اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > النظر من الأسفل

النظر من الأسفل

نشر في: 29 يوليو, 2011: 08:32 م

هاتف جنابيقِبْلتانكلُّ شيء يَشي بالمغيب ليلُهم ونهارَاتُه الزائلةْحرثُهم والسحابُ اللعوب
صمتُهم والقبورْيبحثون وما يدركونَ سوى القشرةِ الناتئةْفوق جذعِ الظنونْrnلم يبقَ سوى              نهدك الأيسرِ المارق،             وكذا نهدكِ الأيمن الحائر،عندَ مُفْترقينِ                 أهما كوكبانِ؟                 لا، هما                  مَشْرقانِrn                أهُمَا قِبلةٌ؟                لا، هماقبلتان.rn10-07-2011الموتُ سرير الحياةrnسلكتُ طريقَ المقبرة،فراحَ حفارها يسألُ عن كفني الذي نسيتُهُ خلفَ الجلجلةْوضعتُ شاهدةَ القبر بالمقلوبِ ثم رسمتُ سهما باتجاهِ الحبلِ،كتبتُ: يا ريحُ اتبعي خطوتي في العُريِ، وهبّي يا عاصفةْتلوّى ساكنو القبور، والرّملُ أو العشبُ اختفى خلف بعضه،نافثاته طوقَ الشموعِ أطفأتْ. لم أكنْ أعرف أنّ الحياةَ خرساءُ والموتَ ينطقُ،كلُّ شيء صارَ أبيضَ حتى ليمونُ الجنة الذي أحببت، والوردةُ التي حملتها لزوجتي في عيد ميلادها، سجادةُ أمي،الفحمُ الذي أدمى يديَّ في المنجمِ، وبسمةُ طفلي ودبّهُ الأحمرُ، مرآةُ عمّتي التي قضتْ باكرا، وشَعْرُ أختي التي في بكارتها تتسترُ،وأعلامُ أميركا والعراقِ وبولندا وكردستان المغيبةْ، وراياتُ عاشوراءَ التي حسرة ودما تقطرُ، أرزةُ لبنانَ، ووجْهُُ إفريقيا، وكلُّ مستلزماتِ الربيع في عزّه،والحبرُ في نشوته، والغرابُ مرفرفا فوق الغصون اليابسة، والقصيدةُ الأخيرةُ التي صبغتْ شَعْرَها حدادا لجشع النثر وزيفِ الناشر،وحدوةُ الحصانِ مَعْ قربة الخمّار، والثقبُ في الأوزون، ودربُ موسى في بحره وهو ينغلق،كلُّ شيء صار أبيضَ، حتى تساوى الحريرُ والمخلبُ،الأصَمُّ والأبكمُ، الأعمى والمبصرُ، الملاكُ والآثمُ، الموجُ والزبدُصرختُ حتى تصدّعتْ حوافي الأرضِ والسماء،مددتُ يدي فاصطدمتْ بحفار القبور،مَسَكتُه من كفني الذي يلبسه، سحبتُ وصيتي من عبّهورحتُ أقرأ فيها العبارةَ الوحيدة:الموتُ سريرُ الحياة، لم يحِنْ بعدُ موعدُ نومي.rn12-07-2011rnالنظر من الأسفلrnأبحثُ في تنورة السماءِ عن فسحةٍ كي أرى ما ورَاءها   حيث النجومُ خارجَ أشجارها تتهاوى  أبحثُ عن جبالٍ ووديانٍ وأجسادٍ تصدّها الريحُ فتمضي ولا أدري إلى أين؟ غيرَ أني لا أرى رقصاً ولا هنودا في الأعاليلا الحبيباتِ أرى بالسواد، لا طبولا، لا منائرَ تسكنُ أحلامنا فتحجبُ النورَ عن أُنشودةٍ أو قوسِ قزحلا مذبحَ يَشفي جنونَ آثامناتأوّهاتٌ تُسْمَعُ، الأقدارُ بسرعة اندفاعِها تتحركُ وآياتُ عشقٍ بالسحاب تصطدمُ،فترتدُّ غائرةً خلف الحجب.أبحث في الفضاء عن شهقةِ غيمةٍ تتشكلُ الأفكارُ مثلها وسرعانَ ما تتحللُ. بحثتُ عن مقابرَ في الأعاليعن خطاةٍ، مارقين، أسرى مثلنا،فلم أجدْ غير ظلال نسورٍ، أعينَ الفضاءِ تنقرُغيرَ الصدى من القاع صاعدا نحو قبة السماء  تنقله الزفراتُ أعلى وسرعانَ ما يتبددُ.rnبحثتُ عن خرائط الأبديةْ/ عن شفرةِ الأنبياء،عن مشط جدتي، نظرة أمّي في وداعها الأخير،تلويحة جارنا، دمعةِ العروس في طريقها للحبيب الغائبِ، عن لُغْزِ لُحَيْظاتٍ من العمر تُسْرَقُغيرَ أنّ أزيزَ الطائرات حال بيني والسؤال هكذا يَحجبُ الضفةَ الأخرى الدخانُ هكذا تلحسُ الصحراءُ ما تبقى من الملح فوق الشفتين    هكذا ينتهي الأثرُ،يختفي المشهدُ، خلفَ نهديْ غيمتين.2011-07-05

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram