عامر القيسيمن يدافع عنّا؟ سؤال صرنا نبحث عن إجابات له، وليس إجابة واحدة في طلاسم السياسة العراقية الحالية. وإذا استثنينا الإجابة عن السؤال فيما يتعلق بالوضع الداخلي، الذي تنتهك دستوره وقوانينه الطبقة السياسية الحاكمة نفسها، فإننا نتحدث عن سيادة العراق وحدوده براً وبحراً وجواً ومصالحة الإستراتيجية في المنطقة والعالم. لو القينا نظرة فاحصة إلى آليات ميكانزم العمل السياسي ارسمي لوجدناه من دون مبالغة، عملا يفتقد إلى أصول العمل السياسي الذي ينبغي أن يكون عليه في الدفاع عن سيادة البلد وصيانة كرامة شعبه.
في الزمن المقبور كان صدام يشتري الاعتداءات علينا، بل ويعقد الاتفاقات مع دول الجوار من اجل تجاوز حدودنا لأتفه الأسباب وباع حتى قسما من الأراضي العراقية توافقا مع مصالح خاصة وسياسات عبثية قصيرة النظر، فقد باع حصتنا من شط العرب لإيران الشاه من اجل إجهاض الثورة الكردية، واتفق مع تركيا للتوغل داخل حدودنا 20 كيلومترا للسبب نفسه ولكن برسم الأتراك في ملاحقة معارضي الحكومة، ومنح الأردن والسعودية أراضي عراقية، وكأنها ملك جده، لشراء موقفها من الحرب مع إيران، وبدد ثروات البلاد من اجل المصالح نفسها. الآن سقط النظام وجاءنا من لا يكف عن الحديث عن السيادة الوطنية بسبب الوجود الاميركي، لكنه يغض النظر عن كل أشكال الخروقات الإيرانية والتجاوزات على الحدود والسيادة، حتى أن لجنة تقصي الحقائق بشأن القصف الإيراني التي كلفها مجلس النواب لإعداد تقرير عن الموضوع، لم تذكر في توصياتها، توصية واحدة لمجلس النواب من اجل شجب واستنكار الاعتداءات الإيرانية، وهذا اضعف الإيمان، لان تقريرها يقول إن الإيرانيين لم يتوغلوا في الأراضي العراقية، وكأن القصف وتشريد الناس ليس اعتداءً يستحق الشجب والاستنكار بل اتخاذ مواقف تجعل الآخرين يفكرون أكثر من مرّة قبل الإقدام على التجاوز على سيادتنا، بل أن التقرير يشير من طرف خفي إلى وجود مسلحين معارضين لإيران على أراضينا وهو ما يشبه التبرير للقصف المتواصل منذ ثلاثة أسابيع!!. والجارة العربية الكويت تباشر بإنشاء ميناءً سيخنقنا ويضر بمصالحنا الاقتصادية الستراتيجية، والسادة لدينا يتناقشون ويشكلون اللجان ويدرسون الخرائط ولم يتفقوا على موقف وطني موحد لإيقاف هذه المهزلة في الوقت الذي أبلغت الكويت العراق رسميا بأنها ماضية في المشروع حتى النهاية. وقبل أن تنشغل الجارة سوريا بالانتفاضة وقمعها كانت حاضنة حقيقية للإرهاب واهم محطة من محطات عبوره إلينا وقتلنا، فيما كنا نبعث الوفود ونقيم المؤتمرات الصحفية المشتركة لنقول إن في الأمر سوء فهم وان كل شيء عال العال، بل إننا في عز أزمة النظام السوري في مواجهة شعبه، لا تخجل الحكومة من أن تدعو من الله أن يحفظ النظام السوري من كل سوء متحدية إرادة الشعب السوري متناسية في الوقت نفسه الانتفاضة الآذارية العراقية عام 1991 وما فعله صدام بالمنتفضين!! وتعلن الجارة المسلمة تركيا أنها ستجتاح الأراضي العراقية بحثا عن "متمردين" لا تستطيع السيطرة عليهم داخل أراضيها دون أي رد فعل جاد ومؤثر، وكذا الحال مع كل دول الجوار العربي والإقليمي، بل أن دولا أوربية تطرد مهاجرين عراقيين رغما عنهم فنذهب متوسلين خانعين كأننا نستجدي المواقف لوقف التهجير المعاكس! لو كنت جارا للعراق وفيه هذا النوع من الحكومات لما ترددت لحظة من أن العب "شاطي باطي" على الحدود وداخلها مادمت مقتنعا أن لا احد يسمع لا احد يجيب!! ويبقى السؤال الكبير دون إجابة.من يدافع عنّا؟
كتابة على الحيطان: إعلان... من يدافع عنّا؟
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 3 أغسطس, 2011: 09:26 م