اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > الملاحق > أوزال .. هل يكون بداية سيطرة المؤسسة السياسية على الجيش فـي تركيا

أوزال .. هل يكون بداية سيطرة المؤسسة السياسية على الجيش فـي تركيا

نشر في: 5 أغسطس, 2011: 08:22 م

صادق الرئيس التركي، عبدالله غول، على قرارات مجلس الشورى العسكري الخاصة بترقيات كبار القادة العسكريين، بعد الاستقالة الجماعية لكبار الضباط قبل أيام، فبات الجنرال نجدت اوزال رئيسا لهيئة الأركان العامة، وفق ما كان متوقعاً.
وحل قائد الفرقة الأولى، الجنرال خيري أوغلو، على رأس القوات البرية، بينما بات الأميرال أمين مراد بيلغال قائدا للقوات البحرية، الفريق الأول محمد أرتان قائدا للقوات الجوية.وقال عدد من المراقبين إن ما يجري في تركيا حالياً يشكل لحظة تاريخية تؤسس لسيطرة المؤسسة السياسية على نظيرتها العسكرية، بعد أن كانت الأخيرة تعتبر نفسها الجهة المسؤولة عن حماية النظام، مبررة لنفسها تنفيذ عدة انقلابات خلال العقود الماضية.وقد ظنّ الكثيرون أن استقالة قادة القطاعات العسكرية الرئيسية في تركيا يعني وجود حالة إرباك سيعاني بسببها رئيس الحكومة التركية "رجب طيب أردوغان"، لكن سرعان ما تلاشت هذه التخمينات بعد أن اتخذ "أردوغان" خطوات سريعة لتدارك الأزمة وعين رئيس الدرك "نجدت أوزال" قائدا لقوات المشاة.واعتبر محللون أن استقالة القادة العسكريين الأتراك جاءت في مصلحة "أردوغان" لتسريع وضع  قبضته على الجيش و كذلك ضربة موجعة لــ (إسرائيل) وأيضاً مفاجئة.وكان رئيس هيئة أركان القوات المسلحة التركية الجنرال "أسيك كوسانير" وقادة القوات البرية والبحرية قدموا استقالاتهم في 29 يوليو احتجاجاً على رفض "أردوغان" ترفيع الجنرالات المعتقلين في السجون بتهمة الانتماء لمنظمة "أرغنيكون" السرية والمشاركة في مخطط "المطرقة" الذي كان يستهدف الإطاحة بحكومة "أردوغان" الأولى عام 2003. ويبلغ عددهم 250  ضابطاً برتبة عسكرية مختلفة.وفي كلمته الأخيرة، قال "كوسانير" إنه من المستحيل بالنسبة له الاستمرار في عمله لأنه غير قادر على الدفاع عن حقوق قادة عسكريين تم اعتقالهم نتيجة عملية قضائية فاسدة ، على حد وصفه.واللافت للانتباه أن الاستقالات السابقة جاءت بعد فترة قليلة من توجيه الادعاء التركي تهم التحريض على الحكومة إلى ستة جنرالات من الـ 250 المعتقلين .ويبدو أن حزب العدالة والتنمية الحاكم كان مستعداً لمثل هذا التطور ، حيث قلّل الرئيس التركي "عبدالله جول" من شأن تلك الاستقالات ، نافياً وجود أزمة داخل المؤسسة العسكرية .وأضاف "جول" أن الاستقالات خلقت وضعاً غير عادي لكنه لا يرقى مع ذلك إلى أزمة ، قائلاً : الأمور تسير طبيعياً ولا فوضى داخل الجيش ولا فراغ في سلسلة القيادة.وأوضح أنه بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة فقد قرر تعيين قائد الدرك الجنرال "نجدت أوزال" قائداً جديداً للقوات البرية وكلّفه برئاسة الأركان وذلك بعد اجتماع عقده مع "أردوغان".وبحسب التعامل السائد في الجيش التركي, يتقلّد منصب رئاسة الأركان العامة قائد القوات البرية بعد انتهاء فترة رئاسة رئيس الأركان وإحالته على التقاعد أو استقالته, ومن هذا المنطلق عين "أردوغان" الجنرال "نجدت أوزال" قائداً للقوات البرية ليوم واحد فقط, يتولى بعده رئاسة الأركان أصالة.وفسّر محللون تعيين "أوزال" بأنه بداية اختراق أنصار حزب العدالة والتنمية الحاكم للجيش الذي كان المؤسسة الأقوى التي تحمي العلمانية . وسيتقلد "أوزال" منصب رئاسة الأركان اعتباراً من يوم الأحد الموافق 31 يوليو/تموز الجاري وسيشارك بهذه الصفة في اجتماع "مجلس الشورى العسكري" الذي سيعقد يوم الاثنين المقبل برئاسة رئيس الوزراء "رجب طيب أردوغان". و الجنرال "نجدت أوزال" وهو من مواليد أنقرة عام 1950 تولى منصب قائد قوات الدرك بقرار من مجلس الشورى العسكري الذي عقد في أغسطس/آب 2010 ,وبموجب التعامل العسكري أيضاً كان سيتولى منصب رئاسة الأركان عام 2013 بعد انتهاء ولاية الجنرال "كوشانر".ولعل تصريحات "أردوغان" تدعم صحة ما سبق، فقد أكد أن قائد قوات الأمن الجنرال "نجدت أوزال" هو القائد الجديد للقوات البرية والقائم بأعمال نائب رئيس هيئة الأركان ، وفيما أشار إلى أنه يريد الإسراع في تحقيق الاستقرار في المؤسسة العسكرية، فإنه أوضح أن المجلس العسكري الذي يجتمع مرتين سنويا لتحديد التعيينات الرئيسية سيعقد كما هو مقرر في مطلع أغسطس ، الأمر الذي بعث برسالة للجميع مفادها أنه يسيطر على الأمور تماماً . ويبدو أن التطورات منذ وصول حزب العدالة والتنمية للحكم في 2002 تعطي مزيداً من الثقة "لأردوغان" في تحدي المعسكر العلماني أكثر وأكثر .فمعروف أن العلاقات بين الجيش العلماني وحكومة حزب العدالة والتنمية التي يتزعمها "أردوغان" تشهد توترا منذ توليه السلطة في عام 2002 بسبب انعدام ثقة الجيش في الجذور الإسلامية للحزب ، إضافة إلى قيام "أردوغان" بإنهاء سيطرة الجيش على الحكم وذلك من خلال سلسلة من الإصلاحات التي تهد

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة
الملاحق

اشتعال أزمة سوريا وتركيا.. ورومني يدعم تسليح المعارضة

  دمشق / BBCبعد أيام من سقوط القذائف السورية عبر الحدود إلى تركيا، ما يزال التوتر وأعمال القتل، تتصاعد على جانبي الحدود، في وقت أعلن فيه مقاتلو المعارضة قرب السيطرة على معسكر للجيش النظامي...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram