وديع غزوان سؤال بسيط لكنه كبير في معناه وواسع في مدلولاته، إذ يتداوله كل عراقي يومياً ليعبّر من خلاله عن احتجاجه على تقاعس الأداء الحكومي والبرلماني في آن معاً وسط ما نعيشه من أزمات لها أول وليس لها آخر . فرغم كل ما سمعناه من وعود وشعارات وبرامج ظل الحال على ما هو عليه من دون أي بارقة أمل في أن تحقق الفترة المتبقية من الاربع سنوات أي تقدم. ففي كل يوم ينشغل سياسيونا بقضية خلافية جديدة، ينظّرون لها ويجتهدون في تصعيدها ،
وكأن الأمر لعبة يستثمرونها لإلهائنا نحن المواطنين المساكين عن ازمات ظلت حلولها مؤجلة دون ان نعرف سر ذلك غير اللاأبالية والفساد وعدم محاسبة المقصر وإلا فما هو العائق امام حل مشكلة الكهرباء التي صارت معضلة في كل انحاء العراق عدا إقليم كردستان الذي تجاوزها ؟ ولماذا هذا الوجه الشاحب لبغداد وهي عاصمة البلاد بكل ما لديها من إمكانات في حين ان أربيل شهدت نهضة عمرانية كبيرة يلمسها الزائر بسهولة ودون عناء ؟ماذا قدمتم؟ إنها صرخة شعب كان يأمل ان يكون المسؤول في العراق الجديد الذي حلم به اول من يبادر الى محاسبة نفسه ومراجعة ما قدمه في نهاره وليله للشعب الذي أقسم أغلظ الأيمان على أن يكون مخلصاً له . انه سؤال كل مواطن انتهكت حقوقه وسط مظاهر الخوف التي يريد البعض إشاعتها بمختلف الوسائل لإضاعة حلم طالما راود الملايين بوطن يشعر فيه اهله بالأمن والطمأنينة، وسؤال الأرملة وهي تنتظر الايام الطوال لتسلم راتب لايغني ولا يسمن من جوع ، والعاطل الذي صدّق بتوفر درجات للتعيين على أساس الاستحقاق ، فذهب للمقابلة ليفاجأ بأن أوامر تعيين أقارب المسؤولين وحواشيهم قد سبقته وأن ما ينشر على المواقع الالكترونية ليس إلا إجراء لذر الرماد في العيون . ماذا قدمتم ياسادة ؟ واين هي مرتكزات الدولة المدنية ؟ واين نتائج التحقيق في الاموال المسروقة ؟واين هي القوانين والخطط ؟ وأين وأين ؟لانظن بأنكم عابئون بسيل الاسئلة هذه أوغيرها، فأنتم ولله الحمد لاهون عن اوجاع الشعب بمجلس السياسات الستراتيجية تارة وبإشغال المناصب الأمنية تارةأخرى وبترشيق الحكومة الذي صار الشغل الاول والاخير لكل الكتل حالياً وكأن اعضاءها كانوا في غيبوبة عندما رفعوا اصابعهم بالموافقة عليها ! مؤسف ان نكتب بعد ثماني سنوات عن القهر والضيم والحيف الذي نشعر به بومياً ، بدلاً من الحديث عن شيء تحقق نقنع به أنفسنا بأنه يقرّبنا من حلم العمر الطويل بدولة ديمقراطية يحترم فيها المواطن ، ونتألم أكثر ونحن نرى في تصرفاتكم كل هذا الغي والغرور والتعالي فنسيتم من نحن ومن انتم وباعدت بيننا وبينكم الاهواء والمناصب . . راجعوا انفسكم وتذكروا وعو دكم واقتربوا منا بكلمة ندم صادقة .. ولاتنسوا ان من لايحب شعبه ويعمل لأجله لايستحق أن ينتسب له واعتبروا من تجارب من سبقكم وهي كثيرة ولا تنسوا واجباتكم فتخسروا .
كردستانيات :ماذا قدّمتم؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 25 يوليو, 2011: 08:05 م