وديع غزوان رمضان بكل ما يعنيه من قيم نبيلة وسامية ، كان حاضراً في ساحة التحرير من خلال الشعارات التر رفعها بعض المتظاهرين التي تطالب المسؤولين بالالتفات إلى هموم المواطنين وحاجاتهم الأساسية ، و محاسبة المفسدين الذين كانوا السبب في جل مشاكلنا سواء ما يخص الكهرباء أم غيرها .
ومع ان الحضور لم يتجاوز العشرات، حيث غابت عن الساحة وجوه شبابية مألوفة كانت تلهب حماس الناس بشعاراتها البريئة ، فان ما يبقي الامل متقداً في النفوس، هذا الإصرار الذي تجده عند الذين دأبوا في كل جمعة على أن يحملوا لافتات بسيطة من الكارتون، تجسد عفوية المحتجين .. لافتات متواضعة رسمت بأنامل المتعبين صورة المستقبل الذي يريد البعض الالتفاف عليه. سقف مطالب المتظاهرين ما زال يتمحور بشأن محاسبة المفسدين وتوفير فرص عمل واطلاق سراح الابرياء من المعتقلين وتوفير الخدمات الاساسية، من بينها الكهرباء، ومع ذلك فان صدر الحكومة لم يتسع لها ، فنراها متمسكة بخيار التصدي للمحتجين بوسائل الترهيب والترغيب في محاولة لإنهاء كل مظاهر الاحتجاج البسيطة في ساحة التحرير ، حتى أن هنالك معلومات تتسرب هنا وهناك تشير الى ان بعض مستشاري رئيس الوزراء اعطوه وعداً باستغلال شهر رمضان الكريم لإنهاء كل مظهر احتجاجي في ساحة التحرير. ربما لهذا علاقة بتغيير مجاميع الشباب من اساليبهم في المواجهة ،التي ما أرادوها بينهم وبين السلطات وتجنبوا بصبر وبحكمة ما حاول البعض ان يجرهم اليه من مواقف ، فاختاروا شارع لمتنبي مكاناً لآخر إلى حين ، ونحسب أن موقفاً آخر اكثر قوة سيظهر للشباب في الايام القادمة .. موقفاً يثبتون فيه للمسؤولين الحكوميين فشل هذا الاسلوب المناقض للشعب وتطلعاته من جهة ، كما أنهم يوصلون رسالة يقولون فيها للبرلمانيين ولغيرهم من النخب ، إنهم ليسوا بمستوى الامانة التي حملهم اياها الشعب . رمضان كان موجوداً بوجهين في ساحة التحرير، احدهما يمثل ما تريده الغالبية من المسحوقين من وجه يفصح عن حقيقة وجه العراق وا لعملية السياسية ، صوت قوي على قلة حيلة المنادين به ،حيث لايمتلكون جاهاً ولا سلطة وقوّتهم الوحيدة هي حب بلا مطامع للوطن، الوجه الآخر كان لعناصر مأجورة مثلت أسوأ ما يمكن ان تسلبه اغراءات المنصب من الانسان وهو انتماؤه لبني جنسه وتحويله الى وحش يخافه الناس عندما يرتضي لنفسه ان يختار طريقاً مناهضاً للديمقراطية ومبادئها . رمضان ،رغم حرارة الجو ، كان حاضراً بالنسوة والشيوخ ورجال بعمر تجاوز مرحلة الشباب وهم يهتفون للعراق ويدعون إلى أن يعتبر الآخرون من دروس التاريخ القريب والبعيد ، فلا يشتطون في تصرفاتهم ويبتعدون عن الشعب .. في الايام الأولى من رمضان كان صوت الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري يعلو في ساحة التحرير وهو يقرأ الآية الكريمة ( ... والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم ) ،ليؤكد أن مواقع المسؤولية أمانة، ويذكر الآخرين بقيم السماء، فهل من معتبر ؟!
كردستانيات: رمضان.. وأبو ذر في "التحرير"
![](/wp-content/uploads/2024/01/bgdefualt.jpg)
نشر في: 5 أغسطس, 2011: 09:51 م