علاء حسن قبل أيام تلقيت رسالة عبر البريد الالكتروني من صحفي لبناني يعمل في جريدة خليجية ، يخبرني فيها أن جريدته قررت انتهاج أسلوب جديد في التعاطي مع الأخبار العراقية ، والابتعاد جهد الإمكان عن نشر الاتهامات المتبادلة بين السياسيين ، وعزا أسباب ذلك إلى انعكاس التصريحات في الشارع المحلي يقصد البلد المقيم فيه ، بعدما لمست إدارة الجريدة من خلال متابعة التعليقات على موقعها الالكتروني بروز حالة من الانحياز الطائفي ، تغذيه الأخبار والتقارير الواردة من العراق .
الصحفي اللبناني المعروف بدعمه وتأييده للعراق الجديد ، كانت جريدته قبل أكثر من أربع سنوات تنحاز لفئة عراقية دون أخرى ، وعندما شعرت بأن احتدام الصراع او النزاع في العراق سيلقي بظلاله على المنطقة ، غيرت من سياستها، بعدما تجاوز العراقيون مخاطر اندلاع الحرب الأهلية . بعد سقوط النظام السابق وقفت معظم وسائل الإعلام العربية ضد إرادة الشعب العراقي ، وتبنت ما يعرف بالمقاومة ، وتجاهلت آلاف الضحايا من المدنيين المستهدفين بعمليات إرهابية ، بعضها نفذها عرب شجعتهم دولهم وربما سهلت لهم التسلل نحو الأراضي العراقية للوصول إلى الجنة بسيارات مفخخة ، وأحزمة ناسفة،ومع الانحسار النسبي لمثل هذا النشاط الانتحاري ، برز نشاط آخر لا يقل خطورة عن الأول فتصريحات السياسيين المستمرة ، تشعل الشارع ، وتعيد للأذهان الصور البشعة للعنف الطائفي من دون أن يعي أصحابها خطورتها وما تثيره من مخاوف وقلق بين العراقيين .النائب عن ائتلاف دولة القانون ياسين مجيد والمستشار الصحفي السابق لرئيس الوزراء نقلت عنه وسائل إعلامية اتهامات موجهة لنائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي تشبه إطلاق صواريخ الكاتيوشا ، وتبرع نائب عن القائمة العراقية بالدفاع عن الهاشمي متهما زعيم ائتلاف دولة القانون بأنه ديكتاتور ومستبد ، واتهام من هذا الطرف ورد من الآخر ، وفي درجات حرارة تجاوزت الخمسين ستشتعل الساحة السياسية فيصل دخانها إلى دول الجوار والمحيط الإقليمي . بحلول شهر رمضان سيؤدي معظم القادة والمسؤولين وأعضاء مجلس النواب فريضة الصوم ، وندعوهم للصوم "خريساوي " أي التزام الصمت والكف عن الدخول في أحاديث جانبية وهذا النوع من الصوم يعرفه العراقيون وربما سيجعل العملية السياسية تستعيد أنفاسها وتتخذ مسارها الصحيح ، لتعيد للعراقيين الثقة بنخبهم ، فيضمنون تحقيق مستقبلهم بإضافة العدس والماش لمفردات البطاقة التموينية ، واستكمال إنشاء الهياكل الحديدية لأبنية المدارس كخطوة أولى لضمان حياة أفصل للأجيال المقبلة .يتصور البعض من السياسيين بان التنافس بينهم يعني الصراع والنزاع المسلح ، وأصول اللعبة الديمقراطية يفهمونها بطريقتهم الخاصة ، حتى حولوها الى ديمقراطية عقيمة من ابرز منجزاتها مصادرة الحريات ، والإرادة الشعبية .من يعتقد بأنه يستحق لقب تمثيل الشعب العراقي بحصوله على مقعد في مجلس النواب بأصوات زعيم قائمته عليه إبداء الطاعة والولاء لرئيس كتلته والخضوع لأوامره ، وان تكون تصريحاته متوازنة ولا تثير الغبار فتسمم الأجواء ، لان صناديق الاقتراع بإمكانها الإطاحة بالكبار والصغار ، اما من يتصور بان الشتيمة غنيمة ، وإنها ستمنحه قاعدة تأييد شعبية واسعة من أبناء طائفته ليجدد ولايته النيابية فيستحق إصدار مذكرة اعتقال بحقه طبقا للمادة الرابعة من قانون مكافحة الإرهاب لان تأثير تصريحاته في الحياة السياسية لايختلف عن تفجير حزام ناسف وسط المدنيين ، وفكرة تعميم "الصوم خريساوي" قد تنقذ العراقيين خلال شهر رمضان من تصريحات أعضاء في مجلس النواب يجيدون إشعال الحرائق في شهر رمضان وغيره ، وثبت الأجر إن شاء الله .
نــص ردن :الصوم خريساوي
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 31 يوليو, 2011: 09:31 م