عن: أفكار عن العراق في نهاية حزيران أعلن رئيس الوزراء نوري المالكي بان هجوما عسكريا سيشن في جنوب العراق ضد المجاميع الخاصة . في الشهرين الماضيين ازدادت الهجمات على القوات الاميركية في العراق و ازداد معها عدد الضحايا، و كان الاميركان يضغطون على حكومة بغداد من اجل القيام بعمل ما للحد من هذه الهجمات .
و اخيرا وافق رئيس الوزراء على القيام بعملية، لكن يبدو ان ذلك كان أقرب الى الاستعراض منه الى اي شيء آخر، و ربما يكون تحذيرا للتيار الصدري الذي يعاني المالكي من بعض المشاكل معه . في 30 حزيران قالت الحكومة العراقية انها ستبدأ بسحق المجاميع الخاصة المدعومة من ايران في جنوب العراق و سيتم نشر ألفي جندي في محافظة ميسان، و سيتم البحث عن المطلوبين و عن الاسلحة، كما سيتم تسيير دوريات حول القواعد الاميركية لمنع هجمات المسلحين . و في منتصف تموز، اشتكى الجيش الاميركي لصحيفة نيويورك تايمز بان جهود بغداد لم تثمر شيئا، اذ قال الناطق باسم الجيش الاميركي ان الحملة لم ينجم عنها شيء ذو قيمة سوى اعتقال عدد قليل من المقاتلين ذوي المستويات الدنيا، و اخبر صحيفة التايمز بان الحكومة العراقية يمكنها ان تفعل المزيد . و بما ان الحملة لم تثمر عن شيء مهم، فربما كان الغرض منها توجيه تحذير من المالكي للتيار الصدري . لقد كانت الكتلة الصدرية في البرلمان هي السبب الرئيسي في عودة المالكي الى منصب رئيس الحكومة، و كجزء من تلك الصفقة ان يستعيد الصدريون السيطرة على ميسان . و منذ ذلك الحين بدأ التيار الصدري يمثل شوكة في جنب رئيس الوزراء، حيث ازدادت هجماتهم على القوات الأميركية و غالبا ما كانوا يتفاخرون بذلك، فمثلا، في 14 تموز ادعوا بانهم شنوا تسع هجمات على القواعد العسكرية الاميركية خلال اسبوع واحد في بغداد و ميسان و القادسية و ديالى . و رغم ان العنف المتصاعد موجه ضد الأجانب، فانه يضر بالمالكي و يناقض ادعاءاته من ان الوضع الامني قد تحسّن في البلاد، كما ان التيار الصدري في البرلمان هو المعارض الرئيسي لتمديد بقاء القوات الاميركية في العراق بعد موعد الانسحاب المتفق عليه، بالاضافة الى ان الصدريين قد دعوا الى منع الاميركان من دخول البرلمان، و استنكروا افتتاح قنصلية اميركية في البصرة، و دفعوا مجالس المحافظات من اجل منع القوات الاميركية من القيام بعمليات هناك. كل هذه الافعال تعتبر غير قانونية لكنها تبين بان هذا التوجه يحاول ان يكسب الرأي العام الى جانبهم، و يبدو انهم قد نجحوا بدليل معارضة اغلب الأحزاب مؤخرا لتمديد بقاء القوات الأميركية، و هذا ما ازعج المالكي الذي يريد التمديد لهذه القوات . و اخيرا، فان الصدريين في لجنة النزاهة البرلمانية يهددون على الدوام بكشف المسؤولين الفاسدين بضمنهم اعضاء في حزب الدعوة , و هذا بالطبع لا يعجب رئيس الوزراء، و مع ان الطرفين يشكلان جزءا من التحالف الوطني، فان هذا التحالف هو بالاسم فقط . اتفق الطرفان على العمل معا لغرض استلام السلطة، الا ان التصدعات قد اتضحت الان، ينبغي للصدريين ان يحذروا من تهديدات المالكي اذ انه سبق و استخدم القوة العسكرية ضدهم . يبدو ان حركة المالكي قد آتت أكلها . فقد اعلن التيار الصدري مؤخرا بانه لن يقوم بتعبئة جيش المهدي مرة اخرى حتى لو بقي الجيش الاميركي في البلاد . و هذا يعتبر انقلابا كبيرا للصدريين الذين كانوا يهددون باعادة نشر رجالهم في الشوارع . يقول اتباع الصدر بان زعيمهم قد اتخذ هذا القرار لأنه أغضب الاحزاب السياسية، التي يقصدون بها ائتلاف دولة القانون الذي يرأسه رئيس الوزراء . لازالت هناك خلافات في البرلمان حول تمديد بقاء القوات الاميركية , لكن في الوقت الحالي يبدو ان رئيس الوزراء له اليد الطولى في ذلك . ترجمة/ المدى
واشنطن منزعجة من هيمنة الصدريين على ميسان وتهديدات المالكي وهمية
نشر في: 19 يوليو, 2011: 10:14 م