 أربيل  / نوزت شميدين  تشهد مدن كردستان توسعاً كبيراً ومهماً في عدد ( المولات ) , بما يعكس مستوى التطور الاقتصادي للإقليم وفي مختلف الصعد . واشار عدد من المسؤولين والمواطنين الى النتائج الايجابية التي حققها هذا التوسع في انشاء المولات , بما توفره من فرص عمل ومراكز تسوق حضارية , رغم ارتفاع اسعار البضائع فيها , ما يجعل روادها مقتصرا على ذوي الدخول العالية .
فقد قالت المواطنة هيفاء الخالدي إنها انبهرت بالمراكز التجارية والمولات عندما كانت تقضي إجازه الصيف في أربيل. واشارت الخالدي، التي تسكن في مدينة بغداد وجاءت لقضاء عدة أسابيع للاصطياف في إقليم كردستان "لقد بهرتنا الأسواق في المحافظة. هناك عدد كبير من الأسواق واختيارات كثيرة للمتسوقين. وهذا شيء جيد".وأضافت "في بعض الأيام نذهب الى المولات للتمتع بالموسيقى والجو اللطيف في حدائقها. ويمكن للسياح التمتع بالمطاعم الممتازة في المولات أيضا. بالتأكيد أن المولات أصبحت وجهة للسياح مثلها مثل المصايف والحدائق العامة".وأكد مسؤولون في إقليم كردستان أن تزايد الفرص الاستثمارية في الإقليم شجع الشركات العراقية والعالمية على الدخول في السوق الوطنية، وأعطى المسؤولين زيادة عدد المولات التجارية في محافظات إقليم كردستان مثالا على تلك الإستثمارات.وقال عزيز إبراهيم، مدير عام دائرة التجارة في وزارة التجارة في الإقليم بحسب موقع حكومة الإقليم  KRG  ، "إن إفتتاح المراكز والمولات قبل كل شيء مسألة حضارية. واغلب الاسواق التي يتم افتتاحها في الاقليم حاصلة على وكالات عالمية".يذكر أن أعداد المولات التجارية قد ارتفع في السنوات الأخيرة في الإقليم. فحسب تقارير وزارة التجارة فإن محافظة أربيل وحدها تحتضن 11 مولا ومركزا تجاريا كبيرا و 50 سوقا تجاريا و 200 سوق صغير (ميني ماركت). وجميع هذه المراكز التجارية تقدم مختلف البضائع ومن مختلف المناشئ العالمية.وأكد إبراهيم أن الجانب الإيجابي الآخر في إفتتاح مزيد من المولات التجارية هو توفير فرص عمل كثيرة للمواطنين العراقيين.وأضاف "مع تكاثر افتتاح المولات، ترتفع المنافسة في الاسواق أيضا، وهذا أمر ايجابي جدا يعود بالمنفعة على الستهلك. ولذلك فإن سياسة وزارة التجارة تدعم روح المنافسة والجودة والنوعية".وأغلب هذه المراكز التجارية بنيت كمشاريع استثمارية من قبل شركات عراقية وعربية وعالمية، بينها نازه مول وهولير مول وفاملي مول ومجدي مول وتابلو مول.وتحتوي بعض هذه المراكز على مرافق ترفيهية كثيرة، كالمطاعم الحديثة ومساحات خضراء.وقال هيرش محرم، رئيس هيئة الاستثمار في الإقليم، "تدعم هذه المراكز التجارية الحركة الاقتصادية في الإقليم ووفرت تسهيلات كاملة للمواطن للتسوق وشراء جميع الإحتياجات في مكان واحد".وأضاف محرم "تعتمد هذه المراكز التجارية على المواد المستوردة. وللأسف الشديد ليس هناك انتاج وطني كبير يمكن عرضه فيها والمنافسة مع البضائع المستوردة. لكن هذه بداية النهوض الاقتصادي ونعتبرها البنية التحتية والنهوض بالجانب الاقتصادي ودعم الصناعات الوطنية".وأكد سمير عبدالله، وزير السياحة في الإقليم، أن المراكز التجارية والمولات الحديثة التي إنتشرت في الإقليم أصبحت وجهة سياحية يقصدها أغلب السياح القادمين إلى الإقليم.وأوضح عبدالله "إن الانفتاح في المجالات الإقتصادية يكون له تأثير ايجابي على السياحة، وخصوصا الاسواق والمولات حيث ينعش الاقتصاد ويكون حافزا لتطوير السياحة. بدورهم، قال مواطنون وسياح في الإقليم إن توفر المراكز التجارية الحديثة في الإقليم ينفي الحاجة إلى السفر خارج العراق للتسوق وشراء البضائع ذات الماركات الشهيرة.وقال سوران علي، ويعمل سائق سيارة أجرة في أربيل، "وجود هذه الاسواق والمولات امر مهم جدا. نحن كمواطنين استفدنا كثيرا من هذه التجربة، حيث أن عملية التسوق اصبحت امرا بسيطا جدا ولانحتاج إلى الذهاب الى عدة مراكز لشراء جميع احتياجاتنا".وأضاف علي "أنا دائما اصطحب عائلتي ونذهب إلى المولات، ليس للتسوق فقط وإنما لقضاء الوقت والتمتع بما تقدمه من خدمات ترفيهية".