ترجمة عبدالخالق علي عاشت (آمال سلمان) وسط أسوأ أيام الحرب في بغداد ، إلا أن رحيلها عن العائلة من اجل الالتحاق بالسنة الدراسية الأولى في الجامعة الأميركية في العراق كان بمثابة اختبار لها بشكل لم تكن تتوقعه . نشوءها وسط عائلة فقيرة في بغداد والتي دمرتها الحرب جعلها تكتسب خبرة في التغلب على البؤس و المتاعب، لكن خلال سنتها الأولى في الكلية – الواقعة في إقليم كردستان شمال البلاد – والتي طغى عليها الشعور بالوحدة و الالتزام بالدراسة ، شعرت آمال بأنها قد وجدت ضالتها .
كان من الصعب عليها الابتعاد عن الضحك الممتع و العلاقات الوثيقة بأخواتها و أمها الأرملة كريمة سلمان. شهدت هذه العائلة الفقيرة السيارات المفخخة و شعرت بالخوف من الاختطاف و واجهت اعتقالا و عارضت الأعمال المسلحة الشريرة . مع ذلك و في الخريف الماضي ، عندما بدأت آمال سنتها الأولى في الجامعة الأميركية في السليمانية، أخذت تعاني من درس القواعد الانكليزية الصعبة، هذا عدا معاناتها من زملاء الصف المشاكسين و اضطرارها الى الطبخ كل يوم، ما كان يدفعها في كثير من الأحيان إلى البكاء خوفا من الفشل . بالإضافة إلى ذلك ، حملت آمال عبء التوقعات الكبيرة كطالبة تفتقر الى الخلفية تم ترشيحها لزمالة الجامعة الأميركية الدولية لمدة خمس سنوات . تستذكر آمال – 21 عاما – " كان الكورس الأول مرعبا ... كنت ارغب بالعودة الى البيت في بغداد. المشاكل مترابطة ، فإذا شعرت بالوحدة لا استطيع المذاكرة . كنت اتصل بأهلي كل ليلة من خلال الهاتف ، الا ان ذلك لم يكن يكفي، كنا قريبين من بعض ، نضحك و نبكي .. و نتشارك في الحزن و الفرح ". كانت آمالها كبيرة بصفتها حاملة لواء عائلة يائسة من تغيير أحوالها . عندما التقت (المونيتر) هذه العائلة للمرة الأولى قبل حوالي تسع سنوات، خلال حكم صدام، كانت قد باعت توا قطعة من الأثاث لدفع أجور مدرسة آمال. كانت آمال تحتفظ بمذكرات يومية نشرت فيما بعد في الصحف مما حفز ناشطو السلام في كوريا الجنوبية على اصطحاب هذه المراهقة لزيارة شرق آسيا. كانت تريد دراسة القانون في جامعة بغداد، إلا أن طموحها و درجاتها في الامتحان جذب انتباه معلميها في الجامعة الأميركية . نجحت آمال في الامتحان الاولي ، و تحملت التفتيش الامني و انتظار الساعات الأربعة من اجل المقابلة في السفارة الأميركية . بعد أيام رن الهاتف و جاءت الأخبار بقبولها في الزمالة الدراسية .كانت آمال محتارة بين بقائها مع عائلتها و بين السفر الى مكان بعيد لم تعرفه من قبل، تقول " كنت مصدومة ، كانت أحلامي تكمن في بغداد قرب عائلتين، إنهم يعرفون حبي للغة الانكليزية و سيسعدون بدراستي في الجامعة الأميركية ، كان ذلك حلما . هذه هي لحظة الحقيقة . لقد فكرت بالأمر : مع كل الحزن الذي يحيق بالعائلة فإنها تحتاج الى أخبار مفرحة تسعدهم . قلت لهم " نعم " ، شعرت أمي بالسعادة ". بعد أسبوع كانت آمال في طريقها الى شمال العراق ، الى إقليم كردستان . و بعد انتهاء سنتها الأولى ، تغلبت على كل المعوقات لتحكي قصة الهام نادر في بلد دمرته الصراعات . عن: كريستيان ساينس مونيتر
في بلد دمرته الصراعات..آمال.. بؤس العيش لم يثنها عن احلامها
نشر في: 24 يوليو, 2011: 09:11 م