الكتاب: فرقة الموسيقى التي واصلت العزف تأليف: ستيف تيرز توماس نيدسون ستحل الذكرى الـ100 على غرق الباخرة تايتنيك في الـ 5 من نيسان 2012 وستصدر في هذه المناسبة العديد من الكتب التي تتحدث عن مأساة تايتنيك التي اعتبرت اكبر سفينة في العالم وأكثرها تحصيناً.
وهذا الكتاب يتحدث للمرة الأولى عن الفرقة الموسيقية التي واصلت العزف في خلال غرق السفينة، مع عمليات إنقاذ عدد من ركابها.من كان أولئك الموسيقيون الذين أهملهم التاريخ حتى الآن، مع كثرة الكتب الصادرة عن تلك المأساة؟. كان عددهم 8، استجارتهم إدارة السفينة، وقفوا بهدوء يعزفون على آلاتهم في خلال الكارثة، وربما جاء ذكرهم في بعض الأحيان، دون الاستطراد لمعرفة شيء عنهم أو حياتهم أو مصيرهم في النهاية. وقد تقّصّى المؤلف تيرنز، صحفي للشؤون الموسيقية، عن الثمانية، وبحث عن أقاربهم، والملفات الخاصة بهم وصورهم الفوتوغرافية، من أجل الكتابة عنهم. وقد وجد المؤلف إن الأشخاص الثمانية ولدوا في مرحلة متفائلة من الزمن وينتمون إلى الطبقة الوسطى.وكان المستقبل من بالنسبة لآبائهم وأمهاتهم وصديقاتهم وأنفسهم أيضاً يبدو مشرقاً تماماً حتى الساعات الأولى من صباح الـ15 من نيسان 1912.وفي الحقيقة، كانت هناك فرقتان للموسيقى في تايتنك، في رحلتها الأولى: واحدة خماسية تعزف في الصالون الرئيس، والأخرى ثلاثية مخصصة للعزف على السطح.ولم يعزف الرجال الثمانية معاً إلاّ في الليلة التي غرقت السفينة فيها. ويعتقد الكثيرون ان قائد الخماسية والاس هارتلي، كان صاحب الجمع بين الفرقتين في تلك الليلة.ويقول المؤلف إن خمسة عازفين من الثمانية كانوا من الانكليز، وواحد فرنسي والآخر بلجيكي والأخير سكوتلاندي. ويقول أيضاً إن ثلاثة منهم لم يسافروا عبر البحر من قبل.كما أن عازفاً واحداً فقط كان متزوجاً ولكن بلا أطفال، كان للآخرين صديقات ينتظرن عودتهم، ومن بينهم أصغرهم سناً سكوت هوم"الأكثر حيوية"، والذي ترك امرأة شابة حبلى منه، وكان من المتوقع أن يتم زواجهما بعد عودته من الرحلة.وترسم المؤلفة صورة حية عن الحياة على ظهر السفينة وعلى الأخص حياة أولئك العازفين، وكان أجرهم كبيراً حسب مقاييس ذلك العهد(6.5 دولار شهرياً. ولكن ذلك العمل منح العازفين فرصة السفر على ظهر باخرة كانت الأحدث والأوسع في العالم.ونجد في الكتاب معلومات وافرة عن الساعات الأخيرة التي أمضاها الثمانية على السفينة، وماذا كانوا يعزفون في اللحظات الأخيرة: أهي معزوفة"الخريف" أم أنها كانت،"يا رب إننا نقترب منك أكثر"؟ وهل إنهم توقفوا عن العزف في اللحظات الأخيرة ووضعوا آلاتهم في حقائبها، أم ظلوا يعزفون حتى النهاية؟لقد اتفق الشهود كافة، إن أعضاء الفرقة الموسيقية احتفظوا بهدوئهم وشجاعتهم، وقبل أن تغرق السفينة نهائياً بساعات، انتشرت قصتهم بين الركاب وتحولوا إلى أبطال. ولكن أحباءهم، على الأرض، لم يستمتعوا حتى بذلك الشرف، إذ حاصرهم الدائنون، يريدون أثمان آلات الموسيقية التي كان العازفون قد استعاروها قبل السفر!ومع ذلك،فقد كتب الكثيرون على شجاعة العازفين ومنهم جوزيف كونراد وبرناردشو.وقد تابع المؤلف قصصهم، عبر الالتقاء بآبائهم وأمهاتهم وأقاربهم وصديقاتهم، ليكتشف أن بعض تلك الأسر ما تزال تتذكر المأساة، ولكن ابنة سكوت هوم"أصغر العازفين، قد أصبحت امرأة ناجحة وثرية.وبالنسبة للمؤلف فإن والاس هارتلي هو البطل بلا منازع، وكان عازفاً جدياًَ، ويمتلك إيماناً قوياً ونزعة لتأدية الواجب مهما تكن الظروف. وكان هارتلي في الحقيقة القوة الكامنة خلف تلك البطولة المشرفة. عن/ لوس أنجلس تايمز
التايتنك: عازفون حتى النهاية
نشر في: 1 أغسطس, 2011: 06:27 م