TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > هل تعرفون ماهو الفقر ؟

هل تعرفون ماهو الفقر ؟

نشر في: 19 يوليو, 2011: 07:59 م

نزار عبد الستار أتعلمون لماذا وصف الله الجنة بأنها أشجار وأنهار ولبن وعسل وثمار طيبة؟! قال هذا لأن الفقير يكره الفصول كثيراً. يكره أن يأتي البطيخ والعنب ويرحل البرتقال والليمون. يكره بصر الأطفال وكل ما تنتجه الصين من ألعاب وأحياناً يكره أفلام الكارتون لأن الأمر محرج في النهاية. محرج أن تكون أباً فقيراً يلمّ من العربات في نهاية المساء ما لم يشتره الاغنياء. الفوائد الكبيرة لا تذهب إلى الفقراء. إنهم كائنات دهنية بينما الاغنياء كائنات بروتينة. الفقراء بشر من ألياف بينما الأغنياء بحر من الفيتامينات.
الفقر يعني أن تكون بلا مساحة ولا حجم. أن تمشي طويلاً وبسرعة وأنت تخاف الأبنية العالية والزجاج النظيف. أن تقف طويلاً كي تمر السيارات. حين تكون فقيراً فمعناه ان تعيش عمرك مع الاشياء اليدوية. تدفع وترفع وتسحب وتشم ما يحترق وليس ما يزهر. ان تكون فقيرا معناه أنك لست ملائماً بالمرة لأجهزة التكييف ولست مناسباً للأرضيات الرخامية الصقيلة. اجمع وقسّم واطرح واضرب فستجد نفسك لا تملك من المدينة سوى طرقها الطينية ولا تعرف من التعليم سوى الرياضيات لأنك كثير الديون.الفقراء لا يستهلكون الكثير من الاقمشة. نفاياتهم قليلة بسبب فلسفتهم التي تقول: لايوجد شيء بلا فائدة. من هذا الإيمان ولد التوق إلى الرحمة. الاغنياء يكسبون من قناعة الفقراء. العالم لا يفاصل بما يشتري ولكن يفاصل في ما يدفع لذلك ازدهرت الاموال. الفقراء كائنات فضولية جداً. إنهم يتواجدون حيث تنعدم الفرصة. لا أحد من الاغنياء اكتشف طاقة السعي الرهيبة في العقلية الفقيرة ولا أحد من الفقراء يعرف انه هو الذي بنى رخاء العالم.الرزق كذبة الأغنياء، والفقراء أذكياء أحياناً فهم يتواجدون في ساعات رخاء الغني ليفتحوا له ابواب النجاة. الفقير يذهب عادة الى بيته وهو مبتسم لما يحمل في كيسه بينما الغني يذهب دائماً الى الجنة. الفقر لا يساعد على الحب لذلك توجد في مرآب النقل العام بسطات تبيع للرجال الذين جففتهم الشمس ملابس داخلية نسائية وعطور رخيصة وأمشاط برتقالية ووردية. لهذا السبب الفقراء أكثر غباءً في الإنجاب من الاغنياء.العراق بلد القلب الكبير. إنه موطن الفقر الأصلي. في العراق لا توجد شوارع محترمة ولا توجد أبنية براقة والفقير يستطيع أن يذهب إلى أماكن عدة. إنه يشعر بعظمة نعمة شحة الكهرباء والماء التي تجعله يزدري أجهزة التكييف. إنه يستطيع شراء منتجات تافهة ويستطيع أن يلبس ما يخلعه الفقراء في بنغلادش وسريلانكا وكمبوديا ويستطيع تناول أدوية رخيصة ويدعو ربه أن يشفيه. وإذا ما فتحها الله بوجهه وصار سائق تاكسي فسيرفع خشمه ويشتم العالم. العراق بلد تستطيع أن تعيش فيه ومن غير المهم كم ستعيش مادام الفقراء يؤمنون أن الأعمار بيد اللهحمداً لله إننا نموت جميعاً.. حمداً لله ..

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram