 كربلاء / علي العلاوي يبحث الكثير من العاطلين عن فرص عمل توفر لهم قوت يومهم وتحفظ لهم كرامتهم لان الخبر كما يقول آخرون من العاطلين ليس المال فقط بل هي الكرامة التي قد تسكت أبواقها إذا ما كان الجوع أقوى. ويشير الخريج محمد صالح ان العطل يعني انتهاء جزء من شيء إن كان جمادا أو أنسانا ولأننا عاطلون عن العمل فان الوطن يعيش مأساة فيما نحن نعيش معاناتنا اليومية ..ويضيف أن مركز التدريب المهني الذي تم افتتاحه في كربلاء ربما جزء من صيانة يريدها البلد لأجزائه العاطلة ولكن أتنفع الترقيعات التي لا تبحث عن حلول جذرية ؟
ربما يفكر صالح بالإصلاح ولكن على الجهة الأخرى ثمة أناس كانوا حتى وقت قريب يعملون ويحصلون على اجر يومهم ويعيلون بالمال عوائلهم إلا أنهم انظموا إلى طابور العاطلين عن العمل بسبب الظروف التي يمر بها العراق بتوقف غالبية المصانع والمعامل إضافة إلى اندثار بعض المهن وإغراق السوق ببضائع من مختلف المناشئ , إضافة إلى عدم وجود آلية واضحة للتعيين وخصوصا لخريجي الكليات والمعاهد الذين وجدوا أنفسهم أمام وضع لا يحسدون عليه. ويؤكد جواد مهدي من أن سقوط النظام فتح الحدود ولكنه فتح اثرا كثيرا ولا اعلم ما هي الفائدة التي جناها السياسيون الجدد من فتح الحدود لتدخل بضائع رديئة استهلك قدرة العراقي الذي يتمتع لوقت قصير ببحبوحة زيادة المال والانفتاح إلا إن الأمر انعكس سلبا على واقعنا مما جعل البضائع الرديئة والرخيصة الأسعار تغزو الأسواق كغزوة جراد فأكلت مصانعنا وأموالنا وجهودنا وتركتنا على قارعة الطريق. إلا إن المسؤولين يقولون إن الحكومة حاولت أن تفعل شيئا للعاطلين لان المسؤولية لا تقع على الزمن الجديد بل على سياسات النظام السابق الذي دمر البلد وادخله في حروب ساقت شبابه وتجاره وصناعييه إلى الحروب ومن ثم حرب الحصار التي دمرت كل شيء ليأتي بعدها الإرهاب..ويشير رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس محافظة كربلاء طارق كطيفة الخيكاني من أن تلك السياسيات هي التي تسببت بكل هذه الخسائر ولكن علينا ألا ننسى الإرهاب وضعف التخطيط الحكومي الحالي ..مشيرا إلى إن أعداد العاطلين ما كان لها أن تزداد لو كانت هناك إجراءات عملية مبكرة وليست آنية أو متأخرة على الأقل..إلا إن الخيكاني يقول إن الحكومة سعت من جانب اخر ان تساهم بحل هذه المشكلة عن طريق إطلاق مشروع شبكة الحماية الاجتماعية للعاطلين عن العمل أو توزيع قروض ميسرة لمساعدتهم في إنشاء مشاريع صغيرة خاصة بهم ومن ضمن هذه التوجهات بناء مركز لتدريب وتطوير العاطلين الذين لا يمتلكون مهنة معينة لتساعدهم في الحصول على فرصة عمل تمكنهم من العيش بكرامة..مشيرا إلى إن مركز التدريب قد لا يبدو حلا لكنه هدفا سيكون له أهمية في المستقبل لو أحسن الاختيار ووضع الدراسات ولو صل على دعم.مدير مركز التدريب المهني في محافظة كربلاء رئيس مهندسين عدنان مجيد عزيز صرح بأهداف المركز الذي تم انجازه في المدينة لأول مرة بعد أن بلغت كلفته نحو أربعة مليارات..ويوضح في تصريحه أن المركز يضم  عدة أقسام وورش للتدريب من أهمها الورشة الميكانيكية العامة وورشة لصيانة وكهربائيات السيارات وأخرى للخراطة والفريز واللحام وهناك أقسام مشتركة لكلا الجنسين كقسم الخياطة وقسم الحلاقة إضافة إلى ورشة لصيانة الموبايل وأخرى للتصوير الفوتوغرافي.. ويبين إن التخلص من البطالة ربما لا يأتي من خلال الاكتفاء بإنشاء هذا المركز ولكنه احد الحلول كونه حلقة الوصل بين العاطلين فعلا عن العمل وبين المؤسسات التي تبحث عن أيدي عاملة وكذلك هو يدرب غير الكفوئين والذين ليس لديهم القدرة على الإفصاح عن مواهبهم وقدراتهم لذلك فان المركز فتح دورات مثلا لتعليم اللغة الانكليزية ودورات لتعليم الحاسوب وكذلك لتصليح وبرمجة وتجهيز الحاسبات إضافة إلى دورات خاصة  لقيادة وإدارة المشاريع (الكاب) موضحا إن مدربي الدورات هم من الكوادر الهندسية التابعة للدائرة وهم ذوو خبرات عالية ولدينا متخصصون في اغلب المجالات وسيتم إدخالهم في دورات تطويرية لزيادة الخبرات إضافة إلى انه في حال حاجة المركز لخبراء في اختصاصات غير متوفرة لدينا فسيتم الاستعانة بالقطاع الخاص لرفدنا بما نحتاج..