متابعة/ المدى قال سكان الانبار إنهم محرومون من مشاهدة المسرحيات وارتياد صالات السينما في محافظة عانت سنوات من سطوة التنظيمات المتشددة. والأنبار كانت من ابرز المناطق حرمت فيها صالات السينما والمسارح وباتت بعدها معقلا لتنظيم القاعدة قبل تشكيل مليشيا عشائرية موالية للحكومة في العام 2006 بدعم من الجيش الأميركي، ونجحت في تقويض نفوذ التنظيم إلى حد كبير.
وقال شخص من سكنة الفلوجة أطلق على نفسه الفنان محمود الجميلي "هناك تخوف من المجاميع الإرهابية. من يرتاد المسارح بنظرهم مرتد عن الدين. يفجرون المسارح ويقتلون الشريحة الفنية". ونقلت وكالة كردستان للانباء عن الجميلي قوله "الأمن نوعا جيد. لكن الاستهداف موجود. فتلاحظ انعدام وجود أي مسرح ليس في الفلوجة. بل كل الانبار".وقال أيضاً "كانت لدينا (صالة) سينما وسط الفلوجة لكن تحولت بعد (عام 2003) إلى مقر لحزب سياسي. لم نجد بديلا. نحن تواقون لمشاهدة الأفلام السينمائية الهادفة. كل فنان يريد تطوير خبراته الفنية. هذا يتم خلال المسرح. لكن بالنسبة لنا ماذا نفعل؟".ولا يزال بعض أجزاء الانبار يشهد هجمات بين حين وآخر وخصوصا عمليات الاغتيال التي تستهدف في اغلب الأحيان أفراد الأمن.ويخشى السكان المحليون أن يكون تزايد وتيرة الهجمات في الانبار بشكل عام مقدمة لعودة نفوذ التنظيمات التابعة للقاعدة التي كانت تتخذ من الانبار منطلقا لها قبل تشكيل القوات العشائرية في العام 2006.وتبنى فصيل "دولة العراق الإسلامية" التابع لتنظيم القاعدة سلسلة التفجيرات التي هزت مدينة الرمادي قبل أكثر من شهر والتي أوقعت نحو 30 بين قتيل وجريح. وأضاف الجميلي "الإرهاب يهدد كل شيء؛ يمنع مشاهدة الأفلام العربية، يمنع الأجنبية، حتى يمنع التاريخية. للإرهابيين أفكار ظلامية لا وجود لها". "وما زاد الطين بلة غياب الدور الحكومي في دعم الشريحة الفنية وتوفير ما تحتاجه من مستلزمات ومكان ملائم ليكون مسرحا متكاملا" قال ذلك الجميلي. إلى ذلك قال علي الدليمي من سكنة الانبار ويعمل في مجال المسرح "المواهب الشابة فشلت في نشر ما تعلمته من ثقافة. العشائرية (الطابع القبلي) سبب. الإرهاب سبب. غياب الأمن سبب. الحرمان من المسارح سبب". وتابع "فرق كثيرة تعرض أعمالها الفنية في قاعات رياضية صغيرة. وربما في مدارس. هذا الأمر يسبب الحرج للفنان من انعدام وسائل الراحة وأجهزة الصوت والإضاءة". أما ديانا الجبوري من الرمادي فلم تبدو متفائلة وقالت "المرأة والفتاة في الانبار حرام عليها المشاركة في كل شيء. هذا باختصار شديد. الأسباب معروفة". "عندما نريد إقامة مناسبة وفعالية لها صلة بالمسرح فعلينا إيجاد مكان مغلق. نخشى التهديد من كل شيء، إرهاب، عشائر، عصابات".
سكان الأنبار: محرومون من المسارح.. وصالة السينما تحولت إلى حزب سياسي
نشر في: 26 يوليو, 2011: 11:04 م