الإمام الشافعي.. والخياط!من نوادر ما ذُكر عن الشافعي رحمه الله انه كان يتصف بالحلم وسعة الصدر الى حد بعيد، فأراد بعض الناس ان يخرجه عن هذا الوقار والحلم، فسمعوا انه ذهب بثوب الى الخياط ليخيطه، فذهبوا الى الخياط ودفعوا له اكثر من الاجرة وقالوا له: نريد ان تجعل الكم الايمن للشافعي ضيقا، والكم الايسر واسعا جدا، فاخذ الخياط الاجرة وفعل، فلما جاء الشافعي يتسلم الثوب كانوا موجودين يتوقعون الغضب والتسخط، فلما لبسه وادرك ان هناك شيئا قال: جزاك الله خيرا، لقد يسّرت لي امري وساعدتني على طلب العلم! قال: لماذا؟ والرجل متوقع خصومة! قال: إما ضيق الكم الايمن فلكي لا يشغلني حال الكتابة، واما سعة الكم الايسر فاني احمل فيه كتبي (يعني: بدل الحقيبة) فعجب الجماعة الذين تآمروا عليه!
داود عليه السلام.. وأم الأيتاميروى أن امرأة جاءت داود عليه السلام فقالت: يا نبي الله أربّك ظالم أم عادل؟فقال داود: ويحك يا امرأة هو العدل الذي لا يجور، ثم قال لها ما قصتك؟ قالت: أنا أرملة عندي ثلاث بنات أقوم عليهن من غزل يدي فلما كان أمس شددت غزلي في خرقة حمراء وأردت أن أذهب إلى السوق لأبيعه وأبلغ به أطفالي، فإذا أنا بطائر قد انقض علي وأخذ الخرقة والغزل وذهب، وبقيت حزينة لا أملك شيئاً أبلغ به أطفالي! فبينما المرأة مع داود عليه السلام في الكلام إذا بالباب يطرق على داود فأذن له بالدخول وإذا بعشرة من التجار كل واحد بيده مائة دينار فقالوا يا نبي الله اعطها لمستحقها! فقال لهم داود عليه السلام: ما كان سبب حملكم هذا المال؟ قالوا: يا نبي الله كنا في مركب فهاجت علينا الريح وأشرفنا على الغرق فإذا بطائر قد ألقى علينا خرقة حمراء وفيها غزل فسددنا به عيب المركب فهانت علينا الريح وانسد العيب ونذرنا لله أن يتصدق كل واحد منا بمائة دينار، وهذا المال بين يديك فتصدّق به على من أردت، فالتفت داود - عليه السلام - إلى المرأة وقال لها: ربٌّ يتجر لك في البر والبحر وتجعلينه ظالماً، وأعطاها الألف دينار وقال: أنفقيها على أطفالك.
استراحة الصائم
نشر في: 1 أغسطس, 2011: 08:58 م