TOP

جريدة المدى > سينما > فيلمان منها في آفاق كارلوفي فاري..تركيا بلغي جيلان في "كان يا ما كان في الأناضول

فيلمان منها في آفاق كارلوفي فاري..تركيا بلغي جيلان في "كان يا ما كان في الأناضول

نشر في: 27 يوليو, 2011: 05:59 م

قيس قاسمكارلوفي فاريوضع منظمو الدورة الـ 46 لمهرجان كارلوفي فاري الفيلمين التركيين "كان يا ما كان في الأناضول" و"أغلبية" ضمن برنامج "آفاق" متجنبين، على أغلب الظن، إشراكهما في المسابقة الرسمية،
لاحتمال خروجهما بجوائز محتملة تحرم البقية من فرص الفوز لاسيما وأنهما قد حصلا على جوائز مهمة في  مهرجانات عالمية كبيرة، وأيضا لأن آفاق سينما المناطق المتاخمة للحدود الأوربية الجديدة تعني كثيرا لجمهورهم الذي بدأ، والعالم معه، يدرك أهمية أعمال  مبدعي هذا الجزء الموصل بين أوربا وآسيا وبين ثقافات مختلطة قد تحتاج إليها القارة لتغيير صورتها المكرسة، المنغلقة على جغرافية تشهد رغم هذا  تغييرا، موضوعيا، في حقول الإبداع، ويكفي التذكير بفوز باموق بجائزة نوبل للآداب وخروج  صاحب فيلم "كان يا ما كان في الأناضول" نوري بلغي جيلان بجائزة لجنة التحكيم الكبرى في دورة  مهرجان "كان" الأخيرة.  تركيا بلغي جيلان فيها روح باموق، وعنوان فيلمه يشي بمثيولوجيا مكانية تخص تلك البلاد وفيه مقاربة مع عوالم "اسطنبول" و"ثلج" باموق، أيضا. لقد وصف صاحب نوبل التركي دوما مدينته بالحزينة والمعزولة في شتاء مثلج أو منزوية في سهول شاسعة تولد عند السائر فيها شعورا بالتيه واللاانتماء، وجيلان بدأ فيلمه من ذات المناخ في مشهدية واسعة يلفها الليل وتخترقها مصابيح سيارات تسير على غير هدى باحثة عن مكان لتقف فيه وتجد الحفرة التي دُفن فيها رجل، اعترف قاتلاه بجريمتهما ولكنهما يجدان صعوبة حقيقية في تحديدها لرجال الشرطة الذين كُلفوا في إيجاد جثة الشاب القتيل ونقلها إلى المشرحة في تلك الليلة الحالكة الظلمة! في البداية، وكعادته لا يفصح جيلان عن الحدث بل يتركنا نتعرف عليه عبر تفاصيل دقيقة وتطورات بطيئة، معتمدا على كاميرته بوصفها الوسيط لنقل مشاعر أبطاله وقصصهم، وبذلك يصنع لنفسه طريقة خاصة في سرد الحكاية، وربما لهذا سمى فيلمه "كان يا ما كان في الأناضول" ليوحي لنا بوجود قصة قد يختلف الناس في طريقة سردها ولكنها في النهاية تفضي إلى قتل فراغهم وتملأ جزءاً من حيوات يسودها الحزن وتقل فيها الضحكات، لهذا رأينا معظم الشخصيات في الفيلم تبكي نفسها، والموت كان دافعا شكليا عندهم، أكملوا به ما يحتاجونه للتعبير عن الأسى الكامن في نفوسهم وأيضا كمبرر لقبول فعل البكاء المتستر، الصامت من رجال يعاب عليهم وفق ثقافة شرقية البوح بمشاعرهم بهذا القدر من الإفصاح. بدت قافلة سيارات رجال الشرطة المصورة بلقطات واسعة وبعيدة وكأنها أجسام أرضية صورت من السماء، من علو لا صله له بالأرض التي تدوس عليها عجلات السيارات ومصابيحها التي كانت تضيء جزءا ضيقا من مساحة الظلام الواسع، وكلما توقفت ونزل الرجال منها بصحبة الأخوين كنعان ورمضان الباحثين عن حفرتهما كان الضوء يزداد سعة ويبدو المشهد أرضيا، هذه المرة، ولو مؤقتا. هل أراد بلغي جيلان ربط الموت بهاتين المنطقتين، بهذين المستويين من اختلاف الضوء ربما، لكن المؤكد أن إدارة الإضاءة كانت واحدة من أهم عناصر هذا العمل السينمائي المبهر كونها وَصلت المناخ النفسي ليس لرجال الشرطة بل ولتركيا كلها تقريبا، وهذا ما سيتضح بعد أكثر من ساعة عرض حين تظهر البلاد وهي تحت شمس ساطعة يتحرك وسط نورها نفس الرجال الذين بكوا بصمت في عتمة الليل لينقل لنا إحساسهم بالفجيعة والحزن العميقين في تحولات الليل والنهار الأزلية في بلاد الأناضول.rnامرأة.. وأكثرمع كل الترقب في معرفة مكان دفن الشاب ينقل جيلان الشد الدرامي إلى مكان آخر، تظهر فيه ولدقائق شابة في بيت والدها مختار القرية وهو يستقبل رجال الحكومة فيه. ظهور المرأة يغير بشكل مفاجئ  كل المناخ النفسي للرجال المتعبين ويسحبهم إلى دواخلهم متناسين وجودهم الحقيقي لائذين في صمت معبر عن حاجتهم إلى تكامل مع هذا الكائن الخارج عن حدود ذلك المكان. ثم وحتى لا يجر نفسه إلى بساطة وعادية يتركها لشأنها دون علاقة بأحد سوى في الفراغ الذي يضمها وفي خيال من رآها تحت ضوء مصباح زيتي لون وجهها بلون النار. إلى جانبها ظهرت امرأة ثانية، زوجة القتيل الشابة مع طفلها قرب مركز شرطة البلدة الذي سلموا إليه الجثة، وفق روتين وظيفي كان لابد منه لإنهاء إجراءات التفتيش والتحقيق. في المسار الطويل الأول وقبل طلوع النهار، وجدنا أنفسنا وقد فصلنا وفق تصوراتنا، أو هكذا طلب منا جيلان، أبطالا لنا من بين من الذين شاركوا في عملية البحث، منهم: الطبيب الشرعي والمحقق العدلي، لكن في الواقع أن لا أحد من هؤلاء وصل إلى درجة التماهي مع ذواتنا، لكونهم  وببساطة شخصيات عابرة، تنقصها قدرة الاقتراب من الآخر صراحة، كمَعلم بارز للشخصية التركية المنطوية على ذاتها والمتشاغلة بهمومها مع حاجاتها إلى البوح في كل لحظة، انها تركيا المتسترة وراء انتمائها التاريخي والمنفتحة على أوربا جديدة لا تقول حقيقة مشاعرها للذين تريد الانتساب إليهم، ولعل جملة واحدة فلتت من لسان المحقق وهو يهدئ ضابط الشرطة الذي ان

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

فيلم (الوحشي) للمخرج برادي كوربيت والبحث عن الحلم الأمريكي

"اللودج" يختارمشاريع ضمن النُسخة السادسة من برنامجه

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

مقالات ذات صلة

لـ
سينما

لـ "أنورا" حصة الأسد وأفضل فيلم وثائقي لمخرج فلسطيني في جوائز الاوسكار

متابعة المدى عاش طاقم فيلم "Anora" ليلة لا تنسى، في حفل توزيع جوائز الأوسكار الـ 97، الأحد، حيث فاز الفيلم بـ 5 جوائز، بما في ذلك أفضل فيلم، وأفضل ممثلة للنجمة مايكي ماديسون. وحصد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram