وفاة الشيخ كاشف الغطاءتوفي في مثل هذا اليوم من عام 1954 العلامة الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء احد كبار علماء الدين والفقة في العصر الحديث . ولد في مدينة النجف عام 1876م في اسرة علمية شهيرة منذ اوائل القرن التاسع عشر ، واستمدت لقبها من كتاب فقهي كبير الفه الجد الاعلى للاسرة وهو الشيخ جعفر الجناجي باسم ( كشف الغطاء عن مبهمات الشريعة الغراء) . تلقى الشيخ محمد حسين دروسه الاولى في المدارس العلمية التي تعج بها مدينة النجف وترقى في الدرجات العلمية حتى وصل اعلاها في عشرينيات القرن الماضي ،
فاصبح مرجعا دينيا كبيرا ، اتجهت الى فتواه العديد من الجهات السياسية والاجتماعية ، فقد كان شديد الالتصاق بقضايا الساعة ومعاناة الناس وبعيدا عن الانغلاق والتشدد ،وساهم بالعديد من الحوادث السياسية مؤيدا للحركات الوطنية في الثلاثينات والاربعينات . شغلت الاوضاع الاجتماعية اهتمام الشيخ محمد حسين فقد كان تركيزه على التعليم ومناهجه، لانها الاساس في تقدم كل امة ورقيها، ومن هذا المنطق نجد ان دعوة الشيخ لاصلاح التعليم ومناهجه التي وضعها المستعمرون الذين استهدفوا من خلالها تحجيم ابناء البلاد من تحصيل العلم والمعرفة، فقد دعا الشباب الى عدم الاقتصار على ما ياخذونه من تلك المناهج فحسب، بل شجعهم على الاعتماد على النفس في البحث والتعلم، وان لا يجعلوا هدف تعلمهم الحصول على الوظيفة التي تؤدي الى قتل الطموح وتقيد الحماسة والاندفاع في العملكما كان احد اعلام اليقظة الفكرية في العراق الحديث ، اعتنق مشروعا تنويريا للتقريب بين المسلمين ، وقد بث العديد من الاراء الدينية المتحررة في كتابه ( اصل الشيعة واصولها ) ، ويذكر جعفر الخليلي في كتابه ( هكذا عرفتهم ) بعض فتاويه الفقهية التي نحى بها المنحى المتحرر الموافق لروح العصر وتطوره ، اما ارؤه السياسية فقد اجملها في رسالته الى السفير البريطاني وقد نشرت مرارا . كما كانت له بعض الاراء الادبية والفلسفية ، وتنسب له بعض النصوص الادبية .وقد عبر عن رؤيته لأهمية الاصلاح الديني وقدرته على رفع الجهل وتمكين الدين الصحيح في النفوس، وتخليص العقيدة من الدجل الذي أسهم بتغلغل الروح الغريبة الى الجسد الإسلامي.إعداد / رفعة عبد الرزاق محمد
فـي مثل هذا اليوم 18 تمـــوز
نشر في: 17 يوليو, 2011: 05:37 م