بغداد/ محمد الموسويفي وقت أكد سياسيون أن العراق لايزال يرضخ في قراراته الحاسمة إلى توجيهات دول إقليمية، توقع مراقبون تشكيل كتلة وطنية بين نواب جميع القوائم السياسية ليبتعدوا من خلالها عن سيطرة القادة ومصادرتهم لأصواتهم. وقال عضو الائتلاف الوطني طه درع "أنا اعتقد أن هناك تدخلات إقليمية ودولية في عملية اتخاذ القرارات السياسية في العراق ،ومتى ما اتفقت الكتل السياسية سيكون موقف العراق قويا".
وأضاف درع في اتصال هاتفي مع المدى أمس "استبعد أن تحل المشاكل في الأيام القادمة وسيتم تأجيلها كالكثير من الملفات السابقة المهمة ،وذلك بسبب حالة عدم الثقة بين الكتل السياسية ".وأشار درع الى أن "لو عدنا إلى طبيعة العلاقة بين النواب الاعتياديين نجد ان هنالك الكثير من الرؤى المتقاربة فيما بينهم بالرغم من اختلاف الكتل التي ينتمون اليها، ولكن منظومة اتخاذ القرار تبقى بيد رؤساء الكتل، وتبقى هذه الفئة من النواب كممثلين لرؤساء الكتل لا للشعب، واعتقد ان هذه القضية يتحملها النواب أنفسهم "ومن جهة أخرى اعتبر القيادي في دولة القانون عبد الهادي الحساني "أن العراق يرضخ للاميركان ووصاية الأمم المتحدة، كما أن ظرف العراق يسمح للتدخل بشؤونه الداخلية،إلا أن هذه التدخلات بدأت بالتراجع، وتحاول هذه الدول من خلال تدخلاتها ان تأخذ العراق الى مسار آخر".وشدد الحساني على ان "العراق يمتلك مسارا معينا وهو تحقيق المجتمع المدني، وكل هذه التدخلات تقع ضمن حرب ضد العراق ولذلك يجب على العراق ان يطالب بحقوقه من المجتمع الدولي، كما إننا لن نقبل ان يتم التجاوز على أي شبر من العراق".وعرج الحساني على "أننا نسعى لبناء الدولة،واغلب الأزمات التي تعترض لا بد من ان تحل من خلال الإرادة الوطنية ما بين الكتل السياسية ،واعتقد ان اغلب الأزمات التي نعاني منها اليوم ستتم معالجتها بصورة تدريجية"وأضاف فيما يخص النظام الانتخابي قائلا"أن النظام الانتخابي يجعل التزامات النائب أمام رئيس الكتلة التي ينتمي اليها وبالتالي من الضروري ان يتم اللجوء الى نظام انتخابي جديد يجعل التزامات النائب أمام الشعب ويفسر من هو النائب". ومن جهة أخرى اعتبر المحلل السياسي إبراهيم البيضاني "أن المشهد يزداد تعقيدا وبالتالي يزداد الموقف الداخلي ضعفا،وبالنتيجة إضعاف الحكومة ،كما ان من الممكن ان نشهد في الفترة المقبلة عملية سحب الثقة من الحكومة ".وأكد البيضاني أن "ليس هناك من كتلة سياسية تفكر بالحالة الوطنية ولم يتقدموا ببرامج تدعم الهوية الوطنية ".وأضاف البيضاني "اننا لن نشهد على المدى القريب حلولا مناسبة للأزمات الحالية كما ان التأخير ليس من مصلحة العراق ".كما عرج على ان "هناك احتمالا قويا أن تخرج عناصر وطنية داخل الكتل السياسية وتقوم بتشكيل كتل مستقلة عن تلك التي ينتمي اليها النواب في الأصل ,ولكن يبقى التساؤل عن مدى تأثير هذه القوى الجديدة في حال تشكلها على الساحة السياسية العراقية،ومن دون شك سوف تكون خطوة مهمة. وفي سياق متصل أكد أستاذ العلوم السياسية في الجامعة المستنصرية عبد الجبار السعيدي أن "الساسة العراقيين غير قادرين على اتخاذ القرارات السياسية المهمة، وذلك بسبب حالة التشرذم التي تعاني منها الساحة، حيث إن القرار السياسي الداخلي غير متفق عليه فكيف بالقرار الخارجي مع العلم أن اغلب الكتل مرتبطة بجهات خارجية ،وان اغلب الكتل لا تستطيع تسمية نفسها كتلة فاعلة من دون دعم خارجي ،من المضحك أحيانا أن نسمع تصريحات لبعض السياسيين يحابي فيها دولا مجاورة وبالنتيجة فان القرار متأزم،فعلى سبيل المثال ،أنا اعتقد أن هنالك 375 وزير خارجية بالإضافة الى الوزير هوشيار زيباري وكل من هؤلاء يغني على ليلاه مما يسبب حرجا لرئيس الوزراء نوري المالكي ولوزير الخارجية "وأضاف السعيدي "ان الحل في الأزمات التي يشهدها العراق اليوم ليست عراقية البتة ولا يمكن لهؤلاء السياسيين ان يأتوا بحل إلا من خلال الخارج،هناك قوى إقليمية ودولية فاعلة تتحكم في العراق ". وأشار السعيدي الى أن "هناك العديد من السياسيين الوطنيين والذين تهمهم مصلحة الوطن فقط إلا أنهم ضعفاء وليس باستطاعتهم ان يؤثروا في عملية اتخاذ القرارات وحتى وان شكلوا كتلة مستقلة لن تمتلك التأثير الكبير بسبب عدم توفر الدعم لها".
متخصصون: القرار السياسي لايزال يخضع للتأثيرات الخارجية
نشر في: 23 يوليو, 2011: 08:59 م