في بغداد لمناسبة اليوم العالمي للسكان: “لا يمكن بناء دولة حقيقية قائمة على أساس علمي إلا بإيجاد تعداد عام للسكان وإحصاء شامل لكل القدرات والإمكانات”. وأضاف: أن “التعدا
التعداد في حكم "المستحيل" مع استمرار الصراع السياسي
نشر في: 16 يوليو, 2011: 05:45 م