TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > على هامش الصراحة: شبابيك أربيل!

على هامش الصراحة: شبابيك أربيل!

نشر في: 26 يوليو, 2011: 08:36 م

 إحسان شمران الياسريلم أذهب إلى أربيل انطلاقاً من بغداد بالسيارة إلا في هذا الشهر، وقد استغرق الوصول إليها نحو (ست) ساعات، مضى ثلثاها في المسافة بين بغداد وكركوك وسُدسها في نقطة الدخول إلى المدينة التي تمنح الناس (سمات) الدخول.. فيما استغرق السير بين كركوك و أربيل نحو ساعة ونيّف.
ولا أُريدُ الحديث عن أربيل في هذهِ الأسطر، لأني سأفعل هذا في محاولة ثانية، بيد أني سأكتب عن نقطة التفتيش (السيطرة) التي تستقبل الوافدين إلى المدينة بإجراءات بدت للوهلة الأولى مؤلمة وتبعث على الغرابة، فأنت تدخل مدينة عراقية بسمة دخول بكامل المواصفات!!و عليك أن تتنقل بين (شبابيك) النقطة التي تمنحك بالنتيجة ورقة موقعة مؤشر عليها عدد الأيام التي يُسمح لكَ فيها بالإقامة في الإقليم.كان هناك المئات من الراغبين بالدخول إلى المدينة والمصطفين بطوابير طويلة أمام عدد من الشبابيك. غير إن إحساسي بالغربة والاعتراض على هذا الإجراء أخذ يتبدد رويداً رويدا وأنا أقنعُ نفسي بأن البديل الآخر لمثل هذا الإجراء، هو أن تكون فوضى الدخول إلى الإقليم، أو المرور من خلاله، مجرد نُزهة لكل عابث قد يحلو له العمل كما يشاء، مثلما فعل أقرانه في مدن عراقية أخرى دفعت ثمناً لاسترخاء المسؤولين عن أمننا وسلامتنا.وتبددت غربتي واعتراضاتي، ثم تلاشت عندما دخلتُ عالماً فسيحاً من الجمال والبناء اسمه (أربيل).. كانت مقارنتي ممكنة، بل عصيّة في بعض الأحيان، مع مدن جميلة وفخمة مثل اسطنبول وعماّن ودبي وأبو ظبي.. وكانت تلك المدينة المتمددة حد العجب، تتغلب بالجمال والتنظيم على مدينة عريقة كـ (بيروت)، وتسبق بكثير الأحياء الراقية لمدينة عجيبة مثل القاهرة. كانت سمة الدخول في جيوبنا هوية المدينة التي تراضت مع الخيار الصعب من أجل أمنها، ولحماية الوافدين إليها من كل بقاع الأرض.. ومرة أخرى فكرت بحال المدينة الآمنة لو إننا دخلناها لمجرد إلقاء التحية على جنود (السيطرة)، وكم من مارق وقاتل يمكنه فعل ذلك يومياً مع عشرات المداخل والمخارج ونقاط التفتيش.وارتضيت أن تبقى سمة الدخول لـ (أربيل)، ومثلها لمدن أخرى، حتى يأتي زمن نتطامن فيه مع الأمن، وتتركنا أيدي الشر.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram