باسم عبد الحميد حموديهكذا يرحل وحيدا ذلك القاص والسينارست الوديع والعميق الثقافة والقليل البحث عن الاضواء ..عبد الإله رؤوف الجلبي.هو –رحمه الله – استاذ اجيال في ثقافة الطفل وهو ايضا من اوائل المساهمين  في بناء هذه الثقافة عبر مطبوعي مجلتي والمزمار حيث التحق بالعمل في (مجلتي) منذ السبعينات عندما كانت مجرد مطبوع يتبع مديرية الثقافة العامة ،أيامها كان هذا المطبوع الراقي ثقافة طفلية يشق طريقه كخبرة عراقية في صراع غير معلن مع مطبوعات غرندايزر – سمير-  ميكي وسواها، وكانت مجموعة العاملين الرئيسيين تضم الذوات : ابراهيم السعيد وصادق الصائغ وسهيل سامي نادر وحميد ياسين وخالد يوسف   وعدنان حسين وفاروق يوسف،و يساهم معهم الرسامون صلاح جياد وفيصل لعيبي وضياء الحجار وعبد  الرحيم ياسر و طالب مكي وبسام فرج  وأديب مكي وسواهم  .
 كان عبد المجيد لطفي و فاروق سلوم وفرج عريبي وسامي الزبيدي وجعفر صادق وكاتب هذه السطور اضافة للرسام علي المندلاوي يعملون على القطعة ،إما لكونهم موظفين في دوائر اخرى او باعتبارهم طلبة جامعيين مثل  سلوم والمندلاوي .  المهم أن ثقافة خاصة بأطفال العراق قد تشكلت وكان  عبد الاله من أعمدتها حتى أحيل الى التقاعد بعد أكثر من ثلاثين عاما عاش فيها وسط تلك المؤسسة التي تلاقفتها الاهواء وابتعد منها من ابتعد بل وغادر العراق لمواقفه التي تقاطعت مع النظام في وقت ظل فيه عبد الاله وسط المعمعة محاولا الحفاظ على رأسه قريبا من (شيبوب) و(جحا) والشخصيات التي يبتكرها لقرائه الصغار سعيدا أنه يعيش حلمه الذي تحقق بامتلاكه روح المغامرة الهادئة وحيوية القدرة على نقل مفارقات البشر الى مغامرات تعليمية تحذر بلباقة القراء الصغار من السيئات وتدافعهم للتعاون والمحبة .   الجلبي الراحل متخصص بالتاريخ ترك التدريس لصالح  العمل في ثقافة الطفل ومن اجله وقد رحل الى عمان منذ سنوات وقد اشتد به المرض حتى رحل عن عالمنا منذ ايام .الرحمة والذكر الطيب  لأبي نور والبركة في الرواد الاحياء الذين لابد لهم من أن يتذكروه دوما.