TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كردستانيات :في معنى الشراكة

كردستانيات :في معنى الشراكة

نشر في: 26 يوليو, 2011: 09:10 م

وديع غزوان في ما يستعد مجلس النواب لتضييف رئيس الوزراء نوري المالكي في جلسته التي ستعقد السبت , تتصاعد حمى التصريحات النارية بين العراقية ودولة القانون  ما يجعل الغالبية من المواطنين  لايتوقعون أية نتائج ايجابية من هذه الجلسة وغيرها والتي لاتعدو بحسب رأي الكثيرمنهم ان تكون
 اجراءً شكلياً ربما يسبقه نوع من الترضيات والاتفاقات  المرحلية . في الدول التي تحترم ارادة مواطنيها  واصواتهم يكون لمثل هكذا جلسات وقع خاص واهتمام استثنائي , لانها ستفضي الى نتائج وحلول بعد ان يأخذ البرنامج الحكومي استحقاقه الكامل من النقاش الذي يستغرق في الغالب اكثر من جلسة .  المهم ان الاخبار تتحدث عن جلسة ساخنة ستكرس لمناقشة موضوع الترشيق الحكومي وبرنامج الوزارات  وبحسب ما اشيع مناقشة العلاقة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية  , مع اصوات تطالب بحسم موضوع الوزارات الامنية قبل الجلسة وهو امر مستبعد في ضوء ما يترشح من معلومات لحد الآن تفضي بتفاقم الخلاف بين  العراقية والقانون .  وفي ضوء صورة قاتمة  تفرضها حالة التأزم وما يرافقها من تهديد طرف بسحب الثقة من الحكومة و اعلان الطرف الآخر عدم امكانية تنفيذ ذلك , ودعوات اخرى تضغط باتجاه حسم موضوع الوزارات الامنية من خلال التوافق , نجد انفسنا مضطرين الى تبني عدم التفاؤل ازاء جلسة تحكمها عقلية الترضية بين المتصارعين  والمصالح  بينهم التي تغلب على الموقف الصحيح , المنسجم مع رغبة وطموح غالبية الشعب , الداعي الى تفعيل دور مجلس النواب كمثثل للشعب وكمراقب لأداء الحكومة , ليس بمعنى الضعف او التقليل من دورها الذي كفله الدستور , بل كعين تنبه على مواقع الخطأ وتسعى الى تصويبه , وهذا ما نفتقده مع الاسف . فمجلس النواب بشكل او بآخر هو ساحة مبارة اخرى بين الكتل ومحاولة حصول كل طرف على مبتغاه , وليس منبراً تجري فيه مناقشة القضايا الحساسة بموضوعية , كما ان الحكومة هي الاخرى ونعني بعض اطرافها , ما زالت ،كما يبدو، لاتستسيغ  مجلس نواب مراقبا ومحاسبا , وهي مشكلة اخرى تؤثر سلباً على مسيرة الديمقراطية التي نسعى الى تحقيقها . في إقليم كردستان  تم حسم جزء من هذه المشكلة  , عندما تشكل برلمانه في دورته الحالية بصيغة احزاب سلطة واخرى معارضة , وهو ما يعطي التجربة الكردستانية قوة , رغم عدم نضوج فهم واضح للمعارضة لحد الآن , وتداخل الطروحات بين المواقف الحزبية الصرف والموقف الجماهيري العام . دون ان يلغي ذلك تراكم الاخطاء في بعض الاجهزة والمرافق الكردستانية وتأخر معالجتها رغم ان القائمة الكردستانية المتكونة من الاتحاد  الوطني والديمقراطي الكردستانيين قد نبهت اليها منذ وقت مبكر جداً . الآن ونحن ننتظر جلسة تضييف رئيس مجلس الوزراء البر لمانية , نعتقد ان على الكتل  , ولكي تضمن نجاحاً نسبياً لها , عليها ان  تجعل منها مناسبة لمناقشة مفاهيم ما زالت ضبابية عن الشراكة الوطنية والمواطنة واللامركزية , وتضع ملامح طريق واضحة لاتقبل الاجتهاد للعلاقة بين السلطات لاتدع فيها مجالاً لاجتهاد البعض ومحاولتهم العودة بنا الى صيغ جديدة ومبتكرة من الاستبداد والتفرد , وبحسب فهمنا المتواضع والاولي فإن الشراكة لاتعني تقاسم الوزارات او مواقع النواب , بقدر ما تعني مشاركة ومسؤولية جماعية لبناء دولة تكون فيها الديمقراطية حقيقة واقعة وليست مجرد شعار .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram