TOP

جريدة المدى > مقالات واعمدة ارشيف > نــص ردن :هزليات حكومية

نــص ردن :هزليات حكومية

نشر في: 5 أغسطس, 2011: 09:17 م

  علاء  حسن مسرحيات حكومية وصف،  أطلقه عضو التحالف الوطني النائب عن المجلس الإسلامي الأعلى العراقي عزيز كاظم العكيلي  ، وكان يعني المسرحيات الكوميدية التي يسميها العراقيون هزليات بدءا من الـ 100 يوم ثم الترشيق وإلغاء وزارات الدولة ، وقضايا أخرى تتعلق بتلبية مطالب الشعب العراقي  بعد أول تظاهرة في ساحة التحرير في الخامس والعشرين من شباط الماضي .
 يقال ان الفنان العراقي الراحل جعفر لقلق زادة كان يتمتع بحضور بين صفوف الأفندية لأنه كان يرتجل المشاهد التمثيلية  الهزلية  في المقاهي والملاهي  منتقدا الكثير من المظاهر السياسية والاجتماعية حينذاك ، وبعد ان يتمتع الجمهور بالهزليات يمنح لزادة  استحقاقه المالي ولا يتعدى الدرهم الواحد من  عملة ذلك الزمن . النائب العكيلي لم يحدد  المسرحيات الهزلية ، بشكل واضح ولكنها  وردت في كلامه العام  عندما حذر من عودة الديكتاتورية وفرض هيمنة الحزب الواحد وتسخير طاقات الدولة وإعلامها وجيشها لصالح الفرد  من دون مراعاة للدستور واحترام مبدأ الشراكة في الإدارة ، وكان العكيلي يحتاج الى  أكثر من مئة لقلق زادة ليكشف عن الظواهر والمظاهر السلبية وبعرض مجاني في الحدائق العامة وفي الهواء الطلق ، فقضية الكهرباء واحدة من ابرز الهزليات الحكومية ، لان الوزارة وفي أكثر من مناسبة أعلنت بأن العام المقبل هو نهاية أزمة الكهرباء ، ومع حلول العام يتحول موعد انجاز المحطات العملاقة لعام آخر ، ومن كل مسؤول تصريح ، وكأنهم في مزايدة علنية لاختيار ابعد موعد زمني لحل المشكلة الكهربائية. ومع تلك المهزلة هناك أخرى تتحدث عن تنفيذ المشاريع الستراتيجية وإعادة الإعمار والبناء خلال زمن قياسي ، وبهمة الغيارى من أبناء الشعب والقيادة الحكيمة التي ستقرر في يوم ما إصدار عقوبة الإعدام بحق جعفر لقلق زادة من دون ان تعلم بان الرجل غادر الحياة منذ  تسعين عاما ،  ولا احد من أبنائه او أحفاده امتهن حرفته  لعرض المهازل الحكومية  في المقاهي والملاهي . عندما تشعر الجهات الرسمية بأن  جعفر لقلق زادة غير مسؤول عن عرض الهزليات الحكومية  ستلتفت الى رسامي الكاريكاتير، وخصوصا العاملين في  الصحف التي لا تصدرها الأحزاب المشاركة في الحكومة فتحملهم مسؤولية إثارة السخرية والضحك على الأداء الحكومي ، وربما ستقاضيهم وتطلب منهم مليارات الدنانير ، لان الرسام جعل المسؤول الفلاني مضحكة  عندما استقبلته زوجته الأولى  في مطار بلد أوربي بمنظومة الشتم والرزالة الناشفة لأنه تزوج  الثالثة ، واسكنها في بلد مجاور للعراق ، ورسام آخر كشف تورط مسؤول في استيراد بضاعة فاسدة ، ورابع كشف فضيحة غير صالحة للنشر ، ومع تكرار هذه الهزليات نحتاج  وعلى الفور استنساخ جعفر لقلق زادة او تشجيع  المواهب لأداء دوره ، او توفير الحصانة والحماية لرسامي الكاريكاتير ، ليأخذوا على عاتقهم نشر الهزليات مع وعود بتقديم المزيد . قبل أيام قليلة  اتهم نائب عن ائتلاف دولة القانون   صحفا اعتادت نشر تخطيطات كاريكاتيرية تنتقد الأداء الحكومي ، اتهمها بأنها تكلف رسامين مقيمين في الخارج لان هؤلاء لا يعرفون شيئا على الواقع العراقي في الداخل ، وتناسى النائب ان الفضائيات ووسائل الاتصال الأخرى جعلت العالم قرية صغيرة ، وأصبح بإمكان العراقي المقيم بالسويد ان يلعب "البلبل حاح" مع ابن عمه في حي الأمين الثانية عبر الفيسبوك ، وبفعل  تطور الاتصالات يستطيع العراقي المقيم في دول الجوار ان يطلب الأكلة المطلوبة لتصل إليه في اليوم التالي عبر البريد الجوي   وباستخدام التكنولوجيا نستطيع عرض الهزليات الحكومية أمام دول العالم لكي تشفق على حالنا ثم  تطالب من المجتمع الدولي بإنقاذ شعب من خطر الانقراض بسبب هزليات جعفر لقلق زادة .

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق للكتاب

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

حياتي وموت علي طالب

حياتي وموت علي طالب

غادة العاملي في لحظة تزامنت فيها الحياة مع الموت استعدت ذكريات عشر سنوات ،أو أكثر .. أختصرها الآن في ذاكرتي بالأشهر الثلاثة الأخيرة. حينما اتفقنا أناقرر هو أن يسافر ملبيا الدعوة التي انتظرها لأكثر...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram