TOP

جريدة المدى > تقارير المدى > العراقيون يأملون أن يكون شهر رمضان حافزاً لنبذ الطائفية

العراقيون يأملون أن يكون شهر رمضان حافزاً لنبذ الطائفية

نشر في: 16 يوليو, 2011: 06:50 م

بغداد / متابعة المدى تشهد الأسواق العراقية حركة واسعة في البيع والشراء واستكمال الاستعدادات لمتطلبات شهر رمضان، في وقت ترتفع فيه درجات الحرارة في جميع مدن العراق، الى مستويات قياسية تصل الى 55 درجة مئوية في البصرة ونحو 50 الى 45 درجة في باقي مدن العراق. وعلى رغم الظروف القاسية تكمل الأسر العراقية استعداداتها اللوجستية لشهر الصيام، محاولة توفير ما تحتاجه من أنواع الغذاء والوقود. لكن الكثير من العراقيين يخشون ارتفاع الأسعار، وهي ظاهرة حدثت في السنين السابقة بسبب الإقبال الكبير على المواد الغذائية ومحاولة بعض التجار استغلال ذلك لتحقيق أعلى الأرباح.
ومنذ الآن تزدهر أسواق الشورجة وجميلة وبغداد الجديدة و الكرادة في الرصافة و الكاظمية والبياع والشواكة في الكرخ في بغداد بمظاهر البضاعة الخاصة بشهر الصوم.وفي اغلب مدن العراق يشرع المواطنون في تهيئة المساجد التي تستقطب أعداد كبيرة من المواطنين في رمضان.ففي مدينة كربلاء (108 كم جنوب غربي بغداد) يجهّز أبو احمد مسجد الزهراء التابع للحي الذي يسكن فيه بأنواع السجاد، وترتيب لوازم الخدمة من ماء وأثاث وعدد. ويقول أبو احمد: في هذا المسجد نستقبل الصائمين الذين يقصدون الإفطار الجماعي كل سنة طيلة أيام رمضان.ويشترك اهل الحي في الكلفة الكلية للخدمات التي يقدمها المسجل في دلالة على التكافل الاجتماعي الذي يبلغ أعلى مستوياته في شهر الصيام.rnترحيب برمضانوفي مدن جنوب بغداد، مثل المحمودية و المحاويل كما هو الحال مع المدن الأخرى تعلق منذ الآن اليافطات التي ترحب بالشهر الكريم، إضافة إلى إعلانات عن الفعاليات الدينية والاجتماعية التي ستنظم خلال رمضان.ويشرع أبو احمد مع مجموعة من المتطوعين في تنظيم الاستعدادات للشروع بتوزيع إمساكيات شهر رمضان في كل مكان تقريباً.وفي مدينة الحلة تلمح حركة دؤوبة في كلا المساجد والحسينيات، بتنظيف الساحات وتعطير الأمكنة بالبخور،وتهيئة خزانات خاصة للمياه. وعلى المستوى العائلي فان الأسر العراقية لا تدخر جهدا في الاستعدادات لاسيما ما يتعلق بتهيئة الأكلات والمشروبات الخاصة.وفي كل عام تحضر أم وليد ثلاث (صواني) من (الكليجة) وهي أكلة عراقية من الطحين والحلوة والمكسرات. وتبدو أم وليد مسرورة هذا العام لأنها استطاعت ان تدخر كمية من الطحين الجيد. وتقول أم وليد...ثمة ارتفاع طفيف في الأسعار لكني ادخرت ما أريد، ولن يؤثر ذلك في استعداداتي. لكن انقطاع التيار الكهربائي بحسب ام وليد يحول دون تهيئة أنواع كثيرة من الأطعمة المرغوبة في رمضان.وتضيف أم وليد..نضطر في ظل صيف لاهب إلى تأمين الغذاء المطبوخ ليوم أو يومين على أكثر تقدير.ويتلذذ العراقيون في فطور رمضان بأنواع من التمور يوفرها السوق العراقي، إضافة إلى أكلات شعبية مثل التمن والمرق و(التشريب) و (الدولمة) العراقية وأنواع الألبان.rnالفطور في المطاعمويشير سعيد كريم إلى ظاهرة تبرز في رمضان في العراق وهي ظاهرة جديدة على المجتمع العراقي لاسيما من الوسط والجنوب وهو الفطور في المطاعم والكازينوهات.ويقول سعيد... افطر وأسرتي مرة واحدة في الأسبوع خارج البيت في المطاعم لكن هناك من الأسر من تفطر كل أيام رمضان في المطاعم.وتزداد هذه الظاهرة بشكل واضح في بغداد، حيث تنتشر المطاعم الفخمة. ويقول الباحث الاجتماعي كريم سليم ان مظاهر البذخ في العراق في رمضان تبرز منذ نحو سنتين بسبب ارتفاع الرواتب لاسيما بين الموظفين.ويضيف.. لم يعد صعبا من الناحية المادية فطور العوائل في المطاعم لاسيما أسر الموظفين حيث لا يسعف الوقت لإعداد وجبات الأكل كما تقول أم سليم العاملة في مصرف الرافدين في بغداد.وتقول ام سليم انها تصطحب أسرتها في نهاية كل أسبوع لزيارة الأماكن المقدسة في كربلاء والنجف. وتتابع.. أنا وزوجي موظفان، ونقضي اغلب أيام شهر رمضان بالفطور في المطاعم المنتشرة في الكرادة.rnصيف لاهب، ونقص في الكهرباءوفي ظل صيف لاهب، ونقص في إمدادات الكهرباء، ونهار طويل، لا يفوت اغلب العراقيين وجبة السحور التي غالبا ما تتألف من أكلات خفيفة من (الشوربة) و الألبان و التمور.يقول الباحث الاجتماعي علي محسن ان أهم ما يميز رمضان في السنين الأخيرة هو ازدياد ظاهرة الصوم مسبقا قبل حلول رمضان.وعلى رغم ان هذه العادة معروفة بين العراقيين في مختلف مدن الشمال والجنوب حيث يصوم الناس ليوم واحد أو ثلاثة أيّام في أواخر شهر شعبان استعداداً للشهر المبارك، الا ان الجديد في الأمر ان هناك من يسبق موعد الصيام بشهر وشهرين. ويصوم ابو حميد منذ أكثر من شهر ونصف استعداد للشهر الفضيل.أما كريم ساجت وهو طالب جامعي فقد بدا صيامه في بداية شهر يوليو ليستمر على صيامه إلى نهاية رمضان.rnمعامل الحلوياتوفي مدن تضم الأماكن المقدسة، تبدو استعدادات معامل الحلويات واضحة في تهيئة الزلابية والبقلاوة والحلويات. وتزهر هذه الصناعة من جديد حيث يشهد السوق أنواعا ذات جودة عالية يقبل عليها المواطن بشكل كبير.ويقول حميد سليم صاحب معمل (الشهابي) للحلويات ان الانتاج لم ينقطع حتى في اشد الأزمات الاقتصادية و السياسية. ويضيف.. في سنوات الحصار الاقتصادي والحرب استعاض الصناع بالدبس بديلا للسكر في توفير ما يحتاجه الناس.rnالإفطار المشتركوتنظم في بغداد في المساجد و الحسينيات حلقات الذكر والقراءات القرآنية في دلالة على وحدة الفكر والمصير للمسلمين من مختلف المذاهب.ويقول كريم سعيد انه لا مبالغة في القول ان اغلب مساجد وحسينيات بغداد تشهد منذ العام 2008 عودة الإفطار المشترك بين السنة و

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

التغير المناخي في العراق يعيق عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.. متى تنتهي المعاناة؟

متابعة/المدىرأت منظمة "كير" الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، إن التغير المناخي في العراق أصبح عائقاً أمام عودة النازحين لمناطقهم الأصلية.وبحسب دراسة أجرتها منظمة كير الدولية للإغاثة والمساعدات الإنسانية، فبعد ان كانت المعارك والاوضاع الأمنية في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram