من لديه جار جيد يمكنه اعتبار ذلك بمنزلة نعمة حقيقية، ويجب عليه ان يأمل ببقائه الى جواره. اما الآخرون اي هؤلاء الذين يعانون من جار سيئ، فيجب عليهم التقيد بحقيقة واضحة: حاولوا التعايش معه قدر الامكان. لربما ستساعدكم لائحة الجيران المشاكسين، وبعض النصائح حول كيفية التعامل معهم. لكن كونوا على ثقة بانكم لستم الوحيدين في العالم الذين يعانون من هكذا مشكلة.
قبل فترة تم بمدينة اوسترافا التشيكية رفع شكوى جنائية ضد مغني اوبرا، لانه قام خلال شهر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بضرب جاره بحافة المقعد بوحشية كبيرة، حيث تم العثور على جثته بعد بضعة اسابيع بسبب الرائحة الكريهة التي كانت تنبعث من منزله. وقيل آنذاك بان المغني عرج على هذا المسكين في زيارة صداقة فقط.مشاكل الجيران؟ نعم لقد نشأت تلك الخلافات بكثرة منذ بدء العمل بالقانون الروماني ولا يزال بعضها حتى اليوم ينتهي بشكل مأساوي. حتى في القرن الحادي والعشرين يمكن ان يقوم شخص من محبي الهدوء بطعن جاره الصاخب في بطنه، لمجرد ازعاجه خلال حل الكلمات المتقاطعة.قبل فترة ذهب احد المتقاعدين من منطقة ستاري هامري ليرعى قطيعه من الماعز. الفوضى واصوات الماعز ازعجت جاره الذي خرج يلوح بسكين في وجهه. في هذه اللحظة تحركت بطولة تيس الماعز الذي قفز على الرجل، فما كان من الاخير الا ان طعنه متسببا له بجروح مختلفة. حمل الراعي تيسه الجريح وفر من المكان، ثم نقله الى الطبيب البيطري للمعالجة، حيث صرح الاخير لاحقا «بان الحيوان تعرض لصدمة كبيرة جراء الهجوم»، لكنه بدأ يتعافى. الشرطة وجهت للجاني تهمة تعذيب الحيوانات وممارسة العنف ضد الافراد.ان المناوشات وحروب الحدود العنيفة التي يفقد فيها احد الجيران اعصابه، تكون مثيرة ولهذا السبب لا يرغب احد في الحديث عن مثل تلك النزاعات، لانها قد تتحول لاحقا الى شيء مرعب حقا، بالرغم من ان بعضها قد يبدو للوهلة الاولى كوميديا. هل تذكرون على سبيل المثال ذلك المشهد من الفيلم التشيكي «منعزل في الغابة»، حيث يقوم الجيران برش كميات من المسامير في طريق الجار السيئ لكي يتسببوا بثقوب لاطارات سيارته، لانه يمنعهم من الدخول الى منزلهم؟ او ذاك المشهد من الفيلم الاميركي «ديستوربيا»، حيث يكتشف الشاب الفضولي الذي يحب مراقبة جيرانه، بان احدهم هو مجرم خطير!في الواقع، فان حتى مجرم كهذا هو جار لاحد ما.لقد استخدمت احدى شركات التأمين مسألة الخوف من الجيران في حملتها، حيث حذرت تحت عنوان «اعرف جارك» من وجود بعض الاشخاص المجانين في الديرة المجاورة من امثال المخترعين الهواة او الجنود الشرسين.لكن ثمة انواع مختلفة من الجيران الصعاب - فهناك الخطرون، او الذين لا يمكن احتمالهم، او فقط هؤلاء الغرباء. فعلى سبيل المثال يقول باتريك الذي يبلغ من العمر عشرين عاما، وهو يهز رأسه متعجبا في حديقة منزلنا الريفي، وبالقرب من المنزل تماما، قام جارنا بزرع كميات من الثوم وبذور دوار الشمس. هكذا فجأة قد لا يكن ذلك مرعبا، لكنه غريب حتما. ويقول آخر بان جاره كان يوقظه خلال فترة تغيير التوقيت الصيفي او الشتوي عند الساعة الثانية صباحا ليسأله فيما اذا كان عليه تقديم الساعة الى الامام او ارجاعها الى الخلف.العربية نت