TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > كلاكيت: أسر الأحلام بناهي.. ريتسوس

كلاكيت: أسر الأحلام بناهي.. ريتسوس

نشر في: 27 يوليو, 2011: 06:00 م

 علاء المفرجيفي الدورة الأخيرة لمهرجان برلين السينمائي، وقفت النجمة الايطالية إيزابيل روسوليني رئيسة لجنة التحكيم تغالب دموعها وهي تقرأ رسالة المخرج الإيراني جعفر بناهي، عضو لجنة  التحكيم الذي تعذر عليه حضور هذه التظاهرة السينمائية، بسبب الأحكام التي صدرت بحقه مع مجموعة من زملائه، بتهم مختلفة.
وبناهي هو أحد أهم الأسماء التي نهضت بمجد السينما الإيرانية في العقود الثلاثة الماضية إضافة إلى كياروستامي ومخملباف وروسولوف وغيرهم.. بدأ مشواره في السينما مساعداً لكياروستامي، لينطلق في ما بعد معتليا منصات أهم المهرجانات السينمائية، كان، وبرلين، وفينسيا، مع أفلام مثل الدائرة، والبالون الأبيض والمرآة.نعيد ما ذكرناه هنا في مناسبة سابقة من السينما، كانت أحد أهم أدوات التحريض في الانتفاضة التي عمت إيران قبل عامين ولا يتجسد حضورها في ما صنعت حسب، بل من خلال مواقف رجالاتها أيضاً.. فمخملباف مثلاً كان صوت هذه الانتفاضة المنطلق من منفاه الباريسي، بينما كان زملاؤه يتوشحون بوشاحها الأخضر وهم يعتلون منصات التتويج في المهرجانات السينمائية.. في الدورة الخامسة لمهرجان دبي السينمائي في دورته عام 2009، وبعد عرض فيلمه الرائع (السهول البيضاء) كنا نقاداً وإعلاميين في مواجهة المخرج محمد رسولوف الذي اكتفى بالرد على آراء الحضور بفيلمه بكلمات قليلة تحمل من الدلالات الكثير عندما قال: اعذروني لأني سأكون بعد ساعات في طهران.. ورسولوف هو الآخر كزميله بناهي تعرض في ما بعد للملاحقة القانونية والإقامة الجبرية.وإذا كانت الأعوام الست التي سيقضيها بناهي خلف قضبان السجن وقبلها من مزاولة مهنته، ستحد من حركته في صنع الأفلام التي تسعى لكسر التابوهات، وتنتقد (ابلسة البلاد) كما يقول.. فإنها بلا شك لا تستطيع أن تقيد أحلامه ورؤاه في صياغة موضوعات تسترق غداً بلا وصاية وتسلط..وإلا فهل استطاع نظام الجنرالات في اليونان، الذي أحكمت قبضته الحديدية على مقدرات بلد الديمقراطية الأول منتصف الستينيات من القرن المنصرم أن تعتقل أو تأسر في معسكرات النفي مخيلة وحلم شاعر عظيم مثل يانيس ريتسوس الذي قال فيه قرينه الفرنسي الكبير اراغون ((ننحني كي تمر أنت أيها الشاعر))..كان ريتسوس وببساطة يكتب بالسر قصائده على علب السكائر ثم يطمرها داخل قنان زجاجية في الأرض، وهو ينتظر الخلاص، خلاصه وخلاص شعبه من جزمات العسكر.. وهو ما حصل عندما منحه نظام الوحدة الوطنية بعد سقوط الدكتاتورية درجة علمية فخرية ليشمخ كصوت نقي للأمة اليونانية..وبالتأكيد فإن إجراءات المنع بمزاولة المهنة أو السجن لم تمنع صاحب (الدائرة) و(الذهب القرمزي) أن يستمر في أحلامه وهو يرنو من خلال قضبان السجن إلى آفاق بلون الحرية.. يتجول فيها بكاميرته لتسجيل لحظات الانعتاق.في رسالته إلى البرينالة والتي قرأتها روسللينس يقول بناهي :"الواقع هو أنني منعت من مزاولة مهنتي كمخرج دون أي محاكمة وذلك منذ خمس سنوات. والآن تمت محاكمتي بشكل رسمي ومنعت للعشرين سنة القادمة من مزاولة هذه المهنة. وعلى الرغم من ذلك سأستمر بخيالي في تحقيق أحلامي وصنع أفلام بهذا الخيال مستوحاة من هذه الأحلام. كصانع أفلام تتناول بالدرجة الأولى قضايا اجتماعية، علي أن أتعامل مع الوضع الجديد، الذي يفرض علي ألا أصور مشاكل وهموم الحياة اليومية لأبناء شعبي. إلا أنني لن أتوقف عن الحلم بأن جميع هذه المشاكل بعد عشرين عاماً ستختفي وأنني سأتمكن عندئذ، من إخراج أفلام عن السلام والرفاه الاجتماعي في بلدي."سينمائيو العالم يستذكرون ويتضامنون مع بناهي في تظاهراتهم في فينيسيا وبرلين ودبي وكان وأخيراً سراييفو الذي كرمه في دورته المقامة حاليا باعتبار إن أول عمل سينمائي له قد أعطى الشرارة الأولى لأول نسخة للمهرجان قبل 17 عاما والذي نظم وقتها في تحد للحرب التي دارت رحاها بين عامي 1992 و1995.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram