الكتاب:روماتأليف: روبرت هيوزفي عام 1980، أقنع روبرت هيوز الملايين من مشاهدي المسلسل الذي قدمّه عبر الـBBC باسم "صدمة"، عن أهمية الفن الحديث. وكانت رسالته تأكد أن على الفرد التمييز بين الجيد والسيئ منه، علماً أن هذا الفن ساهم في التغييرات التي اجتاحت العالم: تطورات تكنولوجية وسياسية وتغييرات اجتماعية.وفي كتابه الذي صدر أخيراً بعنوان،" روما"، يقدم هيوز التاريخ الثقافي لهذه المدينة التي زارها في عام 1959، مستعرضاً إياه من رومولوس الى بيرلوسكوني.
ومن أهم فصول الكتاب، ذلك الذي يتناول فيه فن عصر النهضة، مقدما صورا قلمية مدهشة وبأسلوب ممتع: اللوحات الفنية والأعمال المعمارية التي هي محط أنظار السيّاح القادمين من كل مكان، ومن أهم تلك المعالم، كنيسة السيستين وبرج بيزا وكاتدرائية القديس بطرس. ويؤكد هيوز أن ما جذب الزوّار إلى روما في القرن العشرين، ليست تلك الآثار فحسب، بل كونها مدينة للمتعة بمختلف أنواعها أو بتعبير آخر"تايلند" أوروبية.ويقول هيوز، إن تدفق الملايين إلى مدينة روما، يجعل من الصعب على الزائر التمتع برؤية المراكز الأثرية المهمة ومنها كاتدرائية بطرس. ومن اجل تسهيل الأمر، نظمت الكاتدرائية زيارات لعدد محدود من السيّاح، تتم في الأوقات التي تغلق فيها الأبواب أمام الآخرين، ويتم ذلك بعد دفع مبلغ معين (300 يورو) وبواسطة هذه الطريقة، يمكن للمرء أن يتمتع ما يشاء من الوقت في تأمل رسومات مايكل انجلو على السقف، وبطبيعة الحال فإن على هذه المجموعة التي تدفع ذلك المبلغ من المال، أن تدفع غيره للآخرين الذين يقومون بمهمة المرافقة والشرح، ويتم في النهاية تقاسم المبلغ مع وزارة الثقافة الايطالية. أما السائح الذي لا تعجبه هذه الطريقة فعليه تقديم شكوى لـ(البابا)، أو يستمتع بتأمل تلك الآثار بعد شرائه مجموعة من البطاقات البريدية التي تحمل صورها، ليتأملها بعدئذ في هدوء وهو قابع في غرفته.إن الفصول الثلاثة الأولى من كتاب هيوز تتناول التاريخ القديم للمدينة المذهلة من رومولوس وحتى نهاية العهد الوثني.وبسبب الحجم الكبير للكتاب، فإن هناك أخطاء هنا وهناك، خاصة أنه يغطي مرحلة زمنية تمتد لـ3000 سنة، وتلك الأخطاء تركز على تحديد التواريخ: قبل الميلاد، أو بعد الميلاد في ما يخصّ تعاقب القياصرة على الحكم والأحداث المهمة التي جرت في خلال وجودهم على قمة السلطة، ومن الأمثلة على ذلك إن هيوز، الناقد الفني، يقول: إن مبنى الكوليسيوم قد بناه الإمبراطور يزون، في حين أن الحقائق تؤكد أن الكوليسيوم قد شيد من قبل أباطرة جاؤوا بعده (فيسباسيان وتيتوس)، بعد الحرب مع اليهود، ليكون مكان تسلية للجميع، وفي المكان نفسه الذي شيد عليه يزون حدائقه الخاصة.أن أغلبية الناس يتحدثون اليوم عن اضمحلال الاهتمام بآثار العالم القديم، علماً إن الحقائق تؤكد عدم صحة ذلك الرأي. وهيوز مثال على ذلك، فهو لا يتحدث عن روما الحديثة إلاّ عبر وصفه القديمة وتاريخها.rnعن/ الغارديان
هل من محتوى للفن الحديث ؟
نشر في: 25 يوليو, 2011: 05:16 م