حازم مبيضينبغض النظر عن ظروف وملابسات اغتيال القائد العسكري للثورة الليبية اللواء عبد الفتاح يونس وبروز المخاوف من انقسامات داخل صفوف الثوار وهم يحققون تقدماً جديداً في غرب البلاد, وبغض النظر عن نتائج لجنة التحقيق في اغتيال يونس فان المؤكد أن الثورة الليبية خسرت بموته قائداً عسكرياً متمرساً ألحق العديد من الهزائم بكتائب القذافي لكنها خسارة لن تؤثر بشكل عكسي على نتائج الثورة التي يخوض غمارها الشعب الليبي وتسلل إلى صفوفها نفعيون ومتعصبون ومغامرون حملتهم الظروف إلى مواقع قيادية
وخير مثال على ذلك واحد من قادة الثوار كان تلقى أوامر بإحضار يونس من خط الجبهة, واعترف لاحقاً بأن جنوده قتلوا يونس، رغم أنه نظرياً قائدهم في معركة الخلاص من العقيد المهووس وأولاده الذين يخوضون مع كتائب المرتزقة معركة الدفاع عن حكم ووالدهم المستمر منذ أكثر من أربعين عاماً وعلى أمل وراثته في شكل من أشكال الحكم لاتنطبق عليه صفات الجمهورية ولا الملكية ولا أي شكل عرفه العالم سماه ملك ملوك إفريقيا النظام الجماهيري.سيتحدث البعض عن خلافات بين الثوار بشأن اغتيال قائدهم وقد أقر البعض بأن فصيلاً منهم يضم إسلاميين متعصبين يقف وراء الاغتيال، رفض آخرون ذلك وشككوا في الرواية التي تقول إنه قُتل بعد استدعائه الى التحقيق, ويرى آخرون أن نظام العقيد الممتعض من انشقاق يونس فعل المستحيل لتشويه صورته من خلال بث الاشاعات عن علاقات بينه وبين حاكم طرابلس ويدحض ذلك أن يونس كان وزيراً سيادياً في حكومة العقيد, وتخلى عن موقعه ليخدم طموحات شعبه, وكان موقفاً نبيلاً ذلك المعلن من طرف قبيلة العبيدات التي ينتمي إليها الراحل حين أكدت مواصلة الولاء للمجلس الوطني الانتقالي الذي يمثّل القيادة السياسية للثوار ولم يكن غريباً أن يستغل نظام القذافي الحادثة في محاولة موجهة للغرب أساساً تفيد بأن تنظيم القاعدة الارهابي يسيطر على شرق البلاد, وكان لافتاً أن جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا نعت اللواء يونس، وطالبت بضرورة الإسراع في كشف الجناة وإحالتهم على القضاء لنيل الجزاء العادل, ويعني موقف الإخوان رفع الغطاء الإسلامي عن الجناة.مؤكد أن خطط الناتولإطاحة القذافي قد تتعثر إن تحولت قوى المعارضة إلى فصائل أو تفككت، بعد مقتل يونس الذي يرى البعض أنه كشف عن انقسامات داخل المعارضة, وأنه على الأقل صرف انتباه قيادات المعارضة عن خط الجبهة, ما يعني تناقص قدرتهم على الاستيلاء على البريقة التي استدعي يونس وهو يهم باقتحامها, لكن المؤكد أيضاً أن خسارة قائد في الجبهة لاتعني هزيمة الجيش الذي كان يقوده, علماً بأن هناك قوى تقاتل القذافي لم تكن تأتمر بأوامر يونس, وهذه القوى ستواصل القتال بقياداتها المحلية إلى أن يتم دحر كتائب مرتزقة العقيد وتتحرر ليبيا من سطوته لينصرف الليبيون بعد ذلك إلى بناء دولتهم المدنية التي تحترم الانسان وتحافظ على حقوقه.
في الحدث: الثورة مستمرة رغم اغتيال يونس
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 1 أغسطس, 2011: 08:23 م