عامر القيسي لا يحتاج المتتبع للوضع العراقي إلى كثير عناء ليكتشف أن الأمور في بلادنا تدار من قبل أناس لا يمتلكون نهائيا أي قدر من الإمكانات الحقيقية لبناء، الأصح، إعادة بناء دولة، وان لم تكن عصرية متحضرة!! والأدلة تقاس وتضرب مثالا على الفوضى غير الخلاقة التي تعاني منها كل نشاطات مؤسسات الدولة دون استثناء،
ولا فضل لواحدة على الأخرى إلا بسوء الإدارة والتنظيم والتخطيط. والنتيجة: مواطنون يعانون في أدق تفصيلات حياتهم اليومية، الكهرباء، الماء، الأمن، التربية، الصحة، حقوق الإنسان، الاقتصاد، الصناعة، الزراعة، وسلسلة طويلة من الإخفاقات، وسلسلة من القرارات الارتجالية لحل الأزمات تنتج لنا بصورة غريبة أزمة أو أزمات جديدة، وليس آخرها قرار تزويد أصحاب المولدات الأهلية بالكاز في "محاولة" غير مدروسة لتخفيف أزمة الكهرباء، والتي أنتجت لنا باعتراف رئيس الوزراء نوري المالكي، مزيدا من المتورطين بالفساد المالي والإداري، ودائما تمضي الأزمات وتعود برسم دفوعات المواطن الذي يكتوي بأزماتها.وزراء الحكومة وأعضاء البرلمان والنخب السياسية، بدون تردد، 99% منهم يفتقدون، ليس فقط إلى الخبرة، بل إلى الإرادة الحقيقية في بناء دولة حقيقية. وهذا الكلام ليس تجنيا على احد، ولا ينبغي على أي منهم أن يشعر بالامتعاض من هذا الكلام والتشخيص، والسبب واضح وجلي، لو وجه كل اللذين تعاقبوا على قيادة البلاد وتصدوا لعمليته السياسية، سؤالا محددا هو: ماذا جنينا منذ سقوط الدكتاتورية؟سيكون حديث السادة حتما عن الحريات، وهي ليست من صناعتهم، وإنما ارتكبوا بحق هذه الحرية المجازر عندما أشعلوا الشارع العراقي بالطائفية التي كادت أن تقضي على الجميع دفعة واحدة!! وللحقيقة فقد كانوا مشاركين فعليين في صب الزيت على النار في عز الفورة الطائفية!! وأجهزت حكومة المالكي على ما تبقى منها ولم يبق لنا من حرية ما بعد سقوط الدكتاتورية غير بعض هوامشها!!السادة اتفقوا واختلفوا وضيعوا الزمن من اجل المصالح الطائفية والعشائرية والمناطقية، وتركوا مؤسسات الدولة التي يقودونها غارقة في الوجه الآخر للإرهاب وهو الفساد المالي، بل أن الكثير منهم مشارك فيه والذي لم يشارك فانه لاعتبارات كتلوية يقف ضد المحاسبة ويعرقل الاستجوابات بل يتآمر من اجل إطلاق سراح حتى من ثبتت عليهم تهم الفساد المالي. رجال عاشوا ويعيشون على الصفقات والتسقيطات السياسية والمناكفات السياسية التي أخذت من زمن العراقيين الكثير وتركت لهم الأزمات التي تتوالد يومياً!!في كل سنة نقول، السنة القادمة ستكون أفضل، وخبرة السادة المسؤولين تزداد وتتراكم وسنؤسس لدولة تكبر ويفرح بها الخلق، ولكن "وا حسرتاه" ، لم نحظ لا على أبو علي ولا على مسحاته، ولا أكلنا العنب ناضجا ولا حصرما!! ولكي لا نتهم بالتشاؤم والنظرة الأحادية وعدم الفهم السياسي، نريد من كل من مسّه هذا الكلام من المسؤولين أن يدلنا على اسم دولة بالمعنى الحقيقي للدولة في العراق، ونستطيع ان نتنازل عن هذا المطلب، ونقول ليدلونا إلى خطة واضحة عند أي وزارة باتجاه البناء الصحيح لدولة "مالت أوادم"!!
كتابة على الحيطان :دولة بلا رجال دولة !!
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 26 يوليو, 2011: 10:52 م