ترجمة وإعداد: ابتسام عبد اللهالكتاب: مجاعة ماو الكبرىتأليف: فرانك ديكوتريتناول هذا الكتاب المهم (نال قبل أيام جائزة صامويل جاكسون)، قرار ماو تسي تونغ بتطبيق خطة"القفزة الكبيرة إلى الأمام"، وآثارها. إن تاريخ الصين يؤشر الأعوام ما بين 1958- 1962، كونها الأسوأ في حياة الشعب الصيني حيث عمّت المجاعة في كافة أرجاء البلاد.
وكانت غاية ماو،إحداث قفزة اقتصادية في الصين بدأت عام 1958، وتركت آثارا كارثية بالنسبة للشعب، من اجل نقل البلاد إلى مصاف الدول الصناعية ويحاول المؤلف التدقيق في كافة السجلات القديمة والأرقام والإحصائيات، تتناول الحياة اللا انسانية التي رافقت تلك العملية.ولقد تضررت إثر ذلك كافة المزارع الجماعية، وأرغم ملايين من الناس على العمل قسراً، مع استخدام القسوة المطلقة كوسيلة لذلك ومنها تطبيق مبدأ المجاعة لمعاقبة غير القادرين على العمل. وقد ألغيت في تلك المرحلة مبادئ العدالة، وتولى القيادة، أعضاء بارزون في الحزب، وكما كتب احدهم،"من غير الممكن عدم ضرب الناس حتى الموت".وفي ظل الحكم شبه العسكري الذي سيطر على الصين بدت الحياة صعبة للغاية، وأصبح حكم الإعدام ساري المفعول بشكل مستمر.ومنذ عام 1927 والى 1949 ، شنّ ماو وأنصاره حملات بلا رحمة ضد معارضيه، الذين اتسموا بدورهم بالعنف. وبعد ذلك بدأت الحملة الاقتصادية، وكان من المطلوب أن يكون العمال- الصناعيون والفلاحون مستعدين للتضحية من أجل المبدأ الذي وضعت من اجله تلك الخطة. وكل من رفض الانصياع، عليه أن يدفع حياته ثمناً من أجل تلك القضية الوطنية العليا!لقد تفشّت المجاعة في تلك المرحلة من الزمن، وبدأ البعض من الناس، يأكل الطين من أجل سدّ الجوع.وكان هدف الصين آنذاك التفوق على بريطانيا في صناعة الحديد، متجاوزة بذلك الحقائق الموجودة. وبدأ الإعلام الصيني في بث تقارير مزيّفة عمّا يتناوله الفرد يومياً من وجبات غذائية، في الوقت الذي بدأت الصين في تصدي الغذاء، مع انتشار المجاعة فيها.إن كتاب ديكوتر، خال من (الميلودراما) التي شابت عدداً من الكتب التي صدرت سابقاً عن تلك الأعوام التي اجتازتها الصين. كما انه يتناول الصراع ما بين الاتحاد السوفييتي (سابقاً) والصين الشعبية، وذلك بسبب ميل ماو تسي تونغ للسيطرة الكاملة على الصين مع الرفاق المقريين منه.وعندما وصلت الصين إلى شفا الهاوية، أحسّ بعض القادة بضرورة التنبيه للأمر. وليو شاوكي، كان أول من أحس بما يدور في أنحاء البلاد، وذلك عقب زيارته مسقط رأسه ومشاهدته الأحوال المزرية للإنسان. وبعد عودته تحدث مع قيادة الحزب بشأن الموضوع، وبدأت حملة لتصحيح الأمر. ولكن ماو لم ينته إذ بدأ بعد أربعة أعوام، إطلاق حملة باسم،"الثورة الثقافية"، كان من أولى ضحاياها،"ليو"، الذي طارده الحراس الحمر حتى وفاته عام 1964.وما تزال،"الثورة الثقافية"، في ذاكرة الناس، ومن ذهب ضحيتها من الناس، وخاصة تلك المذبحة التي حدثت في بكين في الـ4 من تموز عام 1989.إن الشعب الصيني يبدو مختلفاً اليوم. وهو يرفض الايدولوجيا على حساب الفرد. ومع ذلك فإن الحزب الصيني ما يزال يعتبر ماو جيداً بنسبة 70% وسيّئاً بنسبة 30%. أما المؤرخون الصينيون فيرون أن الحقائق لا يمكن تسجيلها في الوقت الحاضر، والوقت ما يزال بالنسبة لها، وذلك لأن ماو، هو الرئيس الصيني الأول للنظام الذي تشكل عام 1949، وأن اللاحقين هم الورثة.عن/ الغارديان
أعــوام المجاعــة فــــي الصــين
نشر في: 25 يوليو, 2011: 05:19 م