TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كتابة على الحيطان: القصف الإيراني والصمت الرسمي المريب!

كتابة على الحيطان: القصف الإيراني والصمت الرسمي المريب!

نشر في: 25 يوليو, 2011: 09:49 م

  عامر القيسيمنذ أكثر من عشرة أيام والجيش الإيراني يوصل قصفه للقرى والمناطق العراقية الحدودية  في إقليم كردستان وسط صمت حكومي مريب ،والذي أدى إلى هجرة عوائل بأكملها من قراها وتدمير تلك القرى العراقية بحجج واهية قديمة ومستهلكة هي " محاربة أحزاب كردية معارضة للنظام الإيراني ".
 وتتواصل هذه الاعتداءات ، مع ما تخلفه من مآس إنسانية لمواطنين عراقيين بسطاء  من فقدان الأبناء إلى حرق أراضيهم الزراعية إلى تدمير بيوتهم ، وسط صمت حكومي مريب لا يمكن تبريره تحت أي واجهة كانت  ، حتى إن اللجنة الحكومية المكلفة بمتابعة الموضوع والتي زارت المناطق المنكوبة بالقصف الإيراني ، صرح احد مسؤوليها قائلا لوسائل الإعلام " إن الذي يحدث هو قصف وليس توغلا داخل الأراضي العراقية "!! وكأننا بالسيد المسؤول ، يريد أن يرى وحدات من الجيش الإيراني تعسكر داخل الأراضي العراقية لكي يعلن موقفا شاجبا ، إن فكر بذلك أصلا !!السفير الإيراني في بغداد يقول لوسائل الإعلام إن مسؤولين في الحكومة العراقية أقروا بـ "حق" الجيش الإيراني بملاحقة " المتمردين " أينما كانوا ، ولم نسمع من أي مسؤول عراقي تكذيبا لتصريحات السفير الإيراني ، وهو موقف لا نستغربه من الحكومة التي بقيت صامتة أيضا على الكثير من تدخلات الدبلوماسيين الإيرانيين في العراق في الشأن العراقي ، في محادثات تشكيل الحكومة وفي الموقف من وجود القوات الأميركية في العراق ، فضلا عن التقاء السفيرالإيراني مع أعضاء ما يسمى بنقابة الصحفيين في مقر النقابة نفسها وإعلان دعمه لها !! الأدلة والشواهد كثيرة على الصلف الإيراني في التدخل في الشأن العراقي ، لكن ما يثير استغرابنا هو الموقف الحكومي الذي يفسره الناطقون باسمها بأنه سياسة " الدبلوماسية الهادئة " !!ورغم كل الاحتجاجات الجماهيرية الكردية والعربية على حد سواء من زاخو إلى الفاو التي أدانت الاعتداءات الإيرانية ، ورغم التقارير المصورة عن مآس يعيشها المهجرون في المناطق التي تعرضت للقصف ولا تزال حتى اللحظة ، ورغم اعترافات القادة في إيران حتى بنصبهم ربايا على قمم جبال عراقية ، ورغم مطالبات حكومة إقليم كردستان الحكومة العراقية المركزية اتخاذ موقف من هذه الاعتداءات إلا أن الحكومة العراقية تغط في نوم سياسي عميق لا احد يعرف أي صوت سيفيقها منه !! وكأن الموضوع ليس قريبا منها ولا تسمع أذنها دوي المدافع وأزيز الرصاص ولا صرخات الأطفال والنساء ولا تصلها قصص المآسي الإنسانية التي يعاني منها المهجرون وهي قصص مؤلمة وحزينة  .المصيبة السياسية الحقيقية هي أننا نعطي إشارات واضحة للجيران وللآخرين بأننا متفر

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram