إياد الصالحي يبدو ان اتحاد كرة القدم لا يريد المشورة المخلصة المشذبة من المصلحة لاسيما عندما تطلق في وقت تتكالب على اللعبة ظروف صعبة لا تدع مجالاً لاتخاذ القرار المناسب للكرة العراقية عموماً والمنتخب الوطني خاصة إلا بعد ان يقع الفأس على الرأس ، عندها لن نجني سوى العتب واللوم .. وعض النواجذ!
ففي الآونة الاخيرة تعالت اصوات عدة من اتحاد الكرة تتوعد المدرب الالماني وولفغانغ سيدكا بانه لن يبقى يوم واحد بعد انتهاء مدة تعاقده مع الاتحاد التي تنتهي في 8/8/2011 بسبب النتائج المتواضعة والتجربة الهزيلة وغير المشجعة لتحقيق أمل التأهل الى مونديال 2014 أو المنافسة في البطولات القارية على المراكز المتقدمة تحت اشراف سيدكا ، الأمر الذي جعل جميع المراقبين لشأن الاتحاد يتساءلون عن جدية الخطوة القادمة في ظل تضارب الآراء وعدم وضوح القرار الرسمي عقب تعتيم الاتحاد عن كشف محضر اجتماعه الاخير لوسائل الاعلام مثلما دأب سابقاً.لم يكتف اتحاد الكرة في غموض موقفه تجاه سيدكا ، بل تسرّبت عبر مصادر مقربة من رئيس اتحاد الكرة ناجح حمود انه واصل جهوده في الساعات الاربع والعشرين الماضية في العاصمة الاردنية عمّان للاتفاق مع وكيل اعمال المدرب البرازيلي زيكو وتحديد السقف الاولي لمبلغ التعاقد معه بغية تحديد موعد تقديمه الى وسائل الاعلام في مؤتمر توقيع العقد ، في اجراء يبدو غير متأنٍ ومفرّغ من الحكمة ايضاً التي غابت عن رؤى الاتحاد منذ سعيه لإبرام عقود غير مدروسة ومجهولة الأفق الزمني على شاكلة فييرا واولسن وبورا وسيدكا والقائمة تطول ما لم تصغ لجنة المنتخبات خطة مستقبلية ومبرمجة تتوافق مع مصلحة اللعبة ( دوري + منتخبات) ولا تقتصر على بطولة معينة او تصفيات مرحلية سرعان ما تنطفىء شعلة ثقتنا بالمدرب مع انتهاء مشوارنا فيها ، الى الدرجة التي ظل واقع الكرة العراقية يئن تحت ضغط السلبيات الكثيرة اثناء فترات تحضيرات المنتخب المرتبكة !اننا ننصح الاتحاد وفق رؤيتنا للمشهد الحالي وترسبات التجارب الماضية ان مفاتحة زيكو للعمل مع المنتخب حاليا يعني تخبطاً جديداً لن يسفر عن اية نتيجة او انتقالة " نوعية ايجابية " تحسب لعصا الرجل الساحر (مثلما يتوهم حمود وزملاؤه) . فالمنطق يقودنا الى حل واحد لا ثانٍ له وهو تسنم دفة المنتخب لمدرب وطني كفء ممن يشهد له سجله التدريبي ومضات مشرّفة في الساحتين العربية والقارية ، وما شاء الله هناك العديد من الكفاءات التي يحسدنا الغير عليها ، بمقدورهم ان يتحملوا المهمة الصعبة في الدور الثالث الآسيوي المؤهل الى نهائيات كأس العالم 2014 في حال تمتعهم بالثقة والمسؤولية والصلاحيات الكاملة لتسيير مركب المنتخب من دون مخاطر ، ولدينا تجربة مشرّفة في عام 1985 عندما تناوب مدربون عديدون على قيادة المنتخب الوطني آنذاك في تصفيات كأس العالم أبرزهما اكرم احمد سلمان وواثق ناجي ، وكان شرف الوصول الى مكسيكو من صنيع اجتهادهم وغيرتهم وسهرهم طوال مدة التصفيات إلا ان رئيس الاتحاد آنذاك صادرها بـ(جرّة قلم) يوم قرر الاستعانة بملاك تدريبي برازيلي بقيادة العجوز جورج فييرا لجولتي حسم البطاقة التأهيلية في (دمشق والطائف) ليصبح فييرا (فارس الفرسان) بدليل تصدّره قافلة السيارات المكشوفة اثناء مراسيم استقبال الوفد من مطار بغداد الى مقر اللجنة الاولمبية الوطنية. اننا اذ نرجح كفة المدرب الوطني على الاجنبي في المرحلة المقبلة حصراً - أي بحدود الدور الثالث - لانه لم يعد حال المنتخب خافياً على الاول ، بل تشبّع فنياً ونفسياً عن كل صغيرة وكبيرة في صفوفه ، ويعرف قدرات كل لاعب ومركزه ومستوى العطاء الذي يمكن ان يقدمه من دون اية مشكلات كالتي خلقها سيدكا ولم تهدأ زوابعها حتى الآن لاسيما بعد اصطدامه بنشأت اكرم وعماد محمد ومصطفى كريم وهو خطأ شنيع ما كان سيحصل لو ان المدرب وطنيّ لانه سيتعامل بشيء من المرونة والحسّ العالي قبل خسارة جهود عناصر مهمة ربما اساء سيدكا فِهم سلوكياتهم التي لم تنحرف يوماً بالاتجاه الذي يسقطها في درك الانحطاط!iyad.s@almadapaper.com
مصارحة حرة :نصيحة لاتحاد الكرة
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 27 يوليو, 2011: 08:09 م