اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > المدى الثقافي > الرائي الذي صنع دهشة الخبز يؤلّف كتابه التاريخي والروحي والجمالي

الرائي الذي صنع دهشة الخبز يؤلّف كتابه التاريخي والروحي والجمالي

نشر في: 31 يوليو, 2011: 07:18 م

نعيم عبد مهلهل أنا  فصّك أضيع بين يديك فجدني عبد الزهرة زكي/ كتاب الفردوس  يكتب عبد الزهرة زكي قصائده على حس من كيمياء لذيذة هي في معناها البحث الأنيق عن الطلاسم التي تصنع حياتنا الخفية .تتملك لغة عبد الزهرة زكي إيقاعات روحية تسبح في مدارات
تحددها بهجة غامضة تتدفق بسرية حذرة إلى ذاكرة المتلقي وتحيل الانطباع القرائي إلى شيءٍ  من تلبس الفتنة والرعشة عندما تكون الكلمات دون فضيحة ..ولكنها تتحدث عن الذي خلف الستار .يحاول عبد الزهرة زكي أن يجعل العبارة الشعرية شحنة من إيقاع ينسجم مع فهم آخر للحياة .وهو هنا يلتهم الدمعة الكافافيسية التي ذرفتها العزلة الشهية لترينا مكانا خفيا يكتب فيه الشاعر. المنطقة المحظورة التي ينسجم العميق معها وتثـريها إرهاصات شد طافحة بسلوك أخلاقي ولكنه شهي.إنه أي ( عبد الزهرة ) يشد الحبل من طرفيه ليبقي الكلمات في مسارات فتح يحتاج منا لنعرف أن أي لغز بدون موسيقى مفضوحة سيبقى سراً ساذجاً.في كتب الفراديس التي أنشأها الشاعر ظل يحترم منهجه الغامض ـ الواضح ليرينا مناخ فضاء الأبخرة الطافحة بنشوة من عطر دخان أرواحنا وما يختفي فيها.له صيرورة من جنوب المعاناة يشدها في نفس كتابي طلسمي وعبارات تتقدم الإيماءة وتحددها رؤى لجماليات رصينة .أنا أحترــ م ــ شعره .يقول ريتسوس : البحر يخترق القصائد عندما لا يعطيها ذراعيه .يقول رامبو: من رقة الحس ضيعت أيامي .وتقول أم عبد الزهرة : أرضعتك لتكون شاعرا.ويقول والد الفهرور: ها أنا أريدك يا ولدي وبفخر أن تحرق العالم .وتقول والدة دافنشي: أنت من رحمي وإلى الموناليزا مباشرة..هذه أمثلة للقراءة الجمالية التي ينبغي أن نؤسسها بدلا من رتابة النقد القديم .علينا أن نصبح مثل النعامة ولكن لندفن رؤوسنا في القصائد.رؤى عبد الزهرة زكي تحلينا إلى الرمل الذي يتباهى برؤوسنا وهي تلج فيه من أجل البحث .شاعر قد تغيظ أحداقه انفعال المشهد .وقد تؤخذ عليه المنافسة مع تجارب أخرى لكنني أعدكم بأن الاحتفاء الجمالي سيقضي تماما على إنشاءات القراءات الأخرى لشعراء الظل المهووسين بالسباب والرقص مع ملعقة الشاي وهي تذيب السكر في أسئلتنا وحيرتنا لصناعة المشهد الحقيقي لهذا التاريخ المثير من حروبنا وطوائفنا ومغولنا وإسكندرنا ودهشة البحة العجيبة في رثاء أمهاتنا وحضيري وداخل وسليمة مراد.إنه يكتب بوعي روحه ويشكل سردية جمالية لموسيقى الروح الفتية في التواريخ الحديثة للقصيدة.. وربما هو وعقيل علي وعبد العظيم فنجان وجان دمو وخالد خشان وأمي مسماية سهر اذهيب يشكلون الوعي القصي من إرادتنا في محاولة صناعة الملائكة في مدن الشظية والوردة، في فجيعة العرش والأرحام التي ولدت تواريخ المدن والقرى والقامات المنحنية في شوارع الخبز والعادة الشهرية ونماذج إجازات الجنود.في كتابه الأول ( اليد تكتشف ) قرأ عبد الزهرة زكي رؤيا المعاني لتواريخ أرواحنا في زمن كان فيه الجوع يعطل الكمان عن عزفه .ولكنه ألَّف كتابه التاريخي والروحي والجمالي ليؤرخ الظاهرة التي تسكنه .إنه هنا ينطبق عليه وصف جميل لغاستون باشلار ( الجمال يصنعه السكون الذي لم يحتسي خمرته بعد)وعندما كتب عبد الزهرة (اليد تكتشف) كان هو قد بدأ يحتسي خمرته الشعرية وليصل إلى ثمالته الأقرب، إلى صوفية العولمة والبهجة الأثيرة في خيال الموسيقى والإنشاد وإعادة أحلام الملوك المستيقظين من مقابرهم وعروشهم وسلالات شهواتهم الجسدية والكهنوتية.هذا الذي يشدّ طلاسمه إلى الرؤيا والذي لا نريد أن نضع أمثلته الشعرية هنا في قراءتنا حتى يعرف الآخر ماذا يعنيه عبد الزهرة في تجربته الشعرية وليكتشف هو بنفسه من خلال البحث عن كتب الشاعر وقراءتها.وبالرغم من هذا يكتب في كتابه الشعري (طغراء النور والماء) وفي الصفحة 19، حيث اقتنيت الكتاب في دمشق وقرأته كله في اسطنبول ، هناك قرب أفياء سلطنة الشهوة والضوء النحيف لمنارات الجوامع وطغراء أختام وتواقيع السلاطين وبهجة الشهوة الأزلية لتأوه الجواري بخصورهن الشهية البيضاء .يكتب الشاعر نصه الميتافيزيقي ــ الحاذق هذا :(من بياض أصبعكِ تشعُّ ،  أقواس ، من نجوم صغيرة تتفجّرُ، ولجينٍ يتدفق.... وما بينهما، ما بين أقواس النار. خاتمُكِ يتوهجُ لهباً أزرق في البياض..)هذا الفعل الوصفي لحسٍّ صاعد من ميثولوجيا مفضوحة تشكل إيقاعا فنيا لصورة محسوسة في المكان الذي يفتش فيه الشاعر عن الضائع منه .الجسد الخفي في شهوة الطفولة والقراءة الأولى.الانعكاس النفسي لذاتنا التي ظل السر والى الأبد هو من يصنع بهجتها.دائما نحن إلى البياض في كومة من السواد الشهي .دائما نعيد لذتنا في خيال الخواتم والأمهات، ونريد أن نعيد كشفا للعالم من خلال الجسد وتحرره من عقد الخوف والتسلط والاحتلال.هي الرؤية المحسوسة في الدمج الأيقوني لانفعالات الصمت الخجول والبارع في جعل عزلة القصيدة حفلا ماجناً لبهجة عالم عليه أن يشعر بأن قصائدنا هي آدم في لحظته ومن ثم ولد العالم البعيد والقارات ومتاحف اللوفر وروما وناطحات مانهاتن ووكالة ناسا والصدر الفاتن لراكيل ولش.كان هناك الشعر والأساطير وأيوب والمقابر الجماعية لمحرقة أور والمنتحرون في طقوس الدفن بأقبية ال

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

أصابع بابلية' لأحمد مختار تتوّج عالميا

في استفتاء موسيقي تنافسي سنوي حصلت إسطوانة “أصابع بابلية” للمؤلف الموسيقي وعازف العود العراقي أحمد مختار على مرتبة ضمن العشر الأوائل في بريطانيا وأميركا، حيث قام راديو “أف أم للموسيقى الكلاسيكية” الذي يبث من...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram