ترجمة وإعداد: ابتسام عبد الله الكتاب: جيمس جويس- سيرة حياة كتابة: غوردون باوكير إنه وقت مناسب لنشر كتاب جيد يتناول سيرة حياة جيمس جويس بعد مرور 70 عاماً على وفاته. ففي العقود الأخيرة من الزمن، يبدو أن جويس قد فقد شيئاً من مكانته أمام بروست. حيث وجه إليه اللوم لعدم انتمائه أو ارتباطه بالسياسة وذلك في مؤتمر الكتاب الذي عقد في مدريد عام 1937،
 وشمل الأمر كتّاباً آخرين ومنهم كافكا، بروست، لورنس، إيليوت وييتس.كما إننا نجد أن ناقداً كبيراً مثل غابرييل جوسيبوفيشي يقلل من شأن جويس في دراسته الحديثة التي نشرت بعنوان،"ما الذي حدث للحداثة؟". فقد كان أكثر اهتماماً بكتّاب ثمنوا عالياً تفسير الظواهر الفنية بواسطة العلوم الأخرى(لعلم النفس والاجتماع والتاريخ الخ..)، ومنهم كافكا وبيكيت.وقد فصل أو أفرز جويس القرن التاسع عبر كتبه بشكل قاطع، وكان يمتلك الموهبة الكبيرة لإنتاج مادة ثرية وجديدة. والفاصلة ما بين إدراكه أن طريقة معينة للكتابة كانت عاجزة ومفلسة،وإن إيجاد طريقة جديدة تبدو بلا شك غير كافية.إن الحياة كانت شيئاً مختلفاً والكشف عن الثالثوث المعروف من تكتيكه في تكوين شخصية ستيفن ديدالوس(الصمت، النفي، الحيلة)، يعتبر هذراً لا يمكن التنبؤ به.إن كاتب سيرة أدبية عليه إن يكون مؤرخاً بدرجة ما، وناقداً أيضاً، ويتمتع أيضاً بأسلوب جيد. ومن الصعب القول في أي من هذه النقاط فشل غوردون باوكير. وخذوا مثلاً على ذلك:"بالنسبة للإمبراطورية البريطانية، مع بدء عام 1882، كانت التجارة.وقد حكمت الملكة فيكتوريا لـ45 سنة، وستحكم لـ19 سنة أخرى".إنها عبارات غير منسجمة.إن الإغراء الكبير لكاتب السيرة الأدبية يمكن في الاستحواذ على حياة الكاتب وأعماله، والاهتمام ببيئته وكيفية كتابته لكتاب معين. وكتاب باوكير مليء بأمور"متطفلة على الموضوع"،"تجد طريقها كيفما اتفق"، إلى أعمال جويس.وباوكير على سبيل المثال يتعامل مع "صورة الفنان في شبابه"،"كمصدر غير مشكوك فيه عن طفولة جويس. ويستعين بعدد من مقاطع الرواية للتدليل على صحة ما يذهب إليه.لقد أحب جويس (الكليشيهات)، ولكن لأجل التصبير أي التحنيط. ويوليسيس مليئة بها، محشوة ومتراصة وهي اقرب إلى المحاكاة الساخرة.وبلا شك، فإن الحياة الشخصية للكاتب- الناس، الأماكن والأحداث، تؤثر في أعماله، ولكن ذلك لا يمكن عكسه. أو كما يقول المؤلف ان جويس ظل متأثراً بمقاطع من أعماله. فكيف عرف ذلك؟ وهو أيضاً يصف جويس بـ"الذي يدّعي بأنه مزوّر لوعي جنسه"، وفي الحقيقة أن ستيفن ديدالوس، قال هذه العبارة.ويعترف باوكير إن غالبية كتاب السيرة يقفون على أكتاف من سبقهم فمنذ السيرة التي كتبها إيلمان، صدرت كتب كثيرة عن زوجة جويس (نورا) وابنته لوسيا. وباوكير خصص مجالاً واسعاً لحياة جويس بعد كتابته"يوليسيس"، وأيضاً عن اضمحلال صحته، واهتمامه بالمرض العقلي للوسيا، ثم انشغاله بكتابة،"يقظة فنيغان،" معتبراً الرواية، قمة أعماله، بدلاً من كونها متاهة لا مدخل إليها.وفي عمله يعتمد باوكير أساساً على السيرة التي كتبها إيلمان، ويبدو أنه فقد فرصة لتقديم أي شيء جديد ومهم يتعلق بالكاتب الكبير جويس.عن/ الغارديان