TOP

جريدة المدى > سينما > الرجل الذي يحب..الـجـنـــوح إلـــى الـرذيـلـــــة

الرجل الذي يحب..الـجـنـــوح إلـــى الـرذيـلـــــة

نشر في: 20 يوليو, 2011: 08:15 م

ليث عبد الكريم الربيعي السينما كوسيط تعبيري تتيح الحرية لتداول الأفكار كافة، بما فيها الغثة والسمينة، والطالحة والصالحة، والهابطة والصاعدة، وقد تستغل من بعض المتشدقين لزرع أفكارهم المتطرفة في أذهان البسطاء والاعتياديين، وخير دليل على ذلك كثرة الدماء والجنس... وغيرها مما تحتويه الكثير من الأفلام، وعلى الرغم من نباهة البعض والتفاتهم لمثل هكذا
ممارسات تجنح نحو الانغماس في الرذيلة والسادية والشذوذ، إلا إن الكثير من صناع الأفلام ملتاعون في خرق الطبيعي لاستكشاف واستكناه ما وراءه، مرة لغاية ومرات كثيرة بلا غاية او هدف مقصود.والسينما كرسالة لا يجب أن تختص بخرق القواعد والمبادئ البشرية بل لابد من تجسير الجيد منها ليقضي على الرديء والمبتذل، وهذا ما يجب ان يكمن في مضامين الأفلام السينمائية. فكثيرا ما قُدمت قضية المثلية باعتبارها سمة من سمات العالم المتحضر وأحيطت بهالة من الإنسانية وأطرت بأطر الحرية والمساواة وغيرها من المفاهيم التي لا تمت للقضية أصلا باية صلة، واكثر من ذلك اذ شيئا فشيئا يتم تناسي الموضوع الرئيس للعمل على حساب الاجندة المعمول من اجلها، وهو ما نلاحظه واضحا في الفيلم الايطالي (الرجل الذي يحب: 2008)، اذ تبّرز العلاقة المثلية على مجمل القضايا المجاورة والمتنامية مع القصة الرئيسة، وهو ما يعكس ذلك الجنوح نحو الرذيلة.فـالصيدلاني (روبيرتو: بييرفرانسيسكو فافينو) يعاني الأرق، على الرغم من توفر كل سبل الراحة له، وتبدو حياته انعكاسا للبؤس الذي يعانيه بعدما هجرته حبيبته (سارا: اكسينيا رابوبوت) موظفة الاستقبال في احد الفنادق الراقية على اثر عودتها الى زوجها واعترافها لروبيرتو بانها غير معجبة به.لذلك يمر روبيرتو بحالة من الضياع والشتات ويحاول جاهدا أكثر من مرة العودة الى سارا الا انها ترفض ذلك، ويمر بتجارب حب كثيرة الا ان ظلال علاقته بسارا تظل ترافقه، الى ان تظهر في حياته ( البا: مونيكا بيلوتشي) التي تنسيه لفترة ما الماضي، الا انه يظل شاحبا ولا يعلم ماذا يريد..!في مقابل ذلك، العلاقة الهامشية لاخ روبيرتو المثلي بصديقه الذي يهجره لفترة وسرعان ما يعود اليه في محاولة لعكس ما للمثلية من معان في نظر صانعي الفيلم، ويُفرد لها الكثير من وقت الفيلم، الذي لو استغل دراميا لأعطى المبررات الكافية لشخصياته وأضفى الكثير من الحسنات، بدل محاولاته الفاشلة في خلق الإحساس لدى المشاهد بان المثلي محظوظ في الحياة، ولا يمكن مفارقته او تركه. أخرجت الفيلم (ماريا سولي توغنازي) في أول أعمالها السينمائية، ما يعلل أسباب بساطته وإيقاعه البطيء والمنفر، والتكرار والتلكؤ في الكثير من المشاهد، دون بيان أسباب درامية منطقية لذلك، فالمخرجة تحاول باي صورة من الصور عكس شيء من الوحدة والعزلة التي يعانيها البطل، على الرغم من الحياة شبه المثالية التي يعيشها وتوفر سبل الراحة. ولم تجهد نفسها في البحث عن معادلات صورية للثرثرة الفارغة للشخصيات الكثيرة والتي لا حاجة اصلا لوجود البعض منها.وكان الأجدر ان تتكاتف عناصر الفيلم كافة وتتلاقى بصريا في تعضيد القصة الفقيرة، إلا إننا نجد ان كل عنصر يغرد لوحده خارج السرب، وسرعان ما يخبو وينطفئ داخل منظومة الفيلم، وذلك بسبب اعتماد الإيقاع البطيء والمترهل للأحداث وليس هناك أي تنامٍ في صيرورتها، فضلا عن اجتراره التعابير والتراكيب الصورية من الكثير من الأعمال السينمائية المعروفة.كذلك فان وجود نجمة مثل (مونيكا بيلوتشي) في هذا الدور المساند السلبي لم يخدم الفيلم، بل لو أتيح لبيلوتشي المجال الكافي لتكون الشخصية الرئيسة لأعطت شحنات من الإثارة، خصوصا وان شخصية روبيرتو التي أداها (بييرفرانسيسكو فافينو) غارقة في البؤس والعتمة، وقد أهدرت مخرجته الكثير من العناصر الايجابية التي تسعفها في النهوض بالفيلم وترتقي به.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (الوحشي) للمخرج برادي كوربيت والبحث عن الحلم الأمريكي

"اللودج" يختارمشاريع ضمن النُسخة السادسة من برنامجه

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

مقالات ذات صلة

لـ
سينما

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

متابعة المدى عاش طاقم فيلم "Anora" ليلة لا تنسى، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 97، الأحد، حيث فاز الفيلم بـ 5 جوائز، بما في ذلك أفضل فيلم، وأفضل ممثلة للنجمة مايكي ماديسون. وحصد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram