اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > متى يرى العراقيون مشروع الحزام الاخضر؟

متى يرى العراقيون مشروع الحزام الاخضر؟

نشر في: 23 يوليو, 2011: 07:39 م

لم يدر بخلد علي الفضلي الشاب الذي غادر العراق منذ التسعينيات أن يشاهد كل هذه المساحات من الأراضي الجرداء لا تزال باقية,وقد عاد قبل أيام قادماً من الأردن , ليذهب إلى البصرة على الطريق البري لملاقاة صديق فارقه كل هذه السنوات . فعلي كان متفائلاً ولم يصدق أن الفساد وهدر المال العام ,
 حالا دون تنفيذ العديد من المشاريع المهمة التي كان ينتظر العراقيون تحقيقها بعد 2003 بما فيها مشروع الحزام الأخضر الذي كان يؤمل أن يزين محيط العاصمة بغداد . ظل مشدوهاً وهو يقول لصاحبه كنت أتوقع أن أرى بغداد على غير هذه الصورة ولم اصدق الكثير مما كنت اسمعه وأشاهده من على الفضائيات عن مستوى التخريب والقتل الذي لم تسلم منه حتى الأشجار . وظل يلعن الإرهاب وكل الأعمال الإجرامية التي كانت السبب لحملة  الإبادة الجماعية للنباتات على طول شارع المطار او في الجزرات الوسطية التي تحولت الخضرة فيها الى مساحات كونكريتية صماء! . تساؤلات علي واحتجاجاته على انحسار مساحات الخضرة عن بغداد الحبيبة , دفعتنا للبحث في هذا  الموضوع  وعن سر التأخر في تنفيذ مشروع الحزام الأخضرللتقليل من مضار العواصف الترابية التي كثرت هذه الأيام وللتخفيف من  شدة الحرارة صيفا وتلطيف الأجواء وامتصاص غاز ثاني وكسيد الكاربون التي تطرحها  المعامل والورش الصناعية والحد من ظاهرة التصحر الزاحفة الى المدن . فهذا المشروع فيما لو نفذ لخلق مناطق عزل تخطيطي،  واسهم في إقامة مرافق سياحية وترفيهية وشجّع الاستثمارات. البيئة: الحزام مهمته تلطيف الجو لا صد العواصف في البداية كان لنا هذا الحديث مع وكيل وزارة البيئة الدكتور كمال حسين الذي أشار الى ان الوزارة تعمل مع جهات عديدة ذات علاقة للتصدي للعواصف الترابية وتلطيف المناخ منها ( وزارة الزراعة ، أمانة بغداد ، وزارة العلوم والتكنولوجيا ، وزارة الصحة و وزارة الموارد المائية ) مؤكداً تشكيل لجنة عليا، أعضاؤها من تلك الوزارات ، مهمتها  إجراء دراسة خلال الأسبوعين المقبلين للآليات و الجدوى الفنية والاقتصادية من مشروع كبير كهذا ،يعالج  مشكلة التصحر والعواصف الترابية لان كلتا المشكلتين مرتبطتان ببعضهما . وأضاف  لم يتم الرصد لحجم المناطق التي سيشملها المشروع، الا انها قدرت بمساحة 18 الف كيلو متر مربع ، غير انه  تم احتساب مبلغ أولي يقدر بثلاثة مليارات دينار ، كما تم تحديد خمس سنوات لانجاز هذا المشروع . وأوضح الدكتور حسين ان هناك من يظن  ان الحزام الأخضر سيعمل على صد الرياح الترابية ، لكنني أود التصحيح هنا فأقول: إن الرياح غالبا ما تهب على العراق من القسم الشمالي الغربي أي من هضبة نينوى ( وكلمة نينوى تعني الهضبة) وهي بذلك مرتفعة، فالرياح القادمة من الحسكة والرقة في سوريا تصل إلى هضبة نينوى ثم الى محافظة كركوك وهي بارتفاع 200-300 متر ، وعندما تصل الى بغداد يصبح ارتفاعها 700 متر أي عالية  (الجزء الشمالي أعلى من الجزء الجنوبي ) ولا توجد أشجار بارتفاع 700 متر وللتصحيح أكثر أقول: إن  الحزام الأخضر سيعمل على صد الرياح بنسبة كبيرة وخاصة العواصف الترابية و سيعمل على معالجة الغبار بنسبة 10-20 % في حين تبقى العواصف كما هي و لا يمكن صدها ، و هنا يكون دور الحزام الأخضر تلطيف أجواء المحافظات التي يمر بها ،ويعالج الرياح الترابية المحلية منها وليست الإقليمية  . إما بشأن كيفية صد العواصف الترابية التي تكثر هذه الأيام فأقول :إن مصدر العواصف الترابية كما قلنا في السابق هي منطقة الموصل وشمال غرب الثرثار فإذا أردنا صدها علينا : 1- استخدام طرق التغطية الترابية باستخدام مواد بيولوجية طبيعية ترش على النباتات والأشجار  في المنطقة المذكورة . 2- زراعة أشجار تقاوم الأجواء الصحراوية وتتحمل الجفاف وهي أشجار اليوكالبتوس والسدر . خارطة العواصف الترابية ويوضح الدكتور حسين أن أساس العمل في الحزام الأخضر بدأ بعد عام 2003 حيث جرت عمليات إبادة وقطع بصورة موسعة لأغلب الأشجار المعمرة من قبل المواطنين لغياب القوانين وسيادة الفوضى في تلك الفترة ، وفي مطلع عامي 2004و2005 بدأت العواصف الترابية تهب بشكل كبير على كل مناطق العراق وفي عام 2006 صار من الضروري التوجه الى مشروع يحمي المدن من هذه العواصف ، وفي عامي 2008 و2009 تحول المشروع الى مجالس المحافظات وتم إعداد التخصيصات المالية له . وأضاف كان  المشروع في البداية متواضعاً ، لكنه توسع ونفكر الآن في معالجة العواصف الترابية بعد أن اشتدت وصارت تؤرق المواطنين ، ولوجود بؤر للعواصف في المحافظات فان المعالجات لم تنجح الا بنسبة 10-20% كما أسلفنا سابقا ، وتتركز تلك المعالجة في تحديد منابع تلك العواصف ففي محافظة بغداد مثلا ليست هناك بؤر للعواصف بل تأتينا العاصفة من منبع بحيرة الثرثار وتتأثر فيها الى جانب محافظة بغداد محافظتا بابل والديوانية  ، وهناك بؤر محلية وأخرى رئيسة، ففي محافظة كربلاء في منطقة التقاء محافظة الانبار بها هناك بؤر محلية، أما البؤر الرئيسة فهي تتركز في منطقة ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

القبض على عشرات المتسولين والمخالفين لشروط الإقامة في بغداد

لهذا السبب.. بايدن غاضب من صديقه اوباما 

في أي مركز سيلعب مبابي في ريال مدريد؟ أنشيلوتي يجيب

وزارة التربية: غداً إعلان نتائج السادس الإعدادي

التعليم تعلن فتح استمارة نقل الطلبة الوافدين

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram