عن: نيويورك تايمزالمجموعة الإيرانية التي تعيش في معسكر أشرف و البالغ عدد أفرادها أكثر من 3000 شخص كانت ذات يوم تمثل كتلة برلمانية قوية تسعى إلى إسقاط الحكومة في طهران. في سبعينيات القرن الماضي قامت المجموعة بقتل بعض الاميركان في طهران، و بعد أن منحهم صدام حسين اللجوء في العراق عملت المجموعة كمرتزقة شاركت صدام في قمع أبناء الشعب شمال و جنوب العراق .
إنهم غير مرحب بهم اليوم في العراق و يعتقدون بضرورة حصولهم على الحماية في الولايات المتحدة رغم أن منظمتهم – مجاهدي خلق – تعتبر ضمن قائمة المنظمات الإرهابية في وزارة الخارجية الأميركية . قال السفير لورنس بتلر ، الدبلوماسي الذي كان يتفاوض مع المجموعة " ربما تفكرون في هاواي ، و لا اعتقد أنكم تريدون الذهاب الى غوانتينامو ". على مدى الثلاثة أشهر الأخيرة كان السيد بتلر يتنقل كل أسبوع ما بين بغداد و معسكر اشرف، انه يسعى الى إقناع أفراد المجموعة بمغادرة معسكرهم من اجل اجتناب المزيد من المواجهات العنيفة مع القوات الأمنية العراقية في حالة بقائهم . و بما أن الجيش الأميركي يبدأ انسحابه النهائي من العراق ، فان الموقف في معسكر اشرف يعتبر محيرا و صفحة غير منتهية من الحرب الأميركية في العراق . هذه المجموعة تحمل أيديولوجية ذات طابع خاص ، و في المرحلة الأولى من الحرب قام الاميركان بقصف المعسكر و قتل العديد من سكانه قبل نزع سلاح المجموعة المكون من أكثر من 2000 دبابة و ناقلات أشخاص مدرعة . فيما بعد قام الاميركان بتوفير الأمن للمعسكر عندما رأوا معاداة الحكومة العراقية لهذه المجموعة . و في نيسان قام الجيش العراقي بغارة على المعسكر نتج عنها مقتل و جرح العشرات من سكانه . كانت مهمة السيد بتلر هي إيجاد حل ينقذ حياة سكان المعسكر من خلال نقلهم أولا إلى معسكر آخر بعيد عن الحدود الإيرانية ، و من ثم نقلهم الى بلدان أخرى يستقرون فيها . يقول بتلر إن الغرض من رغبته في نقلهم حتى لا يشهد المعسكر صدامات أخرى. لقد اثبت هذا الحل انه خدعة ، لأن سكان المعسكر رفضوا الرحيل و ليس هناك بلد يرحب بهم . الوقت يمضي ، و قد ذكّر السيد بتلر أعضاء المجموعة بان القوات الأميركية ستغادر ، و في نهاية الجلسة حذرهم قائلا " إذا لم احصل على تأكيدات بشان انتقالكم الى مكان آخر في العراق فان جولة المفاوضات القادمة ستكون قصيرة جدا ". بعد عدة جلسات لم ينجح بتلر كثيرا في جعل المجموعة توافق على ترك المعسكر قبل ان تفي الحكومة العراقية بوعدها في غلقه نهاية هذا العام . و مما زاد في المصاعب أن المجموعة لديها آلية اتصالات رهيبة و ممولة جيدا . حيث جذبت سياسيين من أمثال هيوارد دين و ويسلي كلارك – الجنرال العسكري المتقاعد – عن طريق الدفع لهما ليساندا المجموعة في خطاباتهما ، مما حول المقاومة الى حركة و أغضب المسؤولين الذين يحاولون المساومة معها من أمثال السيد بتلر . و بالإشارة الى الجنرال كلارك ، سأل بتلر المجموعة " كم دفعتم له ؟ انه لا ينهض من السرير بأقل من 25000 دولار ". و رد عليه احد الأفراد بان مؤيدي المجموعة و مسانديها " لا يفعلون ذلك من اجل المال ". ترجمة المدى
الأميركان يبذلون قصارى جهدهم لنقل سكان "أشرف" خارج العراق
نشر في: 23 يوليو, 2011: 08:57 م