TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن: صخام الوجه

نــص ردن: صخام الوجه

نشر في: 25 يوليو, 2011: 08:51 م

  علاء  حسنإضافة لما رصدته "عين "زميلي عبد الخالق كيطان أمس" سفارات ووزارات"  اعترف اكبر مسؤول في الحكومة ، بان معظم السفراء العراقيين في الخارج يعملون لصالح أحزابهم، والأمر ليس غريبا إطلاقا فالوضع في الداخل انسحب الى  سفاراتنا وممثلياتنا الدبلوماسية في الخارج ، وأكثر من ستين سفيرا تم اختيارهم في الدورة التشريعية السابقة بموجب معادلة حسابية لكل حزب سفير ، أما الأحزاب الكبيرة والمتنفذة فلها الحصة الأكبر ، وما أثار الدهشة والاستغراب وقتذاك ترشيح محافظ تبرع بمنح قبور للصحفيين من ضحايا العنف ، وآخر كان يترأس مؤسسة رسمية تحيط به شبهات التورط بقضايا فساد مالي وإداري ، وبعد انجاز الصفقة انضم السفراء لدورة نظمتها وزارة الخارجية استمرت ستة أشهر ، ليكونوا مؤهلين للعمل الدبلوماسي على وفق "النظرية العراقية " في تقاسم المناصب .
قبل أن يعلن المسؤول الكبير في الحكومة اعترافه بضعف أداء السفراء ، كان وزير الخارجية يتحاشى إعطاء الرأي الواضح بسفرائه في العواصم العربية والأجنبية ، ويتجنب الإشارة الصريحة والواضحة ، لأنه يعلم قبل غيره بان اختيار السفراء تم بصفقة حزبية  تحت قبة البرلمان .العراقيون القادمون من الخارج والمقيمون هناك ينقلون قصصا عن واقع بعض سفاراتنا ، فيصفونها بأنها تعمل لحساب جهة انتماء السفير ، وبعضها مازال محتفظا بموظفين ملتزمين بسياسة النظام السابق والتعامل مع أبناء الجاليات العراقية في الخارج لا يختلف عن أسلوب عناصر السيطرات المنتشرة في بغداد ، وبعض سفاراتنا تحرص على إحياء شعائر دينية لتعزيز الروح الوطنية ، وتبديد الشعور بالغربة بطبخ الهريسة والزردة .الكثير من الأحزاب العراقية تضم بين صفوفها كوادر وكفاءات مؤهلة لتولي منصب اكبر من سفير ، لكن المعادلة السائدة لم تعتمد هذا المعيار ، وفي مراجعة سريعة لقائمة الستين سفيرا ستجد احدهم مقربا من  قائد سياسي ، وآخر ابن عم رئيس الكتلة ، وثالثا صهر الأمين العام ورابعا ابن خالة المرشد الروحي للحزب ، وعلى مستوى أدنى من السفراء استحوذ أقرباء المتنفذين على وظائف في السفارات ، بدءا من عناصر الحماية وحتى الفراش والجايجي ، وهؤلاء اصطحبوا أسرهم معهم بعد أن حصلوا على جوازات سفر دبلوماسية .المسؤول الكبير وقبل أن يعلن أسفه على أداء السفراء يستطيع أن يكشف  وبصريح العبارة أسماء معرقلي تطوير الدبلوماسية العراقية ، ويذكر أن هذا السفير المرشح عن الحزب الفلاني "صخم وجوهنا في الخارج " وباستطاعة المسؤول إن كان مؤمنا بحق  توفير المعلومة أن يعلن أسماء جميع العاملين في السفارات ، وحينها سنلطم على رؤوسنا لان اغلبهم من أبناء وأقارب سياسيين ومسؤولين ، وبعضهم لا يحمل الجنسية العراقية ، لكن المسؤول الكبير والجبير الله عاجز عن فتح هذا الملف الخطير ، خشية فتح النار على حزبه.بعد سقوط النظام السابق وإعلان تشكيل مجلس الحكم ترأس اياد علاوي الحكومة المؤقتة ، وضمت وزراء رشحوا من قبل أعضاء المجلس ، منهم من صدرت بحقهم مذكرات قضائية لاتهامهم بقضايا فساد ، ومنذ ذلك الوقت اعتمد هذا الأسلوب في توزيع المناصب وتحول من  تقاسم شخصي الى حزبي ومذهبي ، وبالضربة القاضية  بقبضة النخب السياسية سقطت مؤسسات الدولة العراقية .يبدو أن المسؤول الكبير يخشى الخوض في التفاصيل لبيان أسباب ضعف أداء بعض السفراء ، لاعتقاده بان الخوض في هذا الموضوع سيحرجه أمام الحلفاء والشركاء ، وسيتعرض للعتب في حال كشف ممارسات السفير الفلاني ورفضه الإشارة لسفير حزبه ، وأمامه إمكانية تسريب  وثائق لوسائل  الإعلام عن حال السفارات العراقية في الخارج ليقدم دليلا واضحا عن أسباب انزعاجه  من السفراء ، ويتخلص من الوقوع بالحرج أمام الحلفاء والشركاء ، ولكن هذه المهمة صعبة جدا ، إن حزب المسؤول الكبير يقف وراء ضخام وجه الدبلوماسية.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram