حسام مصطفى الحملة التي يقودها السيد مقتدى الصدر لتطهير تياره وتحديداً جيش المهدي من المفسدين والمجرمين ، تأتي انسجاماً مع المطالب الشعبية ، من الجماهير الشيعية قبل غيرها ، من الانتهاكات الفظيعة لحرمات الناس، ومن القتل لأتفه الأسباب ومن الاعتداء على حريات العالم الشخصية والعامة، بل وتقاسم الناس أرزاقاهم، تحت طائلة التهديد والتهجير بل والقتل والاختطاف
كل ذلك كان يجري تحت مظلة التيار الصدري وجيش المهدي، ولأن الناس مغلوبة على أمرها أمام مسلحين ومجرمين وغير خاضعين لتوجيهات السيد مقتدى الصدر أصلاً في العمل من أجل الجماهير ، فإن هذه الجماهير المغلوبة ، بقي صوتها خافتا ، حتى أمام الحكومة التي كانت بعض أجهزتها الأمنية (تغلّس)عامدة متعمدة عن كل الانتهاكات التي كانت تجري باسم التيار والسيد مقتدى الصدر براء منها تماما . ويعترف قيادي في احد الاجهزة الامنية لم يذكر اسمه للصحافة " ان وزارتي الدفاع والداخلية مخترقتان بالكامل من قيادات هذه الجماعات . للأسف يمكنهم ان يمسكوا بأي شخص في بغداد"!! يقول قيادي في التيار الصدري في تصريح صحفي " ان السيد مقتدى الصدر اراد ان يشارك الجميع في إخراج المفسدين والمنشقين من خلال وضع آلية تعتمد على ان يقدم اي شخص شكوى ضد اي مفسد في التيار يكتب فيها اسم المفسد الثلاثي وعنوانه ورقم الهاتف إذا امكن ،إضافة إلى الاسم الثلاثي للمشتكي وعنوانه وهاتفه "، ورغم سلامة التوجهات إلا إنني اعتقد أن الفقرة الأخيرة الخاصة باسم المشتكي وعنوانه ربما تميّع القرار أو تمتصّ فاعليته ، لأن موضوعا من هذا النوع يحتاج أساسا إلى ثقة مطلقة بين الشاكي وجهة تسلم الشكوى . والمفيد ان الاخوة في التيار الصدري يعرفون جيدا من هم المفسدون والمجرمون والمتجاوزون على حقوق الناس ، خصوصا وان الموضوع اتخذ أبعادا خطيرة ، يقول رئيس هيئة اركان عمليات بغداد اللواء الركن حسن البيضاني " ان جماعات في جيش المهدي تحولت الى مرتزقة ليس لها ايديلوجية ولا أهداف محددة".للحقيقة نقول إن مبادرة السيد مقتدى يجب ان تتطور باتجاه وضع معايير الانتماء الى الاحزاب لتكون عناصر فاعلة في خدمة الناس وليس ابتزازهم باسم الحزب الفلاني والكتلة العلانية . الواقع يقول ان الجماهير تعاني حقيقة من منتسبي الاحزاب النافذة في كل مجالات الحياة ، لأنهم يستخدمون انتماءهم لمصالحهم الشخصية ومصالح الاقارب وأبناء الطائفة والعشيرة مما خلق نفورا عاما من الذين يرغبون حقا في خدمة وطنهم من الأحزاب المتنفذة التي يتقاتل منتسبوها على الوظائف الحكومية مزيحين الآخرين من أصحاب الكفاءات الذين لاانتماء لهم لأيّ من الأحزاب التي تلعب في البلاد ( شاطي باطي ) كما يقال في العامية . من المؤكد ان السيد مقتدى الصدر قد فاض به الكيل من أولئك الذين يلبسون لباسه ويدّعون تمثيلهم لتياره المشهود له تأريخا في مقارعة نظام صدام الدكتاتوري ، لكن الامر اختلف بعد السقوط لأن المنتسبين الجدد قد ركبوا الموجة والكثير منهم من ازلام النظام السابق من عتاة المجرمين والقتلة والفاسدين .خطوة مهمة للتيار الصدري الذي نتمنى أن نراه عاملا فاعلا في تطويرالعملية السياسية في البلاد ، وهي مهمة لايستطيع القيام بها على أتمّ وجه ما لم يطهّر صفوفه ، وهو ما يقوم به اليوم ، من كل الذين يريدون تشويه صورته ومن الذين يعتقدون ان الانتماء للتيار هو الطريق للامتيازات والسطو على حقوق الناس ومصالحهم وليس العكس تماما !
مقتدى الصدر.. مرحلة التطهير
نشر في: 25 يوليو, 2011: 05:22 م