وديع غزوان تصريحات المسؤولين في أكثر الاحيان تثير العجب والاستغراب , فهي لاتمس الواقع ولاتقترب منه وتلجاً الى التبرير وتحميل الآخر مسؤولية التقصير. الامثلة على ذلك كثيرة وفي كل المجالات آخرها تصريحات وكيل وزير النفط لشؤون التوزيع, التي حاول من خلالها الإيحاء بان الكهرباء هي سبب اضطرار وزارة النفط لاستيراد المشتقات النفطية, وفي زيادة الطلب عليها خاصة ما يتعلق بالبنزين والكاز لعلاقتهما بالمولدات..
هذه التصريحات تعيدنا الى تصريحات سابقة لمسؤولين في الكهرباء ألقوا باللائمة على النفط وعدم توفير مشتقاته لمحطاتها في نقص الطاقة الكهربائية, حتى صار الامر محل تندر عند الغالبية من المواطنين, أليس شر البلية ما يضحك ظ؟! ومع كل تقديرنا لوجهة نظر الوكيل لشؤون التوزيع التي هي في جانب كثير منها صحيحة, خاصة ان من البديهي ان تكون الكهرباء احد مقاييس التقدم والرقي في كل بلد, غير ان هذا لاينفي تقصير وزاراتنا سواء الكهرباء او النفط او التجارة او غيرها, فهي تعمل- وكما يبدو- على وفق الحاجة الآنية والخطط قصيرة الامد , دون رؤية مستقبلية تضع باعتبارها تنامي الحاجات وتزايدها ،وهو شيء طبيعي نعتقد ان جميع بلدان المعمورة تعمل به عدانا نحن الذين ابتلينا بمسؤولين يبدو انهم يعدون ايامهم ليس بمقدار ما يتركونه من بصمات واضحة في مؤسساتهم بل بمقدار ما جمعوه وحصلوا عليه من مغانم ومكتسبات . وبعيداً عن التنظير نكرر ما سبق ان قلناه في اكثر من مناسبة وندعو الى الكف عن مثل تلك التصريحات المنافية لواقع الحال , فصحيح ان الطلب قد ازداد على المشتقات النفطية وعلى الكهرباء , غير ان هذا لاينسينا اننا من البلدان التي كان لها باع متقدم في مجال انشاء المصافي ونمتلك خبرات وكوادر قادرة , اذا ما توفرت لها الفرصة ان تبدع , غير انه الفساد ياسادة والمحسوبيات والمحاصصات هي التي تسببت في تراجعنا. من المفارقات المؤلمة ان المؤسسة الاستهلاكية في دولة مثل الاردن استعدت قبل اكثر من شهرين لشهر رمضان المبارك ورصدت المبالغ اللازمة لدعم السلع الغذائية ،في حين ان وزارة التجارة لدينا تأخرت في اتخاذ اجراء يمنع استغلال التجار لهذه المناسبة الكريمة ما ادى الى ارتفاع حاد في الاسعار , رافق ذلك انقطاع طويل في ساعات تجهيز المواطنين بالكهرباء ما ادى الى ظهورطوابير طويلة امام محطات البنزين , لذا لاتستغربوا يامسؤولينا فقدان ثقة المواطن بإجراءاتكم وتصريحاتكم , لانها لاتتعدى ابواب مكاتبكم الفارهة . عذراً فان كل مناسبة تظهر عجزكم اكثر واكثر , , ولانظن ان من امل فيكم ما دمتم بعيدين عن الصدق والصراحة . والسؤال هل حقاً لانستطيع تلافي تلك الازمات ؟ ! والى متى يتحمل المواطن كل هذا التقاعس واللا أبالية ؟
كردستانيات :الوقود والكهرباء وأشياء أخرى
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 1 أغسطس, 2011: 06:39 م